هدوء حذر في مخيم عين الحلوة بعد اشتباكات عنيفة

31 يوليو 2023
حصيلة الاشتباكات حتى الآن: 11 قتيلاً وعشرات الجرحى وأكثر من ألفي نازح
+ الخط -

يشهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، جنوبي لبنان، هدوءاً حذراً في غالبية محاوره، مساء اليوم الاثنين، تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تكررت خروقاته في حي الطوارئ، بعد اشتباكات عنيفة مستمرة، منذ السبت، بين عناصر من "فتح" وبين آخرين ينتمون إلى مجموعات إسلامية متشددة.

وقال القيادي في حركة فتح، العقيد أبو إياد شعلان، لـ"العربي الجديد"، إن "غالبية محاور مخيم عين الحلوة، جنوبي لبنان، تشهد هدوءاً شاملاً، باستثناء محور حي الطوارئ الذي يعدّ معقل الجهاديين".

وأكد شعلان أن "فتح التزمت بوقف إطلاق النار في جميع المحاور منذ أن تلقينا التعليمات بذلك، وجرى التوصل إلى اتفاق حول الموضوع مع القوى الفلسطينية، لكن محور حي الطوارئ يخترق الاتفاق".

وعيّنت قيادة حركة "فتح" و"الأمن الوطني الفلسطيني"– لبنان، العقيد أبو إياد شعلان، اليوم الاثنين، قائداً للأمن الوطني في منطقة صيدا، خلفاً للواء أبو أشرف العرموشي، الذي قتل الأحد في كمين مسلح بحي البساتين في مخيم عين الحلوة، مع أربعة من مرافقيه.

اشتباكات في مخيم "عين الحلوة" للاجئين تخلّف 6 قتلى بينهم قيادي

وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في بيان لها مساء اليوم، أن المواجهات في مخيم عين الحلوة، أسفرت حتى الساعة عن مقتل 11 شخصاً، وجرح 40 آخرين، فيما تضررت مدرستان تابعتان لها، بينما اضطر أكثر من 2000 شخص لمغادرة المخيم، هرباً من الاشتباكات.

من جهتها، دعت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان إلى هدنة إنسانية لساعات عدّة في مخيم عين الحلوة، بهدف تقييم الوضع الإنساني، وتقديم المساعدة اللازمة للسكان الواقعين في منطقة الاشتباك الذين أطلقوا نداءات استغاثة.

واندلعت، مساء السبت، اشتباكات عنيفة في مخيم عين الحلوة، بين حركة فتح وبين مجموعات إسلامية متشددة، لم توقفها كل الاتصالات والاجتماعات بين الفصائل الفلسطينية والقوى اللبنانية وفعاليات منطقة صيدا السياسية، رغم إعلان وقف إطلاق النار في أكثر من مرة، والتأكيد على تشكيل لجنة تحقيق فلسطينية، من أجل تسليم المرتكبين والمتورطين في الأحداث.

وأغلق الجيش اللبناني صباح اليوم الأوتوستراد المحاذي للمخيم بفعل رصاص القنص والقذائف التي تتطاير إلى خارج المخيم، ونفذ إجراءات أمنية مشددة على جميع مداخل ومخارج المخيم، الذي شهد حركة نزوح ملحوظة، وذلك على وقع ارتفاع وتيرة المعارك، وعدم نجاح المساعي التي بُذِلت من جهات فلسطينية ولبنانية للتهدئة ووقف إطلاق النار.

واتسعت رقعة الاشتباكات اليوم على محاور عدة، منها البركسات – الطوارئ، الصفصاف، الرأس الأحمر – حطين، وغيرها، وقد خلّفت دماراً مادياً كبيراً. 

وقال إحسان عطايا، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وممثلها في لبنان، لـ"العربي الجديد"، إن "جهوداً تبذل على كل المستويات من أجل تثبيت وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة، وعدم تدهور الوضع إلى الأسوأ".

وأضاف "توصلت هيئة العمل الفلسطيني المشترك إلى الاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار وسحب المسلحين، وتشكيل لجنة تحقيق تكشف المتورّطين في كل ما حصل، وتسلمهم للسلطات الرسمية المختصّة. وذلك بالتعاون مع القوى والجهات اللبنانية الحريصة على المصلحة المشتركة في الاستقرار والسلم الأهلي".

المساهمون