معاناة النازحين في غزة: العيش في خيم أو ملاجئ

19 سبتمبر 2014
أحياء سكنية دمّرت كلياً(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

يعيش المواطن الغزّي أبو خليل أبو سعدة في خيمة من القماش نصبها فوق ركام منزله في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة، والذي دمرته طائرات الاحتلال كلياً خلال العدوان على قطاع غزة، ويجلس برفقه أبنائه السبعة على الأرض منتظرين البدء بإعمار القطاع.

لا يختلف حال المواطن أبو سعدة عن حال آلاف المواطنين الفلسطينيين الذين فقدوا بيوتهم التي دمرها الاحتلال خلال عدوانه على القطاع، واستهدف خلالها عشرات آلاف البيوت والمنشآت السكنية والمدارس والمستشفيات وكل ما يمسّ حياة المواطنين مباشرة.

ويوضح أبو سعدة لـ"العربي الجديد" أن الوقت يمرّ بطيئاً جداً وهم ينتظرون الجهات المختصة بالبدء في إعمار ما دمره العدوان، مشيراً الى أنه يعيش وعائلته أصعب أيام حياته، وقام بنصب الخيمة على أنقاض منزله لعدم تمكنه من توفير ثمن إيجار منزل، ولا سيما بعدما ارتفعت الأسعار بشكل كبير.

أحياء سكنية بأكملها تم تدميرها، ما أدى الى تشريد مئات آلاف المواطنين في المدارس أو الملاجئ أو الحدائق العامة، وفي أفضل الأحوال عند الأقارب ليترقب الجميع بدء مرحلة الإعمار.

تجتمع مئات العائلات النازحة في مدرسة "البحرين" وسط قطاع غزة، ويقول المواطن سيف أبو شحمة، الذي فقد بيته بعد قصف منطقة التوام التي يقطن فيها، إنه يعيش ظروفاً صعبة منذ منتصف العدوان على غزة بعدما قصف منزله ونزح هو وعائلته إلى المدرسة.

ويشير لـ"العربي الجديد" الى أنه وباقي المشردين لم يشعروا بفرحة توقّف العدوان على غزة لأن ظروفهم لم تتحسن بل زادت سوءاً، بعدما عاد آلاف المواطنين إلى بيوتهم تاركين خلفهم نحو تسعين ألفاً لم يتمكنوا من العودة لعدم وجود مكان يؤويهم.

ويضيف أبو شحمة "بدأ العام الدراسي في غزة، من دون أن نحصل على ما يطمئننا بخصوص وضعنا الحالي، فنحن الآن لا نملك أي مأوى"، داعياً الحكومة والفصائل والجهات المعنية والمانحة إلى التحرك الفوري والوقوف أمام مسؤولياتهم تجاه العائلات المشردة، وإنهاء معاناتهم.

ويشغل الحديث عن الإعمار بال مواطني قطاع غزة، فلا يخلو لقاء أو اجتماع عام أو خاص من الحوار فيه، كونه مسألة تمسّ حياة عشرات آلاف المواطنين الذين فقدوا منازلهم وعدداً كبيراً من أفراد عائلاتهم، وسط آمال بالإسراع في إنهاء تلك القضية، التي باتت مصدر أرق الغزيين الأول.

وتقول المواطنة أم هاني سليم التي جلست برفقة عدد من النسوة في مدرسة "بنات الرمال الإعدادية" إنها تركت مع زوجها وأطفالها منزلهم الواقع شرقي حي الشجاعية الذي تعرض لأكبر مجازر الاحتلال خلال العدوان، وذلك بعدما انهمرت القذائف المدفعية على منزلهم.

وتوضح أم هاني لـ"العربي الجديد" أنها زارت منزلها في الهدنة الأولى وكان قائماً، لكن في ما بعد زارته وكان قد دُمِر تماماً، ما أفقدهم الأمل بالعودة إليه، مبينة أن السكن في المدارس قاسٍ جداً، ويُشعر المواطنين النازحين بالمعنى الحقيقي لعذاب التشريد وعدم الاستقرار.

وترجو سليم، التي بدا القلق واضحاً على ملامحها، الإسراع في إعمار ما دمره الاحتلال، داعيةً أن يكون إعمار المنازل المدمرة أولوية الجميع، بدءاً بالحكومة والفصائل والمانحين، ولا سيما أن أوضاع المشردين لا تحتمل.

أما أم شريف، التي قصف الاحتلال بيت زوجها الشهيد صبحي أبو شقفة، فتشير الى أن وضع النازحين في المدارس ومراكز الإيواء صعب للغاية من النواحي كلها، سواء الصحية أو النفسية وغيرها، لافتةً إلى أهمية البدء بعملية الإعمار "اليوم قبل الغد".

وتوضح أن وضعها الصحي سيئ للغاية بسبب التعب والإرهاق اللذين يسبّبهما لها النوم في المدرسة، إضافة إلى وضعها النفسي المتردي بسبب الأوضاع السيئة والتي لم يمروا بمثلها من قبل. وتطالب الجميع بالعمل "لإيقاف معاناتنا المتواصلة، وإعادة الإعمار سريعاً بعيداً عن المناكفات والشروط".