قالت الأمم المتحدة إن المشاورات اليمنية، التي اختتمت اليوم الخميس أسبوعها الثالث في العاصمة الأردنية عمّان، شددت على ضرورة وقف إطلاق النار، فيما بدأت الصين تحركات داعمة للهدنة الإنسانية المحتملة في شهر رمضان المبارك.
وعقد المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، اليوم، لقاءات مع ممثلين عن الحراك التهامي السلمي والمجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي، وذلك في ختام مشاورات الأسبوع الثالث الهادفة إلى بلورة خريطة طريق وإطار للحل السياسي الشامل.
وذكر مكتب المبعوث الأممي، في بيان صحافي وصل إلى "العربي الجديد"، أن غروندبرغ كان قد التقى خلال هذا الأسبوع بممثلين عن مختلف المجموعات والأحزاب السياسية، بما فيها حزب اتحاد الرشاد، والمكتب السياسي للمقاومة الوطنية، والائتلاف الوطني الجنوبي.
اختتم المبعوث الأممي الخاص اليوم الأسبوع الثالث من المشاورات الثنائية مع مختلف المعنيين اليمنيين. حيث سلّطت النقاشات الضوء على ضرورة التوصّل إلى إجراءات من شأنها التخفيف من وطأة الحرب على المدنيين في #اليمن. لمعرفة المزيد: https://t.co/HIOyEvkfkc pic.twitter.com/76yOh3C6ct
— @OSE_Yemen (@OSE_Yemen) March 24, 2022
ووفقا للبيان، فقد "ركَّزت النقاشات أيضاً على الحاجة إلى وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد لوقف كافَّة الأنشطة العسكرية"، كما عرض المشاركون رؤاهم حول كيفية التصدي لقضايا رئيسية، بما فيها مستقبل الدولة اليمنية، والتمثيل، والقضية الجنوبية، وترتيبات المرحلة الانتقالية وإعادة الإعمار.
وأكدت المشاورات على "أهمية الدعم الإقليمي والدولي لإنجاح أي عملية سياسية مستقبلية"، كما شدد المشاركون على ضرورة معالجة القضايا الإنسانية والاقتصادية بما يساعد في تخفيف وطأة المعاناة عن جميع اليمنيين.
وتطرقت المشاورات إلى ضرورة "معالجة قضايا التهميش وإطلاق سراح المحتجزين، وإعادة فتح المطارات والموانئ والطرق في جميع أنحاء اليمن، وفتح الممرات الإنسانية، ودعم الاقتصاد الوطني والتوزيع العادل للموارد، وتوحيد السياسة النقدية على مستوى البلاد".
وحسب البيان، فإن من المقرر أن يستأنف المبعوث الأممي مشاوراته مع الأطراف اليمنية خلال الشهر القادم، لافتا إلى أنه سيتم الإعلان عن التفاصيل في وقت لاحق.
وأكدت مصادر مطلعة على المشاورات لـ"العربي الجديد"، أن الجولة القادمة من المشاورات ستكون مع أطراف النزاع الرئيسية، حيث من المقرر أن يعقد غروندبرغ مباحثات مع ممثلين عن الحكومة اليمنية والتحالف الذي تقوده السعودية وجماعة الحوثيين، وذلك من أجل الضغط لتطبيق الهدنة الإنسانية المحتملة خلال شهر رمضان.
وبالتوازي مع مشاورات عمّان، يواصل المجتمع الدولي تحركاته الداعمة للهدنة الإنسانية المحتملة في شهر رمضان المبارك، وذلك بهدف التمهيد لجهود المبعوث الأممي. وكشف كبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام، اليوم الخميس، أنه تلقى اتصالا هاتفيا من السفير الصيني لدى اليمن، ناقشا فيه "الوضع الإنساني والسياسي في اليمن ومسار الهدنة الإنسانية المحتملة برعاية الأمم المتحدة".
تلقينا اتصالا هاتفيا من سعادة السفير الصيني لدى اليمن ناقشنا فيه الوضع الانساني والسياسي في اليمن ومسار الهدنة الانسانية المحتمله برعاية الامم المتحدة والتي تتضمن معالجات انسانية ووقفا للعمليات العسكرية .
— محمد عبدالسلام (@abdusalamsalah) March 24, 2022
وأشار المسؤول الحوثي، في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع تويتر، إلى أن الهدنة المرتقبة " تتضمن معالجات إنسانية ووقفا للعمليات العسكرية"، دون الكشف عن طبيعة تلك المعالجات، وما إذا كان التحالف سيوافق على رفع الحظر الجوي والبحري عن مطار صنعاء وميناء الحديدة أم لا.
سفير يمني جديد في واشنطن
في سياق آخر، عيّن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، اليوم الخميس، سفيرا جديدا لليمن لدى الولايات المتحدة الأميركية، وذلك بعد أكثر من عام من بقاء المنصب شاغرا.
وذكرت وكالة "سبأ" الرسمية أن الرئيس هادي أصدر قرارا بتعيين وزير الخارجية السابق محمد عبد الله الحضرمي سفيرا لدى الولايات المتحدة، خلفا للسفير أحمد عوض بن مبارك، الذي تم تعيينه في أواخر العام 2020 وزيرا للخارجية في حكومة المحاصصة.
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يمتلك 5 حقائب وزارية في الحكومة، قد طالب في وقت سابق بعدم إصدار أي تعيينات للسفراء ما لم يتم التوافق حولها، ولا يُعرف ما إذا كانت القرارات الأخيرة قد تمت بالتشاور أم لا، كما عيّن الرئيس هادي وزير النفط السابق أوس العود سفيرا لليمن لدى مملكة إسبانيا، وفقا للمصدر ذاته.