استقبلت مصر، اليوم الأربعاء، أول مجموعة من الجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في إطار اتفاق ثلاثي بين مصر وإسرائيل وحركة حماس، بوساطة قطرية، وبالتنسيق مع الولايات المتحدة.
ويقضي الاتفاق بفتح معبر رفح الحدودي بين مصر والقطاع لإدخال عشرات الجرحى الفلسطينيين من الحالات الحرجة، بالإضافة إلى نحو 400 شخص من حملة الجوازات الأجنبية.
وقال مسؤول لوكالة "فرانس برس" إن "عدد الجرحى (الفلسطينيين) الذين عبروا حتى الساعة الرابعة ونصف (بالتوقيت المحلي) بلغ 76 جريحا ومرافقا بسيارات الإسعاف، كما عبرت ست حافلات تحمل 335 مسافرا من حملة الجوازات الأجنبية".
واصطفت 40 عربة إسعاف مصرية أمام معبر رفح لنقل المصابين بعد وصولهم إليه بسيارات إسعاف فلسطينية، وذلك تمهيداً لتوزيعهم على بعض مستشفيات محافظتي شمال سيناء والإسماعيلية، وتقديم الخدمات التشخيصية والطبية والعلاجية اللازمة لهم.
وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في منشور عبر صفحته على موقع إكس: "عملنا مع وزارة الصحة المصرية على التخطيط لعمليات الإجلاء الطبي، وسنواصل تقديم الدعم. يجب ألا يجري تحويل الاهتمام عن الاحتياجات الأكبر بكثير لآلاف المرضى في غزة، وكثر منهم في حالة هشة جداً، ولا يمكن نقلهم".
وأضاف غيبريسوس: "نحن بحاجة إلى تسريع فوري في تدفق المساعدات الطبية المسموح بها إلى قطاع غزة، وتجب حماية المستشفيات من القصف والاستخدام العسكري".
.@WHO welcomes #Egypt’s decision to accept some injured and sick people from Gaza for treatment.
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) November 1, 2023
We have been working with Egypt's Health Ministry on planning for medical evacuations, and will continue to support.
Attention must not be diverted from the far greater needs of…
من جهتها، أفادت وزارة الصحة المصرية، في بيان، بأنّ وزير الصحة خالد عبد الغفار عقد اجتماعاً لمتابعة التجهيزات الخاصة بالمستشفيات في محافظة شمال سيناء، ومتابعة مستجدات خريطة مواجهة وإدارة الأزمات، استعداداً لاستقبال المرضى من الفلسطينيين من قطاع غزة.
وتابع عبد الغفار مع قيادات الوزارة المعنيين تجهيزات المستشفيات والمنشآت الصحية باختلاف تبعياتها، ومدى جاهزيتها لاستقبال المرضى الفلسطينيين، وتقديم أفضل رعاية صحية لهم، موجهاً برفع السعة الاستيعابية لمستشفيات هيئة الرعاية الصحية بمحافظة الإسماعيلية لاستقبال المصابين والمرضى، بما يضمن توزيعهم على المستشفيات بشكل رشيد، لضمان تقديم الخدمات والعلاجات لهم على أكمل وجه.
كما وجّه الوزير بالتنسيق مع المستشفيات الجامعية بكلّ المحافظات المصرية، تحسباً لاستقبال أي حالات خطرة من المصابين الفلسطينيين، علاوة على مراجعة منظومة الاستقبال والإحالة للمستشفيات في حال الحاجة لذلك، وتوافر الفرق الطبية والأجهزة الطبية اللازمة بالمستشفيات في مدن العريش، وبئر العبد، والشيخ زويد في محافظة شمال سيناء.
وأضاف أنه تم التنسيق لاستقبال أول 81 حالة من المصابين والمرضى من الأشقاء الفلسطينيين، مؤكداً جاهزية مستشفيات الوزارة لاستقبالهم، بالتنسيق مع اللجنة العليا لإدارة الأزمة، ورفع حالة الاستعداد القصوى بكلّ الهيئات التابعة للوزارة وهيئة الإسعاف المصرية.
وقال عبد الغفار، خلال الاجتماع، إن الوزارة تواصلت مع منظمات المجتمع المدني المصرية لتقديم الرعاية اللازمة لمرافقي المصابين من الأطفال، بما يضمن تقديم الخدمات اللازمة لهؤلاء المرافقين.
إلى ذلك أعلنت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين بدء عملية إجلاء المواطنين الأردنيين من قطاع غزة، من خلال معبر رفح، وبالتنسيق مع السلطات المختصة في مصر، ليتم نقلهم إلى المملكة بأقرب وقت ممكن.
وأوضح الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة، في بيان، اليوم الأربعاء، أنّ الوزارة ومن خلال وحدة مركز العمليات، وسفارة المملكة لدى مصر، تعمل وعلى مدار الساعة لضمان نقل المواطنين الأردنيين وسلامتهم، وأن عملية الإجلاء ستمتد لعدة أيام.
وأضاف القضاة أنه تم إرسال فريق من السفارة الأردنية في القاهرة، إلى الجانب المصري من معبر رفح، حيث سيقوم الفريق بتأمين المواطنين الأردنيين الذين سيخرجون من غزة بواسطة حافلات ليتم نقلهم إلى المملكة بأسرع وقت ممكن.
وكانت "رويترز" قد نقلت، في وقت سابق اليوم الأربعاء، عن مسؤول غربي قوله، إنّ إسرائيل ومصر اتفقتا على قائمة الأشخاص الذين سيغادرون غزة عبر معبر رفح مع إبلاغ السفارات المعنية مسبقاً.