قُتل ثلاثة عناصر من المليشيات الإيرانية، اليوم الخميس، في هجوم شنه عناصر يتبعون لتنظيم "داعش" في محيط مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، وذلك بعد يوم من هجمات شنها التنظيم على عناصر النظام ومليشياته أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى.
وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن الهجوم، الذي وقع اليوم الخميس، أسفر أيضاً عن سقوط جرحى نقلوا إلى المستشفى الوطني في مدينة تدمر.
وأسفر هجوم مماثل، أمس الأربعاء، عن مقتل 21 عنصراً على الأقل من قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها، المسؤولة عن عمليات نقل الوقود من مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) إلى مناطق سيطرة النظام السوري عبر شركة "القاطرجي"، بينما أصيب 7 عناصر آخرين، وفقاً لموقع "أثر برس" الموالي للنظام.
وأشار الموقع إلى أن عناصر "داعش" هاجموا تجمعات النظام في منطقة الكوم شمالي السخنة، إضافة لعدد من النقاط على محور الطيبة الكوم السخنة في بادية تدمر بريف حمص الشرقي.
وتحدثت مصادر ومواقع محلية عن مقتل أكثر من 30 من قوات النظام وجرح آخرين.
وقال الناشط الإعلامي خالد الحسكاوي لـ"العربي الجديد"، إنّ الهجمات التي تشن من قبل تنظيم "داعش" على القوافل التابعة لمليشيا "قاطرجي" ضمن مناطق البادية في الريف الشرقي لمحافظة حمص، سببها خلافات على الوارد المالي وعلى كميات الوقود المنقولة، حيث يمر طريق نقل الوقود الذي يسلكه سائقو صهاريج المليشيا ضمن منطقة تقع تحت سطوة تنظيم "داعش".
ويرى الباحث في مركز جسور للدراسات رشيد حوراني، في حديثه مع "العربي الجديد"، أن هنالك ارتفاعاً في وتيرة هجمات تنظيم "داعش"، معتبراً أن ذلك سببه "رغبة النظام والمليشيات الإيرانية بإيجاد مبرر لتقاعسهم عن مساندة غزة، وفق مبدأ وحدة الساحات"، مشيراً إلى وجود "تنسيق على مستويات عالية بين المليشيات الإيرانية وتنظيم (داعش)، بحيث تقوم هذه المليشيات بتزويد عناصر التنظيم بالمعلومات مقابل عدم اعتراض قوافل نقل وتهريب السلاح التي تجري على الأراضي السورية، وما يؤكد ذلك أن المستهدف هو شركة القاطرجي".
وأوضح أن شركة القاطرجي مدعومة من روسيا وقد حاولت إيران تفكيكها وإضعافها لصالح شركة "حمشو"، لكنها لم تتمكن من ذلك بسبب الدعم الروسي للقاطرجي.
وظهرت مليشيا قاطرجي في سورية في منتصف عام 2013، بعد أن اتسعت أعمال هذه العائلة التي يُوصف أفرادها بـ"حيتان الحرب"، وينحدر أفرادها من مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي، لكن نشاطها بدأ في مدينة الرقة.
واعتمد النظام على هذه العائلة مع بداية عام 2013، حين سيطر "الجيش السوري الحر" على محافظة الرقة التي تعد إحدى أهم السلال الغذائية في سورية، حيث بدأت بتوريد القمح والقطن إلى مناطق سيطرة النظام بأسعار مرتفعة، بينما فتح أفراد العائلة قنوات اتصال مع تنظيم "داعش" الذي سيطر على شرق سورية في عام 2014، ما سمح لها بنقل الحبوب والنفط من مناطق سيطرة التنظيم إلى مناطق النظام، وهو الدور الذي تلعبه اليوم مع "قسد".
ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن ريف حمص الشرقي شهد منذ مطلع العام الجاري، 48 عملية أسفرت عن مقتل 122 من قوات النظام و16 من عناصر المليشيات الإيرانية، إضافة إلى 88 مدنياً و7 من عناصر التنظيم.
روسيا تكرم قواتها في سورية
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، أنها منحت قواتها المقاتلة في سورية وسام "سوفوروف" بموجب مرسوم خاص، بحفل حضره ممثلون عن النظام السوري.
ونشرت الوزارة تسجيلاً مصوراً يظهر فيه نائب وزير الدفاع الروسي الجنرال يونس بك يفكوروف، وهو يمنح وسام "سوفوروف" لمجموعة القوات الروسية في سورية.
وأشاد يفكوروف بأداء القوات الروسية في سورية، وقال إنهم "مثال يحتذى في خدمة الوطن، وتنفيذ المهام التي كلفهم بها القائد العام الأعلى للقوات المسلحة الروسية".
وذكرت وكالة "سبوتنيك" أن الحفل حضره قيادة وأفراد مجموعة القوات الروسية في سورية، وممثلون عن قوات النظام السوري.
ووسام "سوفوروف" الذي قلدت به موسكو قواتها في سورية هو وسام عسكري في روسيا، يحصل عليه عادة القادة العسكريون لـ"القيادة الاستثنائية خلال العمليات"، وسمي باسم ألكسندر سوفوروف، القائد العسكري الروسي، ويعود تاريخه إلى العهد السوفييتي، وأقرته رئاسة مجلس السوفييت الأعلى، في 28 يناير/ كانون الثاني من عام 1942، خلال الحرب العالمية الثانية.
في سياق متصل، أكدت وزارة الدفاع الروسية أنها ستواصل البقاء في سورية بهدف "ضبط الأمن في سورية".
وقالت الوزارة في بيان: "يساعد الجيش الروسي في ضمان الأمن والقضاء على المسلحين، ومراقبة الامتثال لوقف إطلاق النار في عدد من المناطق السورية".
وأضافت أن مركز المصالحة الروسي (قاعدة حميميم) في اللاذقية غرب سورية، مستمر في تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين في سورية، بالإضافة لمساعدة الأهالي على عودتهم إلى المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة قوات النظام. كما أكدت أن الفرق الطبية العسكرية المجهزة بأحدث المعدات الطبية مستمرة في تقديم خدماتها للمرضى.
وتدخلت روسيا لصالح النظام السوري في عام 2015، واستطاعت قوات النظام بدعم روسي استعادة مناطق واسعة كانت تحت سيطرة المعارضة المسلحة.
وفي نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، قالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" إنها وثقت مقتل نحو سبعة آلاف مدني على يد القوات الروسية منذ بدء تدخلها العسكري لدعم النظام.