يزور المستشار النمساوي كارل نيهامر موسكو، اليوم الإثنين، بعد أوكرانيا، ليكون بذلك أول زعيم دولة غربية يقدم على هذه الخطوة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط.
وأمس الأحد، لفت متحدث باسم المستشار الذي زار أوكرانيا السبت، إلى أن نيهامر هو من بادر ورتب للاجتماع خلال زيارته لأوكرانيا، راغباً في "بذل كل ما في وسعه لتحقيق تقدم نحو السلام" حتى لو كانت الفرص ضئيلة، وفق "فرانس برس".
وأشار وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبيرغ، اليوم الإثنين، إلى أن نيهامر بصدد نقل "رسائل واضحة للغاية من النوع الإنساني والسياسي"، خلال اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو اليوم، موضحاً أن نيهامر قرّر القيام بالرحلة بعدما اجتمع في كييف يوم السبت مع زيلينسكي، وبعد اتصالات مع زعماء تركيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي.
وأوضح شالنبيرغ قبل اجتماع مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، وفق "أسوشييتد برس"، أننا "لا نريد ترك أي فرصة دون استغلال، ويجب أن ننتهز كل فرصة لإنهاء الجحيم الإنساني في أوكرانيا"، لافتاً إلى أن "كل صوت يوضح للرئيس بوتين كيف تبدو الحقيقة خارج أسوار الكرملين ليس صوتاً مهدراً". وأكد أن نيهامر وبوتين سيلتقيان على انفراد بدون تواجد إعلامي.
وإذ أصرّ على أن النمسا فعلت كلّ شيء لضمان عدم إساءة استخدام الزيارة، قال: "أعتقد أن بوتين نفسه ينبغي أن تكون لديه مصلحة في أن يخبره أحد بالحقيقة، ويكشف له فعلاً ما يجري في الخارج".
وقال نيهامر، السبت، في مؤتمر صحافي مشترك مع زيلينسكي، إنه يتوقع المزيد من عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا، لكنه دافع عن معارضة بلاده حتى الآن لقطع إمدادات الغاز الروسي. وأضاف: "سنواصل تشديد العقوبات داخل الاتحاد الأوروبي حتى توقف الحرب"، مشيراً إلى أنّ حزمة العقوبات التي فُرضت هذا الأسبوع "لن تكون الأخيرة". واعترف بأنه "طالما أنّ الناس يموتون، فإنّ كل عقوبة لا تزال غير كافية".
والنمسا، التي تحصل على معظم احتياجاتها من الغاز من روسيا، هي من الدول التي تقاوم وقف عمليات التسليم. ورداً على سؤال حول الأمر، اعتبر نيهامر أنّ عقوبات الاتحاد الأوروبي أصبحت "دقيقة" بشكل متزايد، لكن "العقوبات تكون فعالة عندما تضرب أولئك الذين يتم توجيهها ضدهم، ولا تضعف أولئك الذين يفرضون عقوبات ضد الشخص الذي يدير الحرب".
والنمسا عضو في الاتحاد الأوروبي، ولكنها ليست عضواً في حلف شمال الأطلسي (الناتو). ونددت فيينا بالغزو الروسي لأوكرانيا، وطردت هذا الأسبوع أربعة دبلوماسيين روس.