شهدت الساعات الماضية نشر وتناقل العديد من المنشورات والتغريدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تضمّنت تفاصيل شخصية لعناصر في الشرطة الإسرائيلية ودعوات للعمل ضدهم، فيما أعرب جهاز "الشاباك" عن اعتقاده بأن مصدر الرسائل هو "دولة أجنبية".
واتهم وزير "الأمن القومي" إيتمار بن غفير معارضي التعديلات القضائية بالوقوف وراءها، ذكرت الشرطة الإسرائيلية، في بيان عممته على الإعلام مساء السبت، أن "الشبهات في ضلوع دولة أجنبية في هذه الحملة تتعزز، بهدف افتعال مشاكل في أوساط الإسرائيليين".
وكان بن غفير قد نشر عبر حسابه على "تويتر"، مساء أمس، عدة صور لرسائل عبر "تليغرام" من مجموعة باسم " ميشباط بوجديم" باللغة العبرية، وتعني "محاكمة الخَوَنة"، تشمل تفاصيل عناصر في الشرطة، وكتابات ضدهم، مثل نشر صورة لشرطي وزوجته ترافقها عبارة "الخائن رقم 10، شرطي مجرم"، وصورة أخرى لشرطي يعتدي على متظاهرين ترافقها عبارة "عنف الشرطة مجددا".
وكتب بن غفير: "معارضو التعديلات يقفون من ورائها (أي المنشورات). في الأيام الأخيرة، ينشرون صور أفراد شرطة وأرقام هواتفهم الخاصة. إنهم (المعارضون) يحاولون تهديد عناصر الشرطة ومنعهم من القيام بعملهم، وهذا تجاوز خطير للحدود هدفه مضايقة وإيذاء أفراد الشرطة وعائلاتهم".
وانتشرت الرسائل بشأن عناصر الشرطة على نطاق واسع منذ الأمس، مع رابط لحساب عبر "تليغرام" يحمل اسم "بوجديم" باللغة العبرية، أي "خَوَنة".
وكُتب في إحدى الرسائل على سبيل المثال: "نحن مجموعة تطالب الشرطة بوقف الانقلاب على القضاء والشروع بإصلاحات في جهاز الأمن والشرطة. وحتى تتحقق هذه المطالب، سنواصل نشر تفاصيل هويات عناصر قوات الشرطة الذين يخونون المُثل العليا لإسرائيل وأحلامها. على أمل أن تكون الأيام المقبلة أفضل".
بدوره، أعرب جهاز "الشاباك" الإسرائيلي عن اعتقاده بأن مصدر الرسائل هو "دولة أجنبية"، وأنه يحقق في الأمر بالتعاون مع الشرطة، بحسب بيان نقلته وسائل الإعلام.
وسارع بن غفير للتغريد مجدداً عبر "توتير"، بعد إعلان تقديرات "الشاباك" وشرطة إسرائيل، قائلاً: "أتمنى أن تكون هذه التغريدات (بالإشارة إلى التغريدات التي ضد الشرطة) ليست (صادرة) من بيننا".
وأوضح بن غفير أنه سيواصل مؤازرة أفراد الشرطة في ظل الهجوم الذي يتعرّضون له، مضيفاً أن "تدخّل دولة أجنبية هو أمر في غاية الخطورة".
وذكرت صحيفة "هآرتس الإسرائيلية أن فحصاً أولياً أجرته منظمة " فيك ريبورتير" كشف أن شبكة "محاكمة الخونة" تعمل من خلال روبوتات على "تويتر" و"تليغرام".
ويشير الفحص الأولي إلى أن الشبكة تسرق تفاصيل إسرائيليين، ويرافق ذلك تقمص شخصيات ناشطين في التظاهرات الاحتجاجية والتحريض على إيذاء عناصر الشرطة.
واعتبر قادة التظاهرات الاحتجاجية، بحسب ما نشرته "هآرتس"، أن اتهامهم بنشر الرسائل هو "تحريض آخر كاذب وصعب، فيه تجاوز للحدود وغير مسؤول من قبل من يُفترض أن يكون مؤتمناً على الأمن (أي بن غفير)... عليه أن يراجع نفسه قبل أن يهاجم. نحن ندعو الجمهور إلى عدم التعاون مع الشبكة، توخي اليقظة والحذر من أي محاولات من هذا القبيل والإبلاغ عن أي نشاط".