استمع إلى الملخص
- تدهور الوضع الأمني في متنزه بحيرة كينجي الوطني بنيجيريا بسبب التهديدات الأمنية من الجماعات المسلحة، مما أثر سلبًا على السكان المحليين والحياة البرية والسياحة.
- الأزمة الأمنية تزامنت مع تحديات سياسية في المنطقة، حيث تجد الحكومات العسكرية نفسها مضطرة للبحث عن دعم جديد من روسيا بعد قطع العلاقات مع شركائها التقليديين، مما يوفر فرصة للجماعات المسلحة لتوسيع نفوذها.
استقر المقاتلون الذين نشطوا لفترة طويلة في منطقة الساحل الأفريقي في شمال غرب نيجيريا، بعد عبورهم من بنين المجاورة، في أحدث اتجاه في تحركات المسلحين إلى الدول الساحلية الأكثر ثراء في غرب أفريقيا، حسبما أفاد تقرير جديد صدر الأربعاء.
وبحسب تقرير صادر عن مؤسسة "كلينغينديل إنستيتيوت" البحثية، فإن المتطرفين الذين يعتقد بأنهم على صلة بتنظيم القاعدة عبروا في العام الماضي من المنطقة الشمالية الأكثر تضرراً في بنين، واستقروا في متنزه بحيرة كينجي الوطنية، وهي واحدة من أكبر المتنزهات الوطنية في نيجيريا، والتي كانت تتعرض لتهديدات أمنية.
وقال سكان يقيمون قرب المتنزه لوكالة أسوشييتد برس، إن المنشأة التي تعيش فيها مجموعة من الأسود التي تراجعت أعدادها بسرعة في غرب أفريقيا، مغلقة منذ أكثر من عام بسبب التهديدات الأمنية من الجماعات المسلحة التي تهاجم القرى والطرق المجاورة.
وقال جون يريما الذي يعيش قرب المتنزه في بلدة نيو بوسا: "في السابق، كان (المتنزه) أشبه بمركز سياحي (لكن) الآن، يجد الناس صعوبة في المرور من هناك.. لا يمكنك دخول هذا الطريق (المؤدي إلى المتنزه) الآن، الأمر خطير للغاية".
وقال كارس دي بروين، أحد معدي التقرير وزميل أبحاث بارز في المعهد، إن الوضع الأمني في المتنزه الذي تبلغ مساحته 5300 كيلومتر مربع في ولاية النيجر -أكبر ولايات النيجر- وعلى طول الحدود القريبة مع بنين "خرج عن السيطرة" و"أكثر تفجراً بكثير مما توقعنا".
وقال دي بروين إن "الحضور الدائم" للجماعات المسلحة في المتنزه هو أول دلالة على وجود صلة بين المتطرفين الذين يدعمهم تنظيم "داعش" في تطرفهم المستمر منذ عشر سنوات في شمال نيجيريا، والجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة. وأضاف أن وجودهم يمنح المتطرفين فرصة "لادعاء نجاح واسع النطاق" في البلدين اللذين دمرتهما بالفعل هجمات عنيفة في السنوات الأخيرة.
الأزمة الأمنية المتفاقمة في منطقة الساحل، المعروفة بأنها بؤرة تطرف عالمية ساخنة، تأتي في وقت تطيح فيه الانقلابات العسكرية بالحكومات الديمقراطية. وبالرغم من أن الحكومات العسكرية تبذل جهوداً مضنية لاحتواء العنف، فإنها تقطع علاقاتها الأمنية بشكل متزايد مع شركائها التقليديين فرنسا والولايات المتحدة، وتلجأ لروسيا للحصول على الدعم.
وكان محللون أمنيون قد حذروا في السابق من أن غياب الوجود الحكومي بشكل كبير في المناطق النائية في شمال غرب نيجيريا، مع تمتع تلك المنطقة بموارد معدنية غنية ومعاناة سكانها من مستويات فقر مرتفعة، يمثل فرصة لتوسع الجماعات المسلحة التي كانت تنشط بشكل رئيسي في منطقة الساحل، وكذلك تنظيم داعش الذي يسيطر مقاتلوه على حوض بحيرة تشاد. وقال التقرير: "إن الربط بين بحيرة تشاد ومنطقة الساحل يمثل فرصة كبيرة لتنظيم القاعدة و"داعش" للمباهاة بصورتهما كقادة للجهاد العالمي".
وثمة مخاوف لدى نشطاء الحفاظ على البيئة من أن وجود الجماعات المسلحة في المتنزه قد يمثل تهديداً أكبر على ما تبقى من الأسود التي انخفضت أعدادها نتيجة لتغير المناخ والصيد الجائر. وقالت ستيلا إغبي، مسؤولة الحفاظ على البيئة في "المؤسسة النيجيرية للحفاظ على البيئة": "الوضع الأمني أصبح على رأس القائمة عندما يتعلق الأمر بالمخاوف بشأن أعداد الأسود في نيجيريا".
وقال تقرير مؤسسة "كلينغينديل إنستيتيوت" إن دافع المتطرفين من منطقة الساحل الأفريقي إلى المتنزه غير واضح، وكذا طبيعة العلاقة التي تربطهم بالجماعات المسلحة الأخرى هناك. ويقول محللون أمنيون إنها توفر فرصاً للخدمات اللوجستية والمزيد من النفوذ في خضم ازدهار التبادل التجاري غير المشروع عبر الحدود التي يسهل اختراقها.
وقال جيمس بارنيت، زميل معهد هدسون الذي استند التقرير إلى نتائج عمله في شمال غرب نيجيريا: "من المحتمل أن يحاول الجهاديون في منطقة الساحل الأفريقي استخدام شمال غرب نيجيريا موقعاً لجمع الأموال والخدمات اللوجستية، ومحاولة التأثير بجماعات جهادية هناك، في إطار منافستهم الخاصة".
وقال بارنيت إن عصابات قطاع الطرق في شمال غرب نيجيريا -وليس المقاتلون الذين يزعمون أنهم "جهاديون"- ما زالت تمثل مصدراً لتهديد أمني كبير. وكان هناك تعاون بين قطاع الطرق والجماعات المسلحة في مناسبات قليلة في الماضي كمجموعتين منفصلتين في تنفيذ الهجمات، ولكن حتى في حالات التعاون النادرة، قد تكون هناك "عواقب عنيفة للغاية" بحسب بارنيت.
(أسوشييتد برس)