لا تزال محاولة الانتحار التي أقدم عليها أحد جنود الاحتلال الإسرائيلي، ويدعى إيتسيك سعاديان، الأسبوع الماضي في نفس يوم إحياء ذكرى قتلى الجيش الإسرائيلي في الحروب، تتفاعل وتثير حركة احتجاج في صفوف الجنود السابقين، لا سيما الذين خرجوا من مشاركتهم في الحروب مصابين ومعاقين حركيا أو يعانون إصابات نفسية.
وتظاهر صباح اليوم الأحد، أمام مقر وزارة الأمن في تل أبيب، مئات من معاقي ومصابي جيش الاحتلال تضامنا مع سعاديان، وضد تعقيدات البيروقراطية في منح المساعدات والعلاج الطبي لمعاقي الجيش من الجنود الذين أصيبوا في ساحات القتال.
وكان الجندي المذكور حاول الانتحار، عبر صب البنزين على نفسه وإشعال النار، احتجاجا على المماطلة البيروقراطية التي يلاقيها من وزارة الأمن في دفع معونة له بعد تعريفه مصاباً بصدمة القتال والمعارك، إثر مشاركته في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014، الذي يسميه الاحتلال "الجرف الصامد"، حيث استمر القتال خلال العدوان 58 يوما من دون أن يتمكن جيش الاحتلال من حسم العدوان عسكريا لصالحه.
ويرفع المتظاهرون من معاقي جيش الاحتلال لافتات تطالب بالقضاء على البيروقراطية وعلى ما يصفونه بتنكيل اللجان الطبية لوزارة الأمن ورفضها إقرار نسب عجز عالية، بهدف خفض المخصصات التي يتعين دفعها لهم.
ووفقا للمواقع الإسرائيلية، فقد أغلق المتظاهرون اليوم شوارع رئيسية في تل أبيب تؤدي إلى مقر وزارة الأمن ومفترق مجمع عزرئيلي المقابل لوزارة الأمن الإسرائيلية.
وكانت وزارة الأمن الإسرائيلية كشفت في العام 2017، تحت وطأة طلب لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2017، عن مجمل عدد الجنود الذين تم الاعتراف بهم عاجزين ومعاقين نفسيا بفعل إصابتهم بصدمة ما بعد الحرب.
وبحسب معطيات نشرتها الوزارة، فقد تم حتى الآن الاعتراف بـ143 مصابا بالصدمة النفسية الناجمة عن القتال، خلال عدوان الجرف الصامد وحده عام 2014، من أصل 4649 جنديا إسرائيليا سابقا تم تصنيفهم بأنهم مصابون بالصدمة النفسية ما بعد القتال، التي تجعلهم غير أسوياء في حياتهم اليومية وتصيبهم بالأرق والكوابيس، واليأس وعدم القدرة على إدارة حياة سليمة والعودة إلى حياة المجتمع المدني.