نصر الله: بدأنا بتصنيع المسيّرات والصواريخ الدقيقة وشعارنا الانتخابي "باقون نحمي ونبني"
استعرض الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، في كلمة له خلال احتفال مركزي اليوم الأربعاء، قوة المقاومة العسكرية التي هي، على حدّ تعبيره، "كبنية وإمكانات وجهوزية واستعداد هي في حالة تقدمٍ وتطورٍ"، معلناً شعار الحزب في الانتخابات النيابية المرتقبة "باقون نحمي ونبني".
وكشف نصر الله أن "لدى حزب الله القدرة التكنولوجية على تحويل صواريخه الموجودة بالآلاف إلى صواريخ دقيقة، وقد بدأ ذلك منذ سنوات وحوّلنا عدداً كبيراً من صواريخنا إلى صواريخ دقيقة ولسنا بحاجة أن ننقل من إيران".
وقال نصر الله: "الإسرائيلي يفتّش عن الأماكن ونحن عادة لا نضع صواريخنا في مكان واحد بل ننتشر، وهو بات لأجل ذلك يشغّل عدداً كبيراً من العملاء للبحث عن هذه الإمكان، فليفتش ونحن بانتظاره وبعون الله وبوعي المقاومين وحماقة العدو قد نكون أمام عملية أنصارية 2 (كمين نفذه حزب الله في سبتمبر/ أيلول 1997 في بلدة أنصارية جنوب لبنان ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي في سلاح البحرية وقتل منه 12 جندياً وضابطاً)".
وكشف نصر الله "منذ مدة طويلة بدأنا بتصنيع المسيّرات ومن يريد أن يشتري فليقدم طلباً، ولسنا بحاجة أن نقول إنها من إيران، فأمام التهديد والحاجة يجب أن نبحث عن كل الفرص وإذا مضى العدو الإسرائيلي على ما هو عليه لا نعرف إلى أين سنصل".
ولفت إلى أن "المقاومة حوّلت التهديد إلى فرصة فأخذت قرار تفعيل الدفاع الجوي الموجود لديها منذ سنوات طويلة وبالحد الأدنى في مواجهة المسيّرات، أما في مواجهة الطيران الحربي فبحث آخر"، مشيراً في المقابل إلى أن "هناك تراجعاً كبيراً جداً في حركة المسيّرات الإسرائيلية في سماء لبنان وهذا تطور مهم جداً".
الانتخابات وسلاح المقاومة
على الصعيد السياسي المحلي، أكد نصر الله "ذاهبون إلى انتخابات نيابية مصيرية واضحة (ستجرى في مايو/ أيار المقبل) وكما كل المواسم سنتعاطى معها بجدية وحيوية وحضور قوي وتفاعل ومسؤولية وتعبئة كبيرة"، معلناً شعار الحزب في انتخابات 2022 "باقون نحمي ونبني".
وشدد على أن الحزب يحمي من خلال معادلة "المقاومة والجيش والشعب"، متوقفاً عند إصراره على دور الجيش اللبناني وأهمية حمايته و"ضرورة أن لا يبقى باب دعم الجيش واحداً"، غامزاً من قناة الدعم الأميركي "بل يفتح الباب أمام بقية دول العالم لدعمه وإمداده بالسلاح كماً ونوعاً".
وتحدث نصر الله عن أهمية الشعب والناس والبيئة لاحتضان المقاومة، لافتاً إلى محاولات استهداف المقاومة عبر "الضغط على بيئتها لتتخلى عنها"، ومشيراً إلى اجتماعات لمسؤولين إسرائيليين مع كتاب وباحثين وصحافيين ومؤتمرات تعقد، منها في بيروت وبمشاركة لبنانيين، للتخلص من حزب الله في لبنان.
واعتبر الأمين العام لـ"حزب الله" أنهم "وجدوا أن الضغط والخنق الاقتصادي والرواتب أنسب فيقومون بالضغط اقتصادياً ويتم لصق ذلك بالمقاومة ونسوا كل من قام بالفساد والسياسات المالية الفاسدة ونهب الدولة بالملايين والمليارات"، مشدداً على أن "هناك فريقاً ذاهباً إلى الانتخابات النيابية بشعار استهداف المقاومة ونزع سلاحها، مستغلاً بذلك الوضع الاقتصادي".
وخاض الحزب وإسرائيل حرباً ضارية استمرت أكثر من شهر في عام 2006، وفي السنوات التي تلت ذلك وقع تبادل إطلاق نار أحياناً عبر الحدود الجنوبية للبنان.
ولم يصدر رد إسرائيلي فوري على تصريحات نصر الله. وتخشى إسرائيل، رغم تفوقها العسكري، من أن يتمكن الحزب في حرب مستقبلية من استخدام صواريخ دقيقة التوجيه لضرب أجزاء من بنيتها التحتية، مثل الموانئ أو محطات الطاقة.
وقالت إسرائيل في الماضي إنها أسقطت عدة طائرات مسيرة تابعة لـ"حزب الله" عبرت المجال الجوي الإسرائيلي. ويقول الحزب إن زيادة قدراته المضادة للطائرات المسيرة أدت إلى انخفاض وتيرة تحليق الطائرات الإسرائيلية بدون طيار.
ونشرت إسرائيل الأسبوع الماضي أسماء ثلاث شركات لبنانية اتهمتها بتوريد مواد لمشروع "حزب الله" الصاروخي الدقيق التوجيه، في خطوة تهدف إلى إحداث ضغوط اقتصادية دولية عليها.