هجوم الرياض... علامات استفهام عقب نفي حوثي مغلف بالوعيد

23 يناير 2021
أعلن التحالف السعودي أنه دمّر "هدفاً جوياً معادياً" كان متجهاً صوب الرياض (Getty)
+ الخط -

أثار الهجوم الجوي الذي أعلنت السعودية أنه كان يستهدف العاصمة الرياض الكثير من علامات الاستفهام في أعقاب الاستنفار الحوثي للنفي المغلف بتهديدات جديدة، بشن ضربات "ستكلّف التحالف السعودي الإماراتي الكثير"، وفقاً لما ذكره كبير المفاوضين الحوثيين والمتحدث الرسمي للجماعة، محمد عبد السلام.  

وفي وقت سابق، اليوم السبت، أعلن التحالف السعودي أنه اعترض ودمر "هدفاً جوياً معادياً" كان متجهاً صوب الرياض، فيما نقلت وسائل إعلام دولية عن سكان محليين سماع دوي انفجار عنيف هزّ الأرجاء في حي السليمانية، وسط العاصمة السعودية.  

ودفع الهجوم، الذي تسبب في إرباك الملاحة الجوية في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، جماعة الحوثيين، التي تأمل في إعادة الإدارة الأميركية النظر في تصنيفها ضمن المنظمات الإرهابية، إلى نفي الحادثة على الفور، على لسان أكثر من مسؤول عسكري وسياسي.

وكانت البداية من المتحدث العسكري للجماعة، يحيى سريع، الذي أعلن في تغريدة على "تويتر"، عدم تنفيذ أي عملية هجومية ضد ما سماها بـ"دول العدوان" خلال الـ24 ساعة الماضية، لكنه أكد في المقابل أن تنفيذ هجمات مشابهة هي من "حقهم الطبيعي والمشروع"، طالما استمرت الغارات الجوية من التحالف السعودي على مواقعهم باليمن.

 

وذكر المسؤول العسكري الحوثي أنّ جماعته "تقوم بالإعلان عن أية عملية تنفذها بكل فخر وشرف واعتزاز"، رغم أن عدد من الهجمات الجوية والبحرية التي تمت مؤخراً وأعلن التحالف السعودي إحباطها، لم تعلن جماعة الحوثيين تبنيها بشكل رسمي، كما لم تسارع إلى النفي كما حصل مع هجوم الرياض.  

تشير التصريحات الحوثية إلى أنهم لا يرغبون بالتورط في أي هجوم غداة إعلان وزارة الخارجية الأميركية أنها ستقوم بإعادة النظر في تصنيفها ضمن المنظمات الإرهابية

 

القيادي الحوثي المعيّن نائباً لوزير الخارجية في الحكومة غير المعترف بها دولياً، حسين العزّي، نفى هو الآخر ما يشاع عن استهداف الحوثيين للرياض، وقال إن جماعته "تعرف تماماً متى نضرب وفي أي مكان تضرب ولا تتردد في العادة عن إعلان ما تفعله". 

وأشار القيادي الحوثي إلى أن ما يحدث اليوم من اتهامات لجماعته وما وصفها بـ"الفبركات"، يجب أن يثير علامة استفهام، وفقاً لما جاء في تغريدة على "تويتر".

 

وقد تشير تأكيدات القيادي الحوثي بأنّ جماعته "تعرف تماماً متى تضرب" إلى أنّ الحوثيين لا يرغبون بالتورط بأي هجوم في الوقت الراهن على مطار مدني، وخصوصاً غداة إعلان وزارة الخارجية الأميركية أنها ستقوم بإعادة النظر في تصنيفها ضمن المنظمات الإرهابية الأجنبية الذي اتخذه الإدارة السابقة، الثلاثاء الفائت.

 

كبير المفاوضين الحوثيين، محمد عبد السلام، والذي بدا محتفياً بالهجوم وتناقل أخبار توقف الملاحة فوق مطار الرياض، أعلن في تغريدة على "تويتر"، بعد ساعات من النفي، أنّ "الحرب والحصار الذي يفرضه التحالف السعودي الإماراتي على اليمن جريمة، وعدم المسارعة لإيقاف تلك الجرائم سيّكلف التحالف كثيراً".

 

وفي حين اكتفى قادة الجماعة بنفي المسؤولية عن هجوم الرياض، أو التلويح بهجمات جديدة، اتهم القيادي الحوثي وعضو الوفد المفاوض بمشاورات السلام، عبد الملك العجري، السعودية بتدبير "هجوم مسرحي" لكسب تعاطف الإدارة الأميركية الجديدة.  

وقال العجري، الذي يوجد بالعاصمة العمانية مسقط، في تغريدة على "تويتر": "السعودية تضرب نفسها ضربات مسرحية لتكسب تعاطف الإدارة الأميركية الجديدة بعد إعلانها مراجعة قرار التصنيف الغبي.. إلعبوا غيرها". 

 

في الطرف المقابل، اعتبر الصحافي السعودي، سلمان الدوسري، في تغريدة على "تويتر"، أنّ النفي الحوثي "محاولة مكشوفة من الحوثيين لتقديم أنفسهم بصورة الحمل الوديع أمام إدارة (جو) بايدن"، لافتاً إلى أن ذلك يأتي ضمن "مسعى لتغيير موقف واشنطن منهم كجماعة إرهابية، والاعتداء على المدنيين منهج متأصل لدى الجماعات الإرهابية".