زيارة تفقدية لوزير الدفاع العراقي إلى الحدود مع سورية

15 نوفمبر 2024
وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي، بغداد 18 يوليو 2023 (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قام وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي بزيارة الحدود مع سورية لتفقد انتشار الجيش والإجراءات الأمنية، حيث تم بناء سور خرساني بطول 100 كم. حث العباسي المقاتلين على حماية الأراضي العراقية ومنع التسلل والتهريب.
- تأتي الزيارة في إطار جهود الحكومة لضبط الحدود وسط مراقبة أمريكية واتهامات بنقل أسلحة إلى سورية ولبنان، بينما تستهدف "المقاومة الإسلامية في العراق" مواقع إسرائيلية.
- شهدت بغداد اجتماعات لمناقشة التطورات الإقليمية، حيث أكد المجلس الوزاري للأمن الوطني على إبعاد العراق عن الصراعات ودعم الشعبين الفلسطيني واللبناني.

أجرى وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي زيارة مفاجئة إلى الحدود مع سورية تفقد خلالها عمليات انتشار قوات الجيش والإجراءات التي اتُّخذت أخيراً على طول الشريط الحدودي بين البلدين، أبرزها عملية بناء سور خرساني يمتد لأكثر من 100 كم وبارتفاع ثلاثة أمتار يفصل بين أراضي البلدين.

ووصل العباسي إلى الحدود، مساء أمس الخميس، للاطلاع على عمل القوات الأمنية على الحدود مع سورية وفقاً لبيان أصدرته وزارة الدفاع العراقية، والذي أضاف أن الوزير "أجرى جولة استطلاعية لخط الصد الاستراتيجي الحدودي، التقى خلالها بعدد من المقاتلين وحثهم على بذل المزيد من الجهود لحماية الأراضي العراقية ومنع تسلل الإرهابيين، إضافة إلى منع عمليات التهريب". وأكد العباسي دعم القوات المنتشرة على الحدود بالتجهيزات والمستلزمات التي تساعدهم على أداء مهامهم وواجباتهم، كما تفقد المعبر الدولي الرسمي بين سورية والعراق، الذي يشهد دخولاً مستمراً للمواطنين اللبنانيين الوافدين الى العراق.

وقال مسؤول عسكري عراقي في قيادة العمليات المشتركة لـ"العربي الجديد" إن الزيارة تأتي "تأكيداً حكومياً عراقياً على ضبط الشريط الحدودي من قبل قوات الجيش ونفي وجود أي عمليات أو أنشطة خارج النطاق العراقي، أو تتصل بما يحدث في سورية ولبنان حالياً"، وأضاف المسؤول، طالباً عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول بالتصريح، أن "الطيران الأميركي المُسير يواصل مراقبة الحدود العراقية مع سورية، ويتهم الفصائل بأنها تنقل أسلحة أو معدات عسكرية إلى سورية ومنها إلى لبنان، وهذا ما ننفيه نحن بشكل أكيد".

وتستهدف "المقاومة الإسلامية في العراق"، وهي ائتلاف من ستة فصائل مسلحة عراقية، مواقع لقوات الاحتلال الإسرائيلي بطائرات مُسيرة وصواريخ "الأرقب"، التي جرى تطويرها من صواريخ كروز متوسطة المدى. واعترفت قوات الاحتلال، الشهر الماضي، بمقتل جنديين وجرح أكثر من 20 آخرين بطائرة مسيرة استهدفت موقعاً عسكرياً لقوات الاحتلال في الجولان السوري المحتل.

وشهدت بغداد، الأسبوع الماضي، سلسلة من الاجتماعات السياسية والحكومية مع قيادات عسكرية وأمنية ركزت على التطورات في المنطقة وسبل تجنيب العراق أي حرب أو عدوان إسرائيلي. وعقد المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي، مساء أول من أمس الأربعاء، اجتماعاً ترأسه رئيس الحكومة محمد شياع السوداني ووزراء الأمن والدفاع والأمن القومي ورئيس أركان الجيش وجهاز الأمن الوطني وقيادات عسكرية مختلفة، واستمر عدة ساعات.

وعقب الاجتماع ذكر الناطق العسكري باسم الحكومة اللواء يحيى رسول، في بيان، أن "ما جرى تداوله من أخبار تتحدث عن اتخاذ الأراضي العراقية منطلقاً لتنفيذ هجمات أو ردود على الاعتداءات، ما هي إلا ذرائع كاذبة ومسوغات يراد لها أن تكون مبرراً للاعتداء على العراق وسيادته وحرمة أراضيه، وإن مصالح العراق العليا تحتم العمل على إبعاد أراضيه وأجوائه عن الحرب التي يحاول الكيان الصهيوني توسيعها انطلاقاً من سياساته العدوانية ضد بلدان وشعوب المنطقة".

كما عُقد، مساء الأربعاء أيضاً، اجتماع لائتلاف "إدارة الدولة"، الائتلاف الحاكم في البلاد وتشارك فيه كل الأحزاب العراقية المشاركة في السلطة، بحضور السوداني ورئيس مجلس النواب الجديد محمود المشهداني، وأكد بيان صدر بعد الاجتماع على "الموقف المبدئي للعراق في الوقوف مع الشعبين الفلسطيني واللبناني ضد العدوان الصهيوني، واستنكار جرائم الإبادة التي يرتكبها الكيان المحتل بحق المواطنين العزل".

ويشترك العراق مع سورية بحدود تبلغ أكثر من 620 كم، وشهدت الحدود بين البلدين على مدى العقدين الماضيين عمليات وأنشطة مسلحة مختلفة، ساهمت في جعلها منطقة توتر أمني دائم.

المساهمون