استمع إلى الملخص
- عناصر الاتفاق: يشمل الاتفاق تنفيذ القرار 1701 بشكل موسع، إنشاء آلية دولية للمراقبة، ومنع إعادة تسليح حزب الله، مع تعزيز قوة اليونيفيل واستبدال بعض كتائبها بكتائب فرنسية وبريطانية وألمانية.
- موقف حزب الله والمفاوضات: أكد حزب الله على أهمية وقف إطلاق النار، بينما شدد نبيه بري على الالتزام بالقرار 1701، مع تأييد المبادرة الأميركية-الفرنسية لتحقيق هدنة مؤقتة. تسعى إسرائيل لتجنيد دعم دولي للاتفاق.
يبدأ الاتفاق بفترة "60 يوماً من التكيّف" يتوقف فيها إطلاق النار
يتضمن الاتفاق إنشاء آلية دولية لضمان "حرية الحركة الإسرائيلية"
من المتوقّع أن يصل هوكشتاين إلى المنطقة قبل الانتخابات الأميركية
أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الثلاثاء، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين كبار لم تسمّهم، بأن المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين توصّل إلى تفاهمات متقدمة خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، ومن المتوقع أن يصل إلى إسرائيل في أقرب فرصة لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق. ويتضمّن الاتفاق المحتمل، وفقاً لمصادر الصحيفة، إبعاد حزب الله جنوب الليطاني، وإنشاء آلية دولية لضمان "حرية الحركة الإسرائيلية في مواجهة الانتهاكات"، ومنع إعادة تسليح الحزب.
ومن المتوقع أن يبدأ الاتفاق بفترة ما أطلق عليه "60 يوماً من التكيّف"، يتوقف فيها حزب الله وجيش الاحتلال عن إطلاق النار، فيما أعربت روسيا عن استعدادها للمساعدة في تطبيق الاتفاق. وجاء في التفاصيل التي نشرتها الصحيفة العبرية أن مفاوضات تجري بين إسرائيل وأطراف في لبنان للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في الشمال. ووفقاً لمسؤولين سياسيين كبار في إسرائيل، فإن المفاوضات في "مراحل متقدّمة". ومن المتوقّع أن يصل هوكشتاين إلى إسرائيل ولبنان قبل الانتخابات الأميركية، في محاولة للتوصل إلى اتفاق نهائي.
وإذا لم تنهر المفاوضات، سيبدأ جيش الاحتلال إعادة الانتشار، والانسحاب من بعض النقاط التي أكمل فيها مهمته في جنوب لبنان، بحيث تخرج معظم القوات من الأراضي اللبنانية. مع هذا، قد تبقى قوات الاحتلال في "نقاط تكتيكية" مهمة على الجانب اللبناني، وعلى طول الحدود، حتى يتم التوصل إلى اتفاق نهائي وحتى نهاية فترة "التكيّف".
ويرى المسؤولون الإسرائيليون أن الوضع في لبنان "تغيّر بشكل جذري نتيجة لعمليات الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية"، وأن هناك موافقة لبنانيّة على فصل الجبهة الشمالية عن قطاع غزة. كما أكد مسؤولون كبار في إسرائيل أن القتال لن يتوقف من أجل المفاوضات، بل فقط بعد التوصل إلى اتفاق نهائي. ووفقاً للصحيفة العبرية، تقدّر مصادر استخباراتية غربية أن إيران تسمح لحزب الله بالتوصل إلى وقف إطلاق نار في لبنان، حتى بدون وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وربما تدفع نحو ذلك.
وقال مسؤولون في إسرائيل، لم تسمّهم الصحيفة، إن الاتفاق سيبدأ بـ"60 يوماً من التكيّف"، حيث سيوقف حزب الله وجيش الاحتلال عن إطلاق النار، وسينتشر الجيش اللبناني في الجنوب، وسيتم اختبار آلية لمراقبة تنفيذ الاتفاق بأكمله. ولن يكون هناك قرار جديد من مجلس الأمن في إطار هذا الاتفاق. وقال مسؤولون لبنانيون لمسؤولين فرنسيين وأميركيين، أخيراً، وفق ما ذكرته الصحيفة العبرية، إن "حزب الله، الذي تعرّض لضربات قاسية من قبل إسرائيل وفقد كل قيادته، يشعر في الأسبوعين الأخيرين بالقوة، بسبب عدد الإصابات المرتفع في صفوف الجيش الإسرائيلي، وبالتالي فإن الحاجة للتوصل إلى اتفاق ملحّة، أو قد تضيع الفرصة".
خطة من 3 عناصر
ويتضمن الاتفاق المقترح، بين لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة ودول أخرى، وفقاً للصحيفة، ثلاثة عناصر. الأول هو تنفيذ القرار 1701 بشكل موسّع، لضمان عدم وجود حزب الله مع سلاح في جنوب نهر الليطاني، وكذلك إبعاده كثيراً عن منطقة مستوطنة المطلة. ومن المفترض أن ينتشر الجيش اللبناني على طول الحدود الشمالية (حدود لبنان الجنوبية) بأعداد كبيرة، بين خمسة آلاف وعشرة آلاف جندي. كما سيتم تعزيز قوة اليونيفيل الحالية، ربما باستبدال بعض كتائبها بكتائب فرنسية، وبريطانية، وألمانية. وقد توجّهت إسرائيل إلى هذه الدول في محاولة لمعرفة ما إذا كانت ستوافق على ذلك.
أما العنصر الثاني فهو إنشاء آلية دولية للإنفاذ والمراقبة، يمكن للأطراف من خلالها الإبلاغ عن "الانتهاكات"، وهي آلية شكّلت مطلباً أساسياً للمؤسسة الأمنية الاسرائيلية منذ بداية الحرب. وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى اتفاق بين تل أبيب وواشنطن على أنه إذا أقدم حزب الله على "انتهاك"، من قبيل بناء بنية تحتية عسكرية في جنوب نهر الليطاني ولم يتم التعامل معه بسرعة من قبل الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، فإن إسرائيل ستتصرف بمفردها وبشكل متواصل لإزالة التهديدات. وباعتبار ذلك جزءاً من المفاوضات، طلبت إسرائيل من الرئيس الأميركي جو بايدن إرسال رسالة تؤكد "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس"، بحيث يكون واضحاً أن "الجيش الإسرائيلي له الحق في إزالة التهديدات التي يكتشفها".
أما المركّب الثالث في الاتفاق الناشئ الذي تتم صياغته، فهو منع إعادة تسليح حزب الله، باعتبار ذلك جزءاً من التفاهمات التي ستنهي الحرب. ويتضمن ذلك منع دخول الوسائل العسكرية التي ستُعرّف بأنها "محظورة"، من الجو، والبحر، والبر. ووفقاً للصحيفة العبرية، أعربت روسيا عن استعدادها للمساعدة في تنفيذ الاتفاق، ومن المتوقع أن تلعب دوراً في إرساء الاستقرار على جبهتي لبنان وسورية. وقال مصدر أجنبي ضالع في ما يحصل، لم تسمّه الصحيفة: "ستتمتع روسيا بمكانة خاصة في تنفيذ الاتفاق ومنع المزيد من التصعيد".
وجرت الاتصالات بين الكرملين وتل أبيب مباشرة، إذ إن إسرائيل مهتمة بدور روسي ودفعت بهذا الاتجاه على أمل أن يضمن ذلك استقرار الاتفاق وإمكانية تنفيذه، ولتقليل الاعتماد على التدخل الأميركي في المنطقة. وفي الأيام الأخيرة، يحاول مبعوثو رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تجنيد دول أخرى للآليات المتعلّقة بالاتفاق المعمول عليه. ويعمل وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر على هذا الموضوع مع مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، بينما يجري وزير الأمن يوآف غالانت اتصالات مع المبعوث الأميركي هوكشتاين.
مصادر حزب الله وبري: لبنان ليس بموقع ضعف ليرضخ للإسرائيلي
إلى ذلك، قال مصدرٌ في حزب الله لـ"العربي الجديد"، في معرض تعليقه على ما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، إن "المقاومة الآن في موقع قوة وعلى العدو أن يعرف ذلك، صحيح حصلت انتكاسات عند اغتيال كبار القادة، لكنها عادت بقوة إلى الميدان، لا بل زادت من عملياتها العسكرية، وها هي تحقق إنجازات على المستوى البري". وأشار إلى أنّ "حزب الله يثق بالحراك السياسي الذي يقوم به رئيس البرلمان نبيه بري، مشدداً على أنّ "الأولوية تبقى لوقف النار، ولا مفاوضات تحت النار".
من جهته، قال مصدرٌ مقرّب من بري لـ"العربي الجديد"، إنّ "رئيس البرلمان قال ما عنده للموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين في زيارته الأخيرة إلى بيروت، خصوصاً لناحية أولوية وقف إطلاق النار، والالتزام بالقرار 1701 من دون إدخال أي تعديل عليه، فهو المدخل الوحيد للاستقرار والحل، وتأييد المبادرة الأميركية - الفرنسية، وبالتالي مع الهدنة لمدة زمنية، تحصل خلالها المفاوضات".
التفاصيل هنا: