دعت مصر، اليوم الأحد، إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين، وذلك للتباحث حول التطورات الجارية في أوكرانيا.
وبينما أعلنت دول عدة موقفًا واضحًا تجاه الأزمة الأوكرانية، لم يصدر عن معظم الدول العربية مواقف مماثلة، باستثناء قطر، التي أعلنت رفضها للاجتياح الروسي لأوكرانيا.
أما مصر، فقد اكتفت ببيان صحافي، قالت خلاله إنها "تتابع بقلق بالغ التطورات المُتلاحقة اتصالًا بالأوضاع في أوكرانيا"، وتؤكد على "أهمية تغليب لغة الحوار والحلول الدبلوماسية، والمساعي التي من شأنها سرعة تسوية الأزمة سياسيًا، بما يحافظ على الأمن والاستقرار الدوليين، وبما يضمن عدم تصعيد الموقف أو تدهوره، وتفاديًا لتفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية وأثرها على المنطقة والصعيد العالمي".
وقال دبلوماسي مصري سابق، إن دعوة مصر إلى اجتماع طارئ للجامعة العربية، هي "محاولة للتهرب من تبنّي موقف فردي تجاه الأزمة يمكن أن يحسب على القاهرة فيما بعد، ويؤثر على علاقتها بأي من الطرفين الروسي والغربي، ولذا فضلت أن يكون موقفًا جماعيًا للدول العربية".
وحسب ما قاله خبراء، فإن "مصر لم تبلور حتى الآن موقفًا محددًا تجاه الأزمة الروسية-الأوكرانية، خشية أن يؤثر ذلك الموقف فيما بعد على علاقتها بأي من الأطراف الدولية المتورطة في تلك الأزمة"، وهو ما أكدته مصادر خاصة لـ"العربي الجديد".
وكانت مصادر صحافية متعددة من داخل "المجموعة المتحدة للخدمات الإعلامية" التابعة للمخابرات العامة المصرية، والتي تمتلك معظم وسائل الإعلام في مصر، أكدت أن تعليمات صدرت من قبل الجهاز إلى رؤساء تحرير ومسؤولي الصحف والمواقع والقنوات، بضرورة التعامل بحيادية تجاه الحرب الدائرة على الحدود الأوكرانية الروسية، وعدم تبنّي موقف أي من الجبهتين.
وعلّق مصدر دبلوماسي مصري سابق، على ذلك قائلاً إن "التناول الإعلامي المصري للأزمة يترجم الموقف الرسمي المرتبك مما يحدث، ولذلك لأن الإدارة المصرية تعتبر روسيا حليفًا استراتيجيًا لها، ولذلك لا ترغب في تبنّي موقف حلف شمال الأطلسي (الناتو) بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، والتي تعتبرها أيضًا حليفًا استراتيجيًا".