أكدت قيادة الجيش العراقي وضع خطط أمنية جديدة لمنع هجمات متوقعة لتنظيم "داعش"، مستغلا سوء الأحوال الجوية وما تشهده المحافظات العراقية من موجات برد وضباب كثيف، مشيرة إلى أن خطتها ستعتمد على تشديد الإجراءات وعلى الطلعات الجوية.
وشهدت المحافظات العراقية المختلفة خلال الأشهر الماضية هدوءاً أمنياً نسبياً مع تراجع هجمات تنظيم "داعش"، التي كانت تستهدف القوات الأمنية والمدنيين، خصوصاً في المحافظات الشمالية والغربية، بعد تنفيذ القوات العراقية سلسلة عمليات أمنية وعسكرية واسعة فيها، إلا أن أمس الأول الاثنين سجل تعرض قوة عسكرية تابعة للجيش العراقي لهجوم من قبل مسلّحي التنظيم في صحراء الرطبة بمحافظة الأنبار قرب الحدود مع الأردن، ما أدى إلى مقتل جنديين اثنين وإصابة 5 آخرين.
ووفقا للمتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة في الجيش، اللواء تحسين الخفاجي، فإن "القوات الأمنية لديها جميع الإمكانيات للتعامل مع الظروف الجوية، وأن من أهم مميزات عمل القوات الأمنية هو عملها في أسوأ الظروف الجوية في الجبال والمناطق الوعرة".
وأكد الخفاجي في تصريح صحافي، اليوم الأربعاء، أن "التنظيم يستغل دائما الظروف الجوية من أجل شن هجمات على الوحدات الأمنية والمدنيين"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن "قواتنا الأمنية وبمختلف وحداتها أخذت الحيطة والحذر للتعامل مع مثل تلك الحالات، وتلك الظروف".
من جهته، قال العقيد في قيادة عمليات نينوى التابعة للجيش العراقي محسن الخفاجي، لـ"العربي الجديد"، إن "مسلحي داعش فقدوا القدرة على شن هجمات واسعة كما كان الحال في السابق، إلا أنه وبحسب المعلومات المتوفرة يسعى لاستغلال سوء الأحوال الجوية التي تتوافق مع مثل هذه الأيام من كل عام بفعل الضباب الكثيف وسوء الطقس بتنفيذ هجمات جديدة، وهو ما دفع باتجاه تحديث الخطط الأمنية بشكل عام".
وفيما أشار إلى أن "هجوم يوم الاثنين غربي العراق هو أحد تلك الهجمات، وهو إنذار خطر"، أكد أن "قيادة العمليات وجهت كافة الوحدات بتحديث الخطط وتشديد الإجراءات الأمنية، مع تكثيف الطلعات الجوية".
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد أصدر توجيهات للقيادات الأمنية قبل عدة أشهر بالتأهب وإجراء مراجعات شاملة للخطط العسكرية، مشدداً على تغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطاً لـ"داعش"، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، بهدف إضعاف قدرات عناصر التنظيم والحد من حركاتهم.
وتواصل القوات العراقية منذ عدة أشهر ما تصفها بعمليات استباقية ضد خلايا وجيوب من بقايا تنظيم "داعش"، تنشط في الجانب الشمالي ضمن محافظات صلاح الدين وكركوك ونينوى وأجزاء من ديالى، مستغلة المناطق الجبلية الوعرة للاحتماء والتخفي فيها.