مقتل متظاهر خلال احتجاجات على أزمة المياه في إيران

17 يوليو 2021
حمّل حاكم المدينة من سمّاهم "الانتهازيين ومثيري الشغب" المسؤولية (فاطمة بهرمي/الأناضول)
+ الخط -

قال حاكم مدينة شادغان بالإنابة في محافظة خوزستان جنوب غربي إيران، أميد صبري بور، إن "مواطناً شاباً" قُتل ليل أمس الجمعة، خلال الاحتجاجات على انعدام المياه في المدينة، لكن عزا المسؤول في حديثه مع وكالة "إيرنا"، مقتل الشاب إلى استهدافه من قبل من وصفهم "بالانتهازيين ومثيري الشغب".

وأضاف أنه خلال الاحتجاجات أطلق أشخاص طلقات نارية باتجاه السماء، فأصابت واحدة منها هذا الشاب، قائلاً إن السلطات الأمنية بدأت تحقيقاتها في الحادث.

والليلة الماضية، شهدت مدن بمحافظة خوزستان تجمعات احتجاجية على شح المياه لليلة الثانية، رفع فيها المحتجون هتافات طالبت بحل الأزمة، مع تحميلهم السلطات المحلية مسؤوليتها.

ومن أسباب اندلاع هذه الاحتجاجات مشروع نقل مياه نهر كارون بمحافظة خوزستان إلى نهر زاينده رود بمحافظة إصفهان، والذي يعاني من الجفاف، وهو ما دفع مندوبين عن المحافظة في البرلمان للمطالبة بوقف تنفيذ المشروع.

وفي السياق، قال النائب عن إيذة وباغمك بالمحافظة في البرلمان الإيراني، عبدالله إيزد بناه، إن "انعدام الأمن في خوزستان يعني انعدامه في كل البلاد"، مشيراً إلى أن أمن المحافظة يتهدد بسبب "الأخطاء الإنسانية والقرارات الخاطئة"، وفقاً لما أوردته وكالة "إيسنا".

ودعا إيزد بناه، وهو رئيس تكتل نواب خوزستان بالبرلمان، إلى وقف مشاريع نقل مياه المحافظة، مضيفاً أن "الجفاف أحد العوامل، ونقل المياه تسبب في إيصال خوزستان إلى هذا الوضع".

وشهدت مدن بمحافظة خوزستان، يوم الخميس، نهاراً وليلاً، احتجاجات وسط تدابير أمنية مشددة، وفقاً لفيديوهات اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، ووكالات أنباء إيرانية.

وتظهر هذه الفيديوهات نزول آلاف المواطنين إلى الشوارع في عدة مدن بالمحافظة، احتجاجاً على أزمة المياه التي تعاني منها المحافظة عموماً ومحافظات إيرانية أخرى، مع إطلاق هتافات باللغتين العربية والفارسية، داعين إلى حلّ الأزمة، مع تحميل السلطات المحلية مسؤوليتها.

وقام محتجون بإحراق عجلات السيارات وإغلاق بعض الطرق، وسط محاولات قوات مكافحة الشغب تفريق المتظاهرين وفتح الطرق.

ويوم الجمعة، أشارت وكالة "فارس" الإيرانية، إلى وقوع هذه الاحتجاجات، مشيرة إلى أن مدن حميدية، وشادغان، وسوسنغرد ومنطقة زرغان، شهدت احتجاجات على "عدم تأمين حصة الأهوار والأنهار من المياه وتنفيذ مشاريع نقل مياه نهر كارون.

وأضافت الوكالة أن "عدداً من الشباب قاموا بإحراق العجلات وإغلاق الطرق في (مدن) ماهشهر وكوت عبدالله وخرمشر وملاثاني، ومنعوا عبور السيارات لبضع دقائق، لكن قوات الشرطة فتحتها من دون أي اشتباك"، حسب قولها.

إلى ذلك، أصدر النائب الأول للرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري، أوامر بحل أزمة المياه سريعاً في محافظة خوزستان، مجرياً مباحثات مع وزير الداخلية عبدالرضا رحماني فضلي ورئيس منظمة التخطيط ورسم الموازنات محمد باقر نوبخت، ووزير الطاقة رضا أردكانيان ووزير الجهاد الزراعي كاظم خاوازي حول هذه الأزمة، مع إيفاده وفداً حكومياً إلى محافظة خوزستان برئاسة رئيس لجنة إدارة الأزمات.

كما أوفد رئيس السلطة القضائية الجديد غلامحسين محسني إيجئي وفداً قضائياً وتنفيذياً رفيع المستوى، بعضوية مندوبين من وزارة الطاقة والمدعي العام الإيراني إلى المحافظة لمناقشة أزمة المياه فيها وحلها، وفقاً لما أوردته وكالة "الميزان" التابعة للسلطة القضائية.

يشار إلى أن إيران تواجه شحاً في الأمطار، تقول الحكومة إنه غير مسبوق منذ 52 عاماً، ما أدى إلى جفاف أنهار وأهوار وشح مياه الشرب في مدن وقرى، فضلاً عن تراجع توليد الكهرباء من السدود، والذي أدى أيضاً إلى انقطاعات متكررة للطاقة الكهربائية في أنحاء إيران خلال الفترة الأخيرة وهي مستمرة.

 
المساهمون