ويضيف المصدر القبلي، لـ"العربي الجديد"، أن هناك "عدداً كبيراً من أهالي سيناء متواجدين في قطاع غزة، لم يتمكنوا من العودة مرة أخرى على مدار أشهر طويلة بسبب هدم تلك الأنفاق، وهو أحد فصول المعاناة للأهالي". ويشير إلى عدم منطقية وجود تنسيق بين المسلحين في سيناء وحركة "حماس"، لا على مستوى التدريب أو تبادل الأسلحة بين الطرفين، خصوصاً في ظل الخلافات الكبيرة بين الطرفَين. وتُرجمت هذه الخلافات، في مناسبات عديدة، عبر استهداف تنظيم "داعش"، الذي بايعَه تنظيم "ولاية سيناء"، لحركة المقاومة الإسلامية في قطاع غزة.
ويوضح المصدر ذاته أنّه "لنفترض أنّ الشباب المتورطين في اغتيال النائب العام تمكّنوا بالفعل من السفر إلى غزة عبر الأنفاق، لكن لا يمكنهم العودة مرة أخرى إلى الداخل المصري". ويستطرد في حديثه قائل إن "عملية الدخول والخروج من سيناء منذ بدء العمليات المسلحة وتطورات الموقف هناك، فرضت قوات الجيش قبضة حديدية على كل المداخل والمخارج من وإلى سيناء. وهناك معاناة حقيقية للأهالي، إذ إنّه يُفرض عليهم الانتظار ساعات طويلة في الأكمنة حيث يخضعون لعمليات تفتيش دقيقة وفحص الأسماء، خصوصاً من غير المقيمين في سيناء".
ويؤكد المصدر القبلي أنّ سيناء تمرّ بأزمة شديدة للغاية لا يدركها النظام الحالي، تتمثل في عدم الثقة بالجيش المصري، جراء الانتهاكات والعمليات التي تستهدف ليس المسلحين وإنّما أهالي سيناء من المدنيين. ويلفت إلى أن هذه الثقة المفقودة بين الجيش وأهالي سيناء، هي ما كانت تبحث عنه إسرائيل على مدار عقود طويلة، حتى تحققت في عهد الرئيس المصري الحالي، عبد الفتاح السيسي، وفقاً للشيخ القبلي.
ويشدد الشيخ على أن إسرائيل لديها معلومات حول طبيعة الأوضاع في سيناء أكثر من الجيش المصري، خصوصاً أنّ لديها جواسيس في كل مكان ينقلون المعلومات والأسماء والتحركات باستمرار. وحول حديثه عن عدم رغبة إسرائيل في القضاء على المسلحين في سيناء، يؤكد أن تل أبيب تستطيع ذلك باستخدام الطائرات من دون طيار، لكنّها مستفيدة من استنزاف الجيش المصري، والأهم خلق عداوة وفقدان الثقة مع أهالي سيناء، على حدّ تعبيره.
وفي السياق ذاته، تقول مصادر قبلية أخرى في سيناء، إن تنظيم "ولاية سيناء" بات يفرض قبضته إلى حدّ كبير على الأوضاع في مدينتَي الشيخ زويد ورفح، ولا توجد صغيرة ولا كبيرة تحدث إلا وكان على علم بها، وبالتالي سيكون لديه علم بمرور تلك العناصر المتورطة في اغتيال بركات. وتضيف المصادر ذاتها لـ"العربي الجديد"، أن التنظيم لديه جهاز أمني قوي، يمكنه من خلاله معرفة تحركات كل الأطراف من الأهالي، سواء كانوا الفاعلين في مسألة الأنفاق، أو المتعاونين مع الجيش المصري والموساد الإسرائيلي. وتلفت إلى قدرة هذا الجهاز في عملية جمع المعلومات، وخطف الأشخاص، وسحب الاعترافات بشكل كبير. وباتت لديه قاعدة معلوماتية كبيرة، فضلاً عن عناصره وأعينه التي تجمع المعلومات من دون أن تكون مكشوفة للأهالي، وفقاً للشيخ ذاته.
اقرأ أيضاً: النظام المصري وشيطنة "حماس": خدمة مجانية لإسرائيل