جدد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم، الدعوة إلى إجراء انتخابات مباشرة لرئاسة الحكومة، من دون الحاجة لحل الكنيست الحالي، وذلك على ضوء تعثر محاولاته تشكيل حكومة جديدة رغم تلقيه التكليف الرسمي من الرئيس الإسرائيلي قبل أسبوعين، ومع تبقي أسبوعين على المهلة الممنوحة له، من دون أن تبدو في الأفق فرص حقيقية لتشكيل حكومة يمين برئاسته.
وجاءت تصريحات نتنياهو اليوم، خلال مؤتمر صحافي كان يفترض أن يخصص بالأساس لتوصل حكومة الاحتلال إلى اتفاق مع شركتي فايزر وموديرنا، ينص على ضمان 16 مليون جرعة لقاح إضافية لإسرائيل، داعياً إلى الاستعداد لحملة تطعيم جديدة خلال ستة أشهر.
واستغل نتنياهو الفرصة لشن هجوم على زعيم حزب "كاحول لفان" الجنرال بني غانتس، متهماً إياه باستغلال الأزمة السياسية في إسرائيل لمنع إقرار أية صفقة جديدة مع شركتي فايزر وموديرنا، بادعاء أن الثمن الذي ستدفعه إسرائيل باهظاً للغاية. كما هاجم نتنياهو بشدة زعيم حزب يمينا نفتلاي بينت، بعد أن صوت الأخير أمس مع مقترح المعارض يئير لبيد، حول تركيبة اللجنة المؤقتة لتنظيم عمل الكنيست لحين تشكيل حكومة. واتهم نتنياهو بينت بأنه انضم إلى اليسار بدلاً من السعي لتشكيل حكومة يمين متجانسة.
وقال نتنياهو إنه لا يوجد حل للأزمة في ظل الحسابات الشخصية، إلا بإجراء انتخابات مباشرة لرئاسة الحكومة تكون بمثابة استفتاء على نتنياهو وأي من المنافسين الآخرين، مؤكداً أنه سيقبل بنتائج هذه الانتخابات.
وكان هذا الاقتراح قد طرح أول مرة أمس من قبل زعيم حركة شاس، الحريديم، أريه درعي، بهدف إنقاذ نتنياهو من ورطته الحالية لعدم قدرته على تأمين تأييد 61 نائباً في الكنيست، من أصل 120 نائباً، لدعم حكومة يشكلها.
إلى ذلك وعلى ضوء نتائج التصويت التي أدت لفقدان الليكود أغلبية في لجنة تنظيم عمل الكنيست، ولا سيما بعد أن صوتت القائمة العربية الموحدة، بقيادة منصور عباس، مع اقتراح المعارضة، ما شكل مفاجأة بفعل تصريحات سابقة لرئيس القائمة منصور عباس أنه منفتح على الجميع، وعلى استعداد للتعاون مع كل حكومة تحقق مطالب حزبه لخدمة المجتمع الفلسطيني في الداخل، واعتبر تصويت منصور عباس وقائمته بداية لانتهاء حالة الغزل بين القائمة العربية الموحدة، التي كانت انشقت عن القائمة المشتركة قبل الانتخابات، وبين حزب الليكود، وبداية لوقف أي تعاون كان يعول نتنياهو عليه بأن تدعم القائمة الموحدة حكومة برئاسته من خارج الائتلاف الحكومي، ولو عبر الامتناع عن التصويت ضد الحكومة القادمة عند عرضها على الكنيست لنيل الثقة.
وقال نتنياهو إنه ليس بحاجة لدعم القائمة العربية الموحدة بقيادة منصور عباس من أجل تشكيل حكومة. ورداً على التصريحات العنصرية التي أطلقها بتسلئيل سموتريتش وحزبه ضد عباس، واتهامه القائمة العربية الموحدة بدعم الإرهاب، وتصريحات النائب منصور عباس أنه خائب الأمل من سكوت نتنياهو على هذه التصريحات، قال نتنياهو: "لست طرفاً في ما قالوه، إنني أريد حلاً لا يعتمد على تأييد هذه الجهة أو تلك"، في إشارة إلى القائمة العربية الموحدة، وأضاف: "نعطي الجمهور حق القرار، هذا ما يفعلونه في دول كثيرة، ودائماً ما يقولون إن الانتخابات هي استفتاء حول نتنياهو، افعلوا ذلك. أنا ضد التحريض ومناصر للجمهور العربي، أريد وضعاً يمكننا من تشكيل حكومة يمين، والطريق لذلك بدون الاعتماد على هذا الطرف أو ذاك هو إجراء انتخابات مباشرة".
وتأتي محاولات نتنياهو هذه لطرح مسألة الانتخابات المباشرة، بالرغم من أن نظام الانتخابات المعمول به في إسرائيل ينص على انتخابات نيابية، وليس انتخابات مباشرة، وأن تجرى المنافسة بين مختلف الأحزاب على الدخول للكنيست، ويكون رئيس الحكومة هو رئيس الحزب الذي يحصل على أغلبية برلمانية تمكنه من تشكيل حكومة ائتلافية، تتمتع بتأييد 61 نائباً من أصل 120 نائباً في الكنيست، أو على الأقل لا يعارضها 61 نائباً، وتكون عندها حكومة أقلية.
ويعني اقتراح نتنياهو في المرحلة الحالية الاتجاه لسن قانون أساسي جديد للانتخابات، لكن الهدف منه، في ظل موازين القوى وافتقار نتنياهو إلى أغلبية 61 صوتاً، هو الضغط على أحزاب اليمين، ولا سيما حزب يمينا وحزب تكفا حداشاه، للانضمام إلى ائتلاف حكومي برئاسة نتنياهو.
ويوم أمس، أشارت تقديرات، على ضوء خسارة نتنياهو التصويت على تركيبة اللجنة المنظمة لعمل الكنيست، إلى أن الليكود بات مقتنعاً أنه لن يكون بمقدور نتنياهو، حتى نهاية المهلة الممنوحة له، تشكيل حكومة، واقترح مقربون من نتنياهو أن يعيد التفويض قبل نهاية المدة، على اعتبار أن خصومه، وبالأساس زعيم المعارضة يئير لبيد، غير جاهزين لتشكيل حكومة، وبالتالي إحباط إمكانية تشكيل حكومة بديلة لحكومة بقيادة نتنياهو، وجر إسرائيل إلى انتخابات جديدة.