من المتوقع أن تبدأ، اليوم الأربعاء، المشاورات بين الحكومة اليمنية والحوثيين في العاصمة الأردنية عمّان، بشأن فتح الطرق في مدينة تعز (جنوب غربي اليمن)، تنفيذاً لبنود الهدنة الأممية التي تقترب من نهاية موعدها المحدد بشهرين في الثاني من يونيو/ حزيران المقبل.
وقال مصدران أممي وآخر حكومي لـ"العربي الجديد"، إن الاجتماعات بشأن فتح الحصار عن مدينة تعز، ستبدأ اليوم الأربعاء في العاصمة العمانية بين وفدي الحكومة اليمنية والحوثيين، برعاية مكتب المبعوث الأممي الخاص في اليمن هانز غروندبرغ".
وتعد هذه المشاورات امتداداً لبنود الهدنة الأممية في اليمن التي أعلنت في 2 إبريل/نيسان الماضي لمدة شهرين قابلة للتمديد، حيث أعلن فيها وقف إطلاق النار الشامل في جميع الجبهات، والسماح بدخول سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، وانطلاق رحلتين أسبوعيا من مطار صنعاء، وفتح الطرق إلى مدينة تعز.
وقال مكتب المبعوث الأممي في اليمن، في تصريح لـ"العربي الجديد": "نأمل أن يعقد الاجتماع حول فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى الأربعاء"، وأضاف أن "الاجتماع سوف يكون مغلقا للصحافة والإعلام".
ولم يورد المكتب أي تفاصيل أخرى عن جدول الأعمال أو المدة الزمنية المحددة لهذه الاجتماعات، لكنه قال: "سنقوم بتزويدكم بالمزيد من المعلومات على موقعنا الرسمي"، ويشير تصريح مكتب المبعوث الأممي إلى أن المفاوضات ستشمل فتح الطرق في محافظات أخرى.
من جهته، قال نائب رئيس الوفد الحكومي محمد المحمودي في تصريح "العربي الجديد"، إن الوفد الحكومي غادر مطار عدن في العاصمة المؤقتة فجر اليوم الأربعاء إلى عمان، وإن أول اجتماع سيبدأ بعد الظهر، لافتا إلى أن الاجتماعات ستستمر لثلاثة أيام.
وسيبدأ الاجتماع بشكل منفصل مع المبعوث الأممي لطرح أبرز القضايا، ومن ثم سيتم الانتقال إلى الاجتماعات المباشرة مع ممثلي جماعة الحوثي، في جلسات مغلقة.
وأمس الثلاثاء، التقى رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك، في العاصمة المؤقتة عدن (جنوب اليمن) الفريق الحكومي المفاوض بخصوص رفع الحصار الحوثي المفروض على تعز، قبيل توجهه إلى العاصمة الأردنية عمّان للمشاركة في الاجتماعات المقررة.
ووفق ما نقلته وكالة "سبأ" الحكومية الرسمية، "قدم معين عبد الملك الملاحظات والتوجيهات للوفد الحكومي وأهمية التركيز على رفع الحصار الحوثي المفروض على محافظة تعز منذ أكثر من سبع سنوات، بعد تنفيذ الحكومة كل ما عليها من التزامات بموجب مقتضيات الهدنة الأممية".
رئيس الوزراء يلتقي الفريق الحكومي المفاوض لرفع حصار الحوثي على تعز https://t.co/WhW8OVJLuT
— وكالة الانباء اليمنية (سبأ) (@sabanew_) May 24, 2022
ويتكون الوفد الحكومي من خمسة مسؤولين برئاسة البرلماني اليمني عبد الكريم شيبان، وأشار رئيس الوزراء إلى "عدم السماح للحوثيين بتشتيت النقاشات في المباحثات كعادتها، والتركيز على رفع حصارها المفروض على تعز بشكل عاجل ودون أي شروط".
وكان وفد جماعة الحوثي للمفاوضات غادر الأحد الماضي ويضم خمسة أشخاص يرأسهم القيادي الحوثي يحيى الرزامي، وذكرت وسائل إعلام حوثية "أن وفد الجماعة عقد أول لقاء مع المبعوث الأممي غروندبرغ أمس الثلاثاء.
وتعثر ملف فتح الطرق إلى مدينة تعز خلال الفترة الماضية، كماء جاء في الهدنة الأممية، في الوقت الذي نفذت بقية البنود الأخرى رغم الاتهامات المتبادلة بالخروقات العسكرية. ويحاصر الحوثيون المدينة منذ العام 2016، ويعد هذا الملف من أهم البنود الإنسانية حيث يتكبد المدنيون خسائر فادحة في التنقل عبر طرق وعرة وطويلة تستغرق نحو خمس ساعات مقارنة بما كان قبل الحصار، فلم تكن تتجاوز 10 دقائق.
ويخشى مراقبون تفاوض الحوثيين لتحقيق مكاسب سياسية مقابل إنهاء الحصار لمدينة تعز، في الوقت الذي يسعى الوفد الحكومي لفتح طرقات تعز كما كانت عليه عام 2014، وقال عضو الوفد الحكومي على الأجعر: "إن من ضمن النقاط التي سيطرحونها في المفاوضات، قضية إمدادات المياه التي قطعها الحوثيون عن مدينة تعز، التي يقطنها أكثر من 4 ملايين نسمة".
وقال عضو وفد الحوثيين في مفاوضات السلام عبد الملك العجري، "إن موضوع فتح الطرقات تم توظيفه في سياق تبرير حصار العدوان للموانئ والمطارات والتغطية عليه"، وأضاف متحدثاً عن حصار تعز، "أن الإجراءات في تعز فرضتها الضرورات العسكرية للحفاظ على حياة المواطنين".
وأضاف العجري أن اللجنة العسكرية (وفد الحوثيين لمفاوضات عمان) ذهبت للحوار ولديها حزمة من الخيارات سواء في تعز أو غيرها، مؤكدا الحرص على استغلال الهدنة بأفضل شكل، وفق ما نقلته قناة "المسيرة" الناطقة الرسمية لجماعة الحوثي.
وخلال الأيام الماضية، شهدت مدينة تعز احتجاجات يومية تطالب بفتح الحصار عن المدينة، وتدعو الأمم المتحدة للضغط على الحوثيين الذين يرفضون تنفيذ بنود الهدنة الأممية التي رعتها، كما نفذ الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي حملة تدعو لرفع الحصار.
كذلك نظم ناشطون في الجالية اليمنية في هولندا الأحد الماضي، وقفة احتجاجية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي ونددت بالصمت الدولي إزاء الحصار المفروض على مدينة تعز.
ويسعى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن غروندبرغ إلى تمديد الهدنة في اليمن أشهراً إضافية، وسبق أن تقدم بطلب إلى الأطراف اليمنية خلال الأسبوع الماضي، عقب إحاطته إلى مجلس الأمن الثلاثاء 17 مايو/أيار الجاري، حيث أكد على استمرار مشاوراته مع الأطراف اليمنية لضمان تمديد الهدنة التي تنتهي الأسبوع المقبل.