قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أمس الإثنين، نقلاً عن مسؤولين متطلعين على الملف، إنّ عملية كشف تورط المعاون السابق لوزير الدفاع الإيراني علي رضا أكبري بـ"التجسس"، تمت بمساعدة روسية، وأنّه له علاقة بمعلومات سربتها بريطانيا لإسرائيل عام 2008 تتعلق بمنشأة فوردو التي تتهم الدول الغربية طهران أنها تسعى لإنتاج قنبلة نووية فيها.
وقالت الصحيفة، التي أجرت مقابلات مع مسؤولين إيرانيين وأميركيين وبريطانيين وإسرائيليين وألمان، إنّ طهران اكتشفت بمساعدة مسؤولي المخابرات الروسية أنّ أكبري كان متورطاً في نقل معلومات تفيد بأنّ طهران كانت تسعى للحصول على سلاح نووي.
وفي إبريل/ نيسان من عام 2008، وصل مسؤول استخباراتي بريطاني رفيع المستوى إلى إسرائيل حاملاً معه معلومات سرية للغاية، حصل عليها من جاسوس بريطاني في طهران، قائلاً إنّ من شأن تلك المعلومات أنّ تكشف مما لا لبس فيه أنّ إيران تسعى للحصول على أسلحة نووية. وكانت هذه المعلومات تتعلق بمنشأة فوردو، وهي منشأة لتخصيب اليورانيوم تقع تحت مجمع عسكري، تقول بعض الدول الغربية إنّ إيران تعمل فيها على بناء قنبلة نووية.
بعد هذا الحدث بنحو 15 عاماً، تحديداً في يناير/ كانون الثاني الماضي، عندما أعدمت السلطة القضائية الإيرانية علي رضا أكبري، تبين أنّ أكبري هو نفسه الذي ساعد في نقل هذه المعلومات إلى بريطانيا، التي نقلتها إلى إسرائيل ودول غربية أخرى بدورها، بحسب الصحيفة.
وبالإضافة إلى اتهام أكبري بالكشف عن أسرارها النووية والعسكرية، قالت طهران إنّه متورط أيضاً في كشف هوية وأنشطة أكثر من 100 مسؤول إيراني.
وعلى الرغم من هذا، لم تعترف بريطانيا علانيةً بأنّ الرجل الذي أصبح مواطناً بريطانياً في عام 2012 هو جاسوسها. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية للصحيفة، طلب عدم الكشف عن هويته، إنّ سياسة عدم التعليق على "الأمور المتعلقة بالاستخبارات" تمنعه من التعليق على هذه الحادثة.
وفي تسجيل صوتي يُفترض أنه لأكبري، بثته خدمة هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي فارسي"، في وقت سابق من إعدامه، قال أكبري إنه اعترف بجرائم لم يرتكبها بعد تعرضه لتعذيب شديد.
وبثت وسائل إعلام رسمية إيرانية مقطع فيديو قالت إنه أظهر ضلوع أكبري في اغتيال العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زادة عام 2020، في هجوم وقع خارج طهران، واتهمت السلطات الإيرانية إسرائيل بالمسؤولية عنه.
وفي الفيديو، لم يعترف أكبري بالتورط في الاغتيال، لكنه أكد أنّ عميلاً بريطانياً طلب معلومات عن فخري زادة. وغالباً ما تبث وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية ما تقول إنها اعترافات للمشتبه فيهم بقضايا مشحونة سياسياً.