نائب وزير الدفاع الروسي يصل إلى بنغازي للقاء حفتر

22 اغسطس 2023
هي أول زيارة رسمية لنائب وزير الدفاع الروسي لليبيا (أسوشييتد برس/أرشيف)
+ الخط -

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء، أن وفداً من الوزارة، برئاسة نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف، وصل إلى بنغازي في أول زيارة رسمية له لليبيا، تلبية لدعوة من اللواء المتقاعد خليفة حفتر

وفيما لم تعلن قيادة مليشيات حفتر اللقاء حتى الآن، نشرت صحيفة "المرصد" المقربة من قيادة حفتر، مشاهد لاستقبال الفريق مراجع العمامي، رئيس الفريق الممثل لحفتر في لجنة (5+5) العسكرية المشتركة، يفكوروف في قاعدة بنينا الجوية ببنغازي.

أوضحت وزارة الدفاع الروسية أنّ "من المقرر خلال الزيارة مناقشة آفاق التعاون في مجال مكافحة الإرهاب الدولي، بالإضافة إلى قضايا أخرى للعمل المشترك". 

ووفقاً لمصادر عسكرية وأمنية من بنغازي، وصل يفكوروف والوفد المرافق له، اليوم الثلاثاء، إلى بنغازي، ومن المرجح أن ينتقل إلى طرابلس للقاء عدد من المسؤولين العسكريين فيها.

ووفقاً لمعلومات متطابقة لمصادر تحدثت لـ"العربي الجديد"، عقد يفكوروف وحفتر لقاءً مغلقاً.

وقال أحد المصادر إن "الزيارة ذات طابع عسكري، وستناقش ملفات عدة تتصل بالهواجس الروسية بشأن حدود ليبيا الجنوبية، لكنها في ذات الوقت ستناقش ملف الانتخابات ذا الطابع السياسي. لذا، سيحضر رئيس مجلس النواب عقيلة صالح جزءاً من اجتماعات الوفد الروسي في بنغازي".

ويُعَدّ حفتر حليف روسيا في ليبيا، إذ تنامت العلاقات بين الطرفين منذ عام 2017، عندما رست حاملة الطائرات الروسية الأميرال كوزنتسوف قبالة شواطئ بنغازي، وظهر حفتر على متنها. لاحقاً، استقبلت موسكو حفتر لمرتين، في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، وفبراير/شباط 2020، والتقى مسؤولَين رفيعَي المستوى، هما وزير الدفاع سيرغي شويغو، ووزير الخارجية سيرغي لافروف. 

وعلى الرغم من تأكيدها مراراً وقوفها على مسافة واحد من أطراف الصراع الليبي، وإعلانها في مارس/آذار الماضي إعادة فتح سفارتها في طرابلس، ورغبتها في دعم خيار الحوار بين الأطراف المتصارعة، وصولاً إلى الانتخابات، قدمت موسكو دعماً عسكرياً مباشراً لحفتر، منذ عدوان مليشياته على العاصمة طرابلس، خلال عامي 2019 و2020، من خلال مجموعات فاغنر التي انسحبت إلى مدينة سرت، وسط شماليّ البلاد، إثر انكسار العدوان، قبل أن تتمركز في نقاط عسكرية استراتيجية، ولا سيما في قاعدة الجفرة وسط الجنوب، وقاعدة الخروبة المحاذية لقاعدة الرجمة للمقر العسكري لحفتر في شرق البلاد، بالإضافة إلى وجودها في العديد من المناطق في الجنوب الليبي.

ورغم نفي موسكو أي وجود عسكري لها في ليبيا، إلا أن عدة عواصم إقليمية ودولية اتهمتها بالضلوع في أحداث وقعت في المنطقة، انطلاقاً من قواعدها في ليبيا. وفي إبريل/نيسان 2021، اتهمت السلطات التشادية "فاغنر" بالمساهمة في دعم تمرد قوى تشادية أدت إلى مقتل الرئيس التشادي السابق، انطلاقاً من قواعد المجموعة العسكرية المذكورة في ليبيا. كذلك، اتهمت أطراف دولية عدة، من بينها واشنطن، "فاغنر" بالمساهمة في تغذية الصراع في السودان، بدعم فصيل قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وبسبب علاقتها بـ"فاغنر" وحميدتي، ساهمت قيادة حفتر في دعم فصيل الأخير، إذ نقلت جواً، في العشرين من إبريل الماضي، عتاداً عسكرياً إلى المناطق القريبة من الحدود مع السودان، وفقاً لمعلومات أدلت بها في وقت سابق مصادر ليبية لـ"العربي الجديد"، موضحة أن قيادة حفتر سيّرت رحلتين جويتين يومي 17 و18 إبريل، محملتين بعتاد عسكري على متن طائرة من طراز ليوشن، من قاعدة الخروبة شرقي البلاد، إلى مطار قاعدة الكفرة، مروراً بقاعدة الجفرة.

وحظي الوجود الروسي في ليبيا باهتمام غربي، ولا سيما من جانب واشنطن، التي أعلنت، في مايو/أيار الماضي، عقوبات على مجموعة فاغنر وقائدها، كذلك فإنها اهتمت بالاتصال بحفتر مباشرةً لمناقشة علاقته بـ"فاغنر". وبعد أن التقى مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز حفتر في بنغازي، في يناير الماضي، ناقشت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف مع حفتر، في إبريل، ملف "فاغنر" في ليبيا.

وأوضحت السفارة الأميركية في ليبيا أن ليف تحدثت هاتفياً مع حفتر بشأن الحاجة الملحّة لمنع الجهات الخارجية، ومن بينها "فاغنر"، من زيادة زعزعة استقرار ليبيا أو جيرانها، بما في ذلك السودان.

وإثر تمرد "فاغنر" على القيادة الروسية، ووسط اعتقاد الكثير من المراقبين إمكانية تأثير التمرد في أوضاع حفتر، كشفت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية عن زيارة مبعوث روسي لحفتر في بنغازي، نقل له رسالة طمأنة من الكرملين، تفيد ببقاء أكثر من ألفي مقاتل وفني وناشط سياسي وإداري من "فاغنر" في ليبيا.

وفي أول ظهور إعلامي منذ وصوله إلى طرابلس، نهاية يونيو الماضي، أكد السفير الروسي الجديد لدى ليبيا أيدار أغانين أن السفارة الروسية عادت إلى العاصمة الليبية بطاقم كامل وبعض الموظفين في طريقهم إلى طرابلس، موضحاً أن موسكو تعمل منذ سبتمبر/أيلول الماضي على إعداد السفارة للعمل. 

ونفى أغانين، في حوار تليفزيوني مع قناة "روسيا اليوم"، السبت الماضي، ما وصفه بـ"الادعاءات التي تقول إنني جئت لحشد القبائل وتهديد خطوط نقل الطاقة"، في إشارة إلى الإغلاقات النفطية في الحقول الليبية، في منتصف يوليو/تموز الماضي، مضيفاً: "ادعاءات ليس لها أساس، وهو موضوع مضحك". 

وأشار أغانين إلى أن الخلافات الواضحة في ليبيا هي بين القوى الليبية المختلفة التي انبثقت من ثورة فبراير 2011، موضحاً أن هذه القوى تبحث عن الحلول خلال الاتفاقات واللجان المكلّفة من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة. 

وأكد السفير الروسي دعم بلاده لمسارات الحوارات كـ"طريق سلمي لعودة الاستقرار والوحدة إلى البلد"، مشدداً على ضرورة أن تتحرك القوى الليبية باتجاه الانتخابات، لأنها "الحل الوحيد لعودة الاستقرار". 

المساهمون