منظمة التحرير الفلسطينية تدعو إلى الوحدة الوطنية بعد استشهاد يحيى السنوار

18 أكتوبر 2024
يحيى السنوار مع عدد من القيادات الفلسطينية، غزة 1 أكتوبر 2022 (أحمد زكوت/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- نعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية استشهاد يحيى السنوار، مؤكدة على أهمية الوحدة الوطنية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي واستعادة الحقوق الوطنية.
- أكدت حركتا فتح والمبادرة الوطنية الفلسطينية أن استشهاد السنوار لن يثني الشعب عن نيل حقوقه، داعيتين لتعزيز الوحدة الوطنية ومواصلة النضال.
- أشادت الجبهة الديمقراطية ومؤسسات الأسرى بمسيرة السنوار، مشيرة إلى أن استشهاده لن يوقف النضال الفلسطيني، داعية للتماسك في مواجهة التحالف الأميركي الإسرائيلي.

نعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى "أبناء الشعب الفلسطيني وفصائل العمل الوطني كافة، استشهاد القائد الوطني الكبير يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس"، ودعت إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية. وقالت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في بيان، اليوم الجمعة، إن "استمرار الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب المجازر الوحشية وحرب الإبادة الجماعية بحق أبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية في فلسطين ولبنان، يؤكد مجدداً عدم انصياع حكومة اليمين المتطرف في الكيان الصهيوني لقرارات الشرعية الدولية".

وأضاف البيان أن "هذا يجعلنا أكثر حاجة إلى توحيد صفوفنا في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، وتحمل مسؤولياتنا الوطنية للتصدي لكل محاولات أعدائنا الهادفة إلى تصفية قضيتنا الوطنية، واستعادة كامل حقوقنا غير منقوصة، بالعودة وبإنهاء الاحتلال وتجسيد إقامة دولتنا الفلسطينية في كلّ أراضينا المحتلة على حدود العام 1967، والقدس عاصمتها الأبدية".

وتقدمت اللجنة التنفيذية إلى قيادة حماس وكوادرها وعائلة الشهيد السنوار بأحر التعازي، داعية للمضي قدماً في تعزيز الوحدة الوطنية في إطار الممثل الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية: "حتى نكون صفاً واحداً لإفشال المخطط الإسرائيلي الهادف إلى تهجير شعبنا من وطنه سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، والعودة للاستيطان في قطاع غزة والتوسع في الاستيلاء على الأراضي وهدم البيوت في أنحاء الضفة الغربية والقدس خاصة".

وطلبت اللجنة التنفيذية من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي البدء باتخاذ الخطوات العملية لتنفيذ قراراتها، سواء التي أقرها مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية.

كما نعت حركة فتح، الجمعة، الشهيد السنوار وأكدت في بيان أن "سياسة القتل والإرهاب التي تنتهجها حكومة الاحتلال لن تجدي نفعاً في كسر إرادة الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه الوطنيّة المشروعة في الحرية والاستقلال"، ودعت حركة فتح جماهير الشعب الفلسطيني إلى التكاتف والتآزر والوحدة في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة من مسيرة الشعب الفلسطيني "من خلال تعزيز الصمود والتصدي للاحتلال، ورفض كل المؤامرات التصفويّة للقضية الفلسطينية، والحفاظ على الوحدة السياسيّة والجغرافيّة بين قطاع غزة والضفة الغربيّة، بما فيها القدس، باعتبارها وحدة سياسيّة وجغرافية وكيانيّة واحدة".

ذكرى يحيى السنوار ستبقى حية

بدورها، نعت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، في بيان صحفي، للشعب الفلسطيني استشهاد القائد يحيى السنوار "الذي استشهد وهو يقاتل ويقاوم بنفسه فوق الأرض، دفاعاً عن حرية شعبه ووطنه فلسطين"، وتقدمت حركة المبادرة الوطنية لحركة حماس بمشاعر الفخر والاعتزاز وبالتبريكات باستشهاد السنوار الذي وصفته بالقائد المتميز والمناضل العنيد.

وأكدت المبادرة أن "ذكرى السنوار ستبقى حية في صفوف شعبه ونضال وطنه وفي ذاكرة آلاف الأسرى الذين ناضل بكل طاقته من أجل حريتهم وإطلاق سراحهم، ولن يؤدي استشهاده ورحيله إلى جنات الخلد إلا لتعاظم النضال الوطني والمقاومة من أجل الحرية والتحرر من الاحتلال الغاشم" بحسب البيان الذي أكد أن "اغتيال القادة المناضلين لم يكسر يوماً ولن يكسر إرادة الشعب الفلسطيني، ولا نجح في إطفاء جذوة المقاومة والنضال الوطني الذي سيتواصل حتى تحقيق الحرية الكاملة للشعب الفلسطيني بكل مكوناته".

من جهتها، قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بيان، اليوم الجمعة،: "لقد استشهد القائد الوطني الكبير يحيى السنوار (أبو إبراهيم) وهو يروي أرض فلسطين بدمه الزكي، مقاتلاً حتى اللحظة الأخيرة، فدائياً في الدفاع عن أرضه، ووفياً لشعبه حتى اللحظة الأخيرة وحريصاً على كرامته الوطنية، رفض الاستسلام ورفض المساومة وبقي يرفع علم المقاومة والصمود والثبات، في قيادة المقاومة، وعلى رأس شعبه الثابت الصامد، وفي مواجهة جيش الإجرام والفاشية، مؤمناً على الدوام بأن طريق المناضل إلى إحدى النتيجتين: الانتصار أو الشهادة". 

وأضافت الجبهة الديمقراطية: "أن القائد الوطني الكبير الشهيد يحيى السنوار، الذي خلف رفيق نضاله الشهيد إسماعيل هنية في رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس، واحدٌ من القادة الكبار الذين يعجز الكلام عن الارتقاء إلى المستوى اللائق في وداعهم، وقد كان رجل الفعل والعمل، وإذا قال صدق، ويكفيه فخراً أنه احتل بجدارة موقعه قائداً لطوفان الأحرار، ليس في فلسطين وحدها بل في العالم كله". 

وقالت الجبهة في بيانها: "نشارك إخواننا الأعزاء في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كما نشارك كل أبناء شعبنا وأحرار العالم العزاء في استشهاده مؤكدين على أن هذا الحدث الجلل لن يكون إلا حافزاً إضافياً، يدفع شعبنا الصامد البطل ومقاومته الباسلة إلى المزيد من التماسك والإصرار على مواصلة مسيرة النضال والكفاح والمواجهة الشاملة للتحالف الأميركي الإسرائيلي ومشروعه التدميري، أوفياء للرسالة التي أطلقها القائد الوطني الكبير فجر السابع من أكتوبر المجيد من أجل أن يغمر طوفان المقاومة كل شبرٍ من أرض فلسطين، وطناً حراً لأبنائها يندحر عنها الاحتلال وقطعان المستوطنين ملطخين بعار الهزيمة النكراء".

كما نعت مؤسسات الأسرى والحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال والمحررين في الوطن والمهجر، الشهيد السنوار وقالت المؤسسات في بيان: "إننا اليوم ننعى وباسم الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، رفيق الأسر والقائد، الذي سخّر حياته في سبيل حرية أرضه وشعبه، فهو الأسير، والمحرر، والشهيد، والشهيد المحتجز جثمانه، إلى جانب المئات من الشهداء في مقابر الأرقام وثلاجات الاحتلال".

ولفت البيان إلى أن السنوار أمضى من حياته في سجون الاحتلال أكثر من 23 عاماً، حيث بدأت عمليات اعتقاله منذ عام 1982 وتلا ذلك اعتقال عام 1985، ثم اعتُقل عام 1988، وحكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد أربع مرات، واستمر اعتقاله إلى أن تحرر في صفقة وفاء الأحرار عام 2011، والذي يصادف اليوم الذكرى الثالثة عشر على إتمامها، حيث كان الشهيد السنوار من بين من تحرروا في حينه.

وأكّدت مؤسسات الأسرى أن استشهاد يحيى السنوار "لن يثني الشعب الفلسطيني عن الاستمرار في طريق النضال من أجل حريته، وحرية أرضه، وحقّه في تقرير مصيره"، داعية أبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده إلى الانتصار لدماء الشهداء، ولعذابات الأسرى في سجون الاحتلال، الذين يواجهون عمليات قتل وجرائم تعذيب ممنهجة وغير مسبوقة بمستواها منذ بدء حرب الإبادة المستمرة.