استمع إلى الملخص
- تزامنت الغارات مع زيارة مستشار إيراني إلى دمشق، مستهدفةً منطقة المزة ومركز يافا، مما أسفر عن مقتل 15 شخصاً. نعت "حركة الجهاد الإسلامي" عدداً من أعضائها، مؤكدةً استمرار المقاومة.
- أدانت الخارجية السورية الغارات ووصفتها بالجرائم الوحشية، مشيرةً إلى فشل مجلس الأمن في ردع الانتهاكات الإسرائيلية.
جدد الطيران الحربي الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، غاراته داخل الأراضي السورية، مستهدفاً جسرين في منطقة القصير بريف محافظة حمص الجنوبي، وفق وسائل إعلام موالية للنظام السوري. وأوضحت إذاعة "شام إف إم" أن القصف الجوي استهدف جسر الموح في المنطقة، ويقع غربي مدينة القصير بالقرب من قرية الموح، فيما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف الجسور التي دُمّرت أمس جزئياً في منطقة القصير، والجسران المستهدفان هما جسر الموح والجسر العالي.
وكانت وسائل إعلام مقربة من النظام السوري قد تحدثت عن إصابة 11 شخصاً في حصيلة أولية للغارات الإسرائيلية على القصير، وذلك عقب تدمير جسور القصير وتل مندو والجوبانية "بهدف منع مرور المساعدات الغذائية وقوافل المحروقات من العبور إلى لبنان".
وتهدف عمليات القصف المتكررة على منطقة القصير في ريف حمص الجنوبي إلى المزيد من الضغط على "حزب الله"، وفق ما تقول إسرائيل. ونقلت "رويترز" عن متحدث جيش الاحتلال دانيال هاغاري، قوله، اليوم الخميس، إن إسرائيل ستهاجم أي محاولة لتهريب الأسلحة إلى حزب الله اللبناني من سورية.
وأضاف هاغاري للصحافيين: "نحدد صواريخ وأسلحة أخرى مصنعة في سورية يطلقها حزب الله على أراضٍ إسرائيلية". وتابع: "سنهاجم كل محاولة لتهريب أسلحة من سورية إلى حزب الله. وسنهاجم كل بنية تحتية نرصدها في سورية بغرض إنتاج أسلحة لحزب الله". وذكر هاغاري أن الجيش ينفذ غارات جوية بدءاً من الضاحية الجنوبية لبيروت حتى دمشق. وجاء حديثه بعد فترة وجيزة من الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت جسراً في سورية قرب الحدود مع شمال لبنان.
وفي هذا السياق، أوضح الباحث السياسي محمد المصطفى لـ"العربي الجديد" أن عمليات القصف الحالية تستهدف قطع طرق الإمداد، التي تُستخدم، سواء لنقل الأسلحة أو للعمليات اللوجستية بين لبنان وسورية، مضيفاً: "الواضح في الوقت الحالي أن إسرائيل لم يعد لديها أي خطوط حمراء في عمليات الاستهداف داخل الأراضي السورية، ودائرة عمليات الاستهداف لديها تشمل كامل الجغرافيا".
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن الهجوم الإسرائيلي، أمس، استهدف حاجز الضبعة وجسر الدف ومنطقة الطريق الترابي الواصل إلى شنشار قرب فوج الصواريخ، حيث سُمعت أصوات انفجارات قوية. وأوضحت أن شخصاً واحداً على الأقل قُتل ويدعى حسن علي صقر، وهو عنصر في "الفرقة الرابعة" التابعة للنظام السوري، وينحدر من بلدة الديابية بريف القصير.
وتقع مدينة القصير في الريف الغربي لمحافظة حمص وسط سورية، على الحدود مع لبنان، ويتبع لها أكثر من 80 قرية، وترتبط مع لبنان من جهة البقاع بمنفذ "جوسية" الحدودي، الذي تعرّض لقصف إسرائيلي متكرر أخرجه عن الخدمة. كذلك قطعت الغارات الإسرائيلية الطريق الواصل بين المدينة ومركز محافظة حمص، والطريق الواصل إلى معبر جوسية الحدودي مع لبنان، ما جعل المدينة شبه معزولة عن محيطها. وطاولت إحدى الغارات محطة الوقود الوحيدة التي يعتمد عليها السكان لتأمين مخصصاتهم من الوقود.
وكان 15 شخصاً قد قُتلوا وأُصيب 16 آخرون جراء غارات إسرائيلية بعد ظهر اليوم الخميس استهدفت منطقة المزة بدمشق ومركز يافا للتنمية الشبابية (شبيبة فلسطين) ضمن مدينة قدسيا غربي دمشق، وفق ما أكدت وزارة دفاع النظام السوري. وتزامنت الغارات على دمشق، اليوم الخميس، مع وصول كبير مستشاري المرشد الإيراني، علي لاريجاني، إلى دمشق، للقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد ومسؤولين آخرين في حكومة النظام السوري، وفق قناة "العالم" الإيرانية.
ونعت "حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين" مساء اليوم عدداً من أعضائها الذين قُتلوا إثر القصف الإسرائيلي على قدسيا. وقالت في بيانها إن "الفشل العسكري الإسرائيلي في مواجهة قوى المقاومة ميدانياً، ولا سيما في غزة وجنوب لبنان، واضح"، مضيفةً أن "الأكاذيب التي يروجها العدو بأنه استهدف مقرات ومراكز عسكرية تابعة للحركة هي محض اختلاق لبطولات وهمية، ونؤكد أن هذا الاستهداف لن يزيدنا إلا تصميماً وعزماً على مواصلة الجهاد والمقاومة".
من جانبها، شجبت وزارة الخارجية التابعة للنظام السوري "الجرائم الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني والتي سقط ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، وتسببت في تدمير كامل للأبنية السكنية المستهدفة، وحدوث أضرار مادية كبيرة في المرافق الحيوية كالجسور وبعض الطرق الدولية، ما أدى إلى خروجها من الخدمة".
واعتبر البيان أن العدوان الإسرائيلي "مؤشر واضح على حالة الهيستيريا التي بلغها الكيان الصهيوني جراء فشله في تحقيق أهدافه من العدوان المستمر على عدد من دول المنطقة"، واعتبر أيضاً أن "إمعان هذا الكيان الغاصب بالاستهتار منقطع النظير بالقوانين والشرعية الدولية، وعدم اكتراثه بكل المطالبات الدولية لوقف عدوانه وانتهاكاته، يأتي جراء عدم اتخاذ مجلس الأمن لموقف حازم وحقيقي لردعه عن جرائمه".