مقتل عنصرين من قوات النظام وتدريبات للتحالف شماليّ سورية

مقتل عنصرين من قوات النظام وتدريبات للتحالف شماليّ سورية

21 فبراير 2023
جنود أميركيون بالقرب من منشأة نفطية في محافظة الحسكة (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

قتل عنصران من أمن النظام السوري بهجوم مجهولين في ريف دير الزور شرقيّ سورية، وسط اتهامات لـ"الفرقة الرابعة" بتصفيتهما، فيما واصلت قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن التدريبات بالذخيرة الحية في حيّ غويران بمدينة الحسكة شمال شرقيّ سورية.

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن مجهولين هاجموا عنصرين من قوات النظام السوري أمس عند ضفاف نهر الفرات في بلدة عياش غربيّ دير الزور، ما أدى إلى مقتلهما على الفور، وشهدت المنطقة سابقاً هجمات من خلايا تنظيم "داعش" أدت إلى وقوع قتلى وجرحى من قوات النظام.

بدوره، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن العنصرين قتلا في عملية تصفية من قبل ضباط أمن الفرقة الرابعة، مشيراً إلى أنهما "عنصران من المخابرات الجوية" أُعدما بسبب خلاف على أمور التهريب بين الجانبين، بإطلاق النار عليهما، مضيفاً أن القتيلين شقيقان، وهما من عشيرة البو سرايا.

وذكر المرصد أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، وسبق أن قتل عناصر من قوات النظام على أيدي عناصر آخرين بسبب خلافات على عمليات تهريب مواد غذائية ومازوت، قادمة من مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).

إلى ذلك، قالت مصادر مقربة من "قسد"، فضّلت عدم ذكر اسمها، لدواعٍ أمنية، إن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد "داعش" أجرى تدريبات مشتركة مع "قسد" بالسلاح الحيّ في قاعدته بحيّ غويران في مدينة الحسكة. وأضافت المصادر لـ"العربي الجديد" أن التدريبات كانت محاكاة لصد هجوم محتمل من عدو.

وجاءت التدريبات بعد أيام من تنفيذ التحالف الدولي عمليات إنزال جوي واعتقال قياديين أو متهمين بالانتماء إلى تنظيم داعش، فضلاً عن تعرّض قواعده في دير الزور لهجوم من مجهولين بقذائف مدفعية وصواريخ من مناطق سيطرة النظام السوري، والمليشيات المدعومة من إيران.

وأجرى التحالف الدولي سابقاً تدريبات بالذخيرة الحية في قواعده بحقل العمر وحقل كونكو شرقيّ دير الزور، وهما أكبر القواعد في سورية حيث تتمركز القوات الأميركية، ويقعان على مقربة من نهر الفرات وخطوط التماس بين مناطق سيطرة "قسد" ومناطق سيطرة النظام السوري.

في موازاة ذلك، واصل الجيشان التركي والروسي تسيير دوريات مشتركة في مناطق سيطرة "قسد" شماليّ سورية، حيث سيّرا الدورية الـ127 في ناحية عين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي. وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن الدورية البرية رافقتها مروحيتان للجيش الروسي، وتجولت على الطرق الرئيسية بين القرى والبلدات التابعة لعين العرب دون الدخول إلى المناطق المأهولة بالسكان.

وبدأ تسيير الدوريات في المنطقة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2019  بناءً على التفاهمات الروسية التركية حول مناطق "قسد"، في شمال سورية.

وفي جنوب البلاد، قال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إن شخصين أصيبا بجروح جراء إطلاق نار عليهما من حاجز لقوات النظام السوري في منطقة قصر البطل في بلدة صيدا بريف درعا الشرقي.

وذكر الناشط أن الحاجز الذي أطلق النار قريب من طريق دمشق درعا، ويتبع للفرقة الخامسة عشرة في قوات النظام، ولم يعرف سبب إطلاق النار على الأشخاص الذين نقلوا إلى المستشفى، مضيفاً أن قوات الحاجز هي التي نقلت الشخصين إلى المستشفى بهدف التحقيق معهما في هوية شخص ثالث كان معهما وتمكن من الفرار عند إطلاق النار.

وتشهد درعا فلتاناً أمنياً مستمراً منذ سنوات، قُتل وجرح خلاله مئات الأشخاص، جلّهم قضى في هجمات مسلحة من قبل مجهولين.

جرحى في انفجار بدرعا

سقط جرحى جراء انفجار سيارة ملغمة في درعا جنوبيّ سورية. وقال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إن سيارة ملغمة انفجرت بالقرب من حاجز للأمن العسكري في حيّ المطار بمدينة درعا، لافتاً إلى أن عناصر من النظام سقطوا جرحى، وشوهدت سيارات الإسعاف تهرع إلى المكان.

وأوضحت مصادر محلية تفضل عدم الكشف عن اسمها لـ"العربي الجديد"، أن السيارة التي انفجرت سيارة أجرة عمومية، كان يقودها شخص يدعى أحمد عبيدات، وهو شقيق نايف عبيدات، مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون سابقاً.

وبحسب المصادر، نُقل سائق سيارة الأجرة مصاباً بجروح خطرة إلى مستشفى الرحمة، ولم تعلن أي جهة وقوفها وراء التفجير، ولم تؤكد المصادر وقوع قتلى في صفوف عناصر أمن النظام العسكري.

من جانبها، قالت وكالة الأنباء التابعة للنظام "سانا"، نقلاً عن مصدر طبي، إن عبوة ناسفة انفجرت بسيارة مواطن، لافتة إلى أن سيارة إسعاف توجهت إلى المكان، ونقلت المصاب إلى مستشفى درعا الوطني، فيما أطفأت سيارات الإطفاء على الفور الحريق في السيارة الناجم عن انفجار العبوة.

وبحسب الوكالة، فككت قوات النظام أول من أمس الأحد، سيارة مفخخة بمئة كيلوغرام من متفجرات وألغام وقذيفة مدفعية في حيّ الكاشف بمدينة درعا.

ومن جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن هناك أنباءً عن وقوع قتلى وجرحى من قوات النظام، لافتاً إلى أنه وثق منذ مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي مقتل 44 شخصاً في درعا، بينهم 24 من قوات النظام السوري والأجهزة الأمنية والمتعاونين معهم، بالإضافة إلى عشرة مدنيين، بينهم سيدتان.

ويذكر أن درعا تشهد فلتاناً أمنياً مستمراً منذ سنوات، قُتل وجُرح خلالها مئات الأشخاص، أغلبهم قضوا في هجمات مسلحة من قبل مجهولين.

النظام السوري يقصف جنوبيّ إدلب

إلى ذلك، جددت قوات النظام السوري قصفها المدفعي على ريف إدلب الجنوبي شمال غربيّ البلاد. وذكر الناشط مصطفى المحمد لـ"العربي الجديد"، أن قوات النظام قصفت قريتي الرويحة وبينين بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي. كذلك قصفت قريتي المنصورة وخربة الناقوس بمنطقة سهل الغاب في ريف حماة الغربي. وأوقع القصف أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين.

وتكرر قوات النظام قصفها على شمال غرب البلاد، رغم مرور المنطقة بحالة إنسانية صعبة، وإعلانها منطقة منكوبة جراء الزلزال المدمر الذي ضربها في السادس من شباط الجاري.

وأضاف الناشط أن جلّ قصف النظام تركز على منطقة بينين، وتزامن القصف مع تحليق طيران روسي فوق المنطقة وفوق جبل الأربعين دون تنفيذ غارات.