ندوة في إسطنبول حول سيناريوهات مستقبل سورية

30 نوفمبر 2023
بحثت الندوة آفاق الصراع على سورية ومآلاته (فيسبوك)
+ الخط -

عقد مركز حرمون للدراسات المعاصرة مع مركز دراسات النزاعات والعمل الإنساني، أمس الأربعاء، ندوة حول الصراع الجاري في سورية وعليها، بمدينة إسطنبول التركية في ظل سلسلة من التطورات والتغيرات في مسار الحراك السوري.

واستعرضت الندوة الوضع الداخلي في سورية بعدما باتت البلاد مقسّمة إلى أربع مناطق تديرها أربع سلطات أمر واقع "حكومات مؤقتة" وتفتقد جميعها للشرعية، وعلى أرضها جيوش ومليشيات لدول أجنبية، بينما يعيش السكان في مجمل هذه المناطق واقعاً معيشياً صعباً فيما تشتت ملايين من السوريين في بلدان الجوار وبلدان العالم.

وحللت الندوة سياسات الفاعلين الإقليميين والدوليين، تجاه الحرب السورية: تركيا وإيران وروسيا والولايات المتحدة ودول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وناقشت السيناريوهات التي قد تنتجها تلك السياسات بالتفاعل مع الأوضاع الداخلية المعقدة في مناخات من الصراعات والمنافسات الإقليمية والدولية.

وأوضح المركزان، أن الغاية من الندوة هي استكشاف توجهات الصراع والاحتمالات/السيناريوهات الممكنة، وتحليل الآثار المتوقعة لكل سيناريو على الداخل السوري وعلى الإقليم، وتأثيره على مواقف الفاعلين وسياساتهم تجاه كل سيناريو، ورغم صعوبة تحديد ذلك فمستقبل سورية، التي تغصّ بعدة جيوش ومليشيات أجنبية على أرضها، بات مرتبطاً بنتائج الصراعات والمنافسات الإقليمية والدولية التي يصعب التنبؤ بتطوراتها وتأثيراتها.

وتحدث حمزة المصطفى، مدير تلفزيون سورية، خلال الندوة عن بعض السيناريوهات من وجهة نظره في نهاية الورشة، والتي تضمنت تآكل سلطة الدولة وانهيار وظائف الدولة، وتحول المناطق إلى فيدراليات.

فيما أشار سمير سعيفان، مدير مركز حرمون، خلال الندوة إلى أنه ستتم إعادة صياغة السيناريوهات ووضع فرضيات مرتبطة بها أو ترجحها، وبحث آثارها السياسية والاقتصادية والاجتماعية على المجتمع السوري وعلى اللاعبين الدوليين والإقليميين.

ولفت سعيفان إلى أنه "خلال أسبوع سنعمل على إعادة صياغة السيناريوهات وترجمتها للعربية والإنكليزية وسيتم نشر تقرير موسع عن السيناريوهات، ورؤى تقدمية لها مع تطور الأحداث وتداعياتها على الملف السوري، وستعقد ورشة جديدة لمناقشة السيناريوهات بشكل مفصل أكثر عسى أن يتم تشجيع السوريين للبحث كيف يكونون فاعلين".

ولفت المنظمون إلى أن الندوة جاءت بعد 12 عاماً من الصراع المدمّر وتحوّل الثورة السورية إلى حربٍ أهلية ومن ثمَّ إلى ساحة حربٍ بالوكالة، حيث تتصارع على أرض سورية قوى إقليمية ودولية لها مصالح متناقضة، مشددين على أنه بات من الصعب التوصّل إلى تفاهم يؤدي إلى حلّ سياسي عادل في سورية، حيث جرى تهميش الدور السوري، صاحب القضية، ودخل الصراع في نوع من الهدوء الحذر والقلق، وأخذ اهتمام العالم بالقضية السورية يتراجع وتحوّلت إلى قضية إنسانية بعدما عجز العالم عن حلّها، وبات التوصل إلى أي حل في سورية مرهوناً بتفاعل ثلاثة عوامل: داخلي، وإقليمي، ودولي.