محكمة الاحتلال تبحث اليوم استئناف عائلات حي الشيخ جراح ضد التهجير

02 اغسطس 2021
دعوات من الأهالي إلى مساندتهم في معركتهم مع الاحتلال(Getty)
+ الخط -

من المقرر أن تبتّ المحكمة العليا الإسرائيلية، وهي أعلى هيئة قضائية في دولة الاحتلال، اليوم الإثنين، في الاستئناف المقدم من أربع عائلات مقدسية، هي الكرد وأسكافي والقاسم والجاعوني، ضد قرار تهجيرها القسري من منازلها في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، وسط دعوات من الأهالي إلى مساندتهم.
ودعت لجنة الدفاع عن حي الشيخ جراح، إلى وقفة جماهيرية حاشدة عند الساعة الحادية عشرة بالتوقيت المحلي، دعما للعائلات المهددة بالتهجير تزامنا مع انعقاد جلسة المحكمة؛ فيما عبّر أهالي الحي عن أملهم في أن تتخذ المحكمة العليا قراراً مغايراً لقرارات محكمتي الصلح الابتدائية والمركزية اللتين كانتا رفضتا التماسات سابقة ضد قرارات التهجير.

وعقب وقفة تضامنية، أطلق مستوطن إسرائيلي النار على شاب فلسطيني، ما أدى إلى إصابته بجروح طفيفة في منطقة القدم، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وأضافت، نقلا عن مصادر محلية، أن قوات الاحتلال أغلقت المنطقة، وسط انتشار واسع للمستوطنين.
وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال رئيس لجنة الدفاع عن الحي، يعقوب عرفة: "المتوقع اليوم إما تثبيت حكم الإخلاء القسري أو تجميده، أو تأجيل جلسة المحكمة".
وأضاف "ما نريده نحن كأهالي الحي هو أن تقبل المحكمة الاستئناف المقدم إليها، وتقبل بفتح ملكية الأرض وتثبيت هذه الملكية، وإذا تم ذلك فنحن لدينا كافة الإثباتات والوثائق التي تؤكد أن ملكية الأرض لنا نحن وليست للمستوطنين، وأن كل ادعاءاتهم حول الملكية باطلة".
وتابع "عندئذ فالأمل كبير في تحقيق أهداف كبرى أخرى. وفي حال لم يحدث ذلك، فالخطوة التي تليها ليست معروفة؛ لأن الحديث يدور عن 28 بيتاً تم عمليا الاستيلاء على 4 منها وبقي 24 بيتاً؛ في حين تم تجميد 3 قضايا؛ وبالتالي فالخيارات جميعها مفتوحة أمامنا، وهذا رهن بما ستقرره المحكمة اليوم".
وأكد عرفة أن "جلسة اليوم تكتسب أهمية خاصة، بالنظر إلى أن جلسة المحكمة هذه هي المسار القانوني الأخير؛ وقناعتي الشخصية هي أن المحكمة العليا ستجمد أوامر التهجير والإخلاء، كما فعلت حين قررت قبل أسبوع تجميد إخلاء 3 عائلات أخرى تقطن الحي".
أما المواطن نبيل الكرد، رب إحدى العائلات المهددة بالإخلاء، فقال لـ"العربي الجديد": "نحن كعائلات مهددة بالتهجير من منازلها لا نثق كثيرا في قرارات محاكم الاحتلال ولنا تجارب سابقة مع هذه المحاكم، وبالتالي أنا لست متفائلا من قرارات هذه المحكمة اليوم". وأضاف: "أيا كان القرار، نحن لن نرحل وسنبقى في بيوتنا. ندعو أبناء شعبنا إلى مزيد من الدعم والمساندة لنا. فمعركتنا في الشيخ جراح وفي سلوان هي معركة القدس كلها".
أما محامي العائلات، مدحت ديبة، فقد عبّر عن عدم تفاؤله من قرار المحكمة العليا اليوم. وقال لـ"العربي الجديد": "للأسف المسار القانوني وفق الواقع الإسرائيلي مسدود، إلا إذا حصلت اليوم معجزة قانونية بقيام القضاة بتوسيع الهيئة القضائية لاتخاذ قرار جريء بتطبيق القانون الدولي الإنساني الذي ينص على عدم جواز ترحيل الشعب الواقع تحت الاحتلال، ولكن هذا احتمال ضعيف جدا". 

وأضاف "التوقع الآخر يتمثل في تأجيل المحكمة عدة شهور، لامتصاص التعاطف الدولي للقضية، وفي نهاية المطاف الذي يحكم هم قضاة المستوطنين الذين سيطروا على جهاز القضاء بالكامل". 
وخلص المحامي إلى القول "الحل الذي أراه هو تفعيل شكوى لدى محكمة الجنايات الدولية من قبل الأردن، لأنها الطرف المسؤول عن معاناة الشيخ جراح، وخلاف ذلك لا عدالة في القضاء الإسرائيلي".
في السياق، قال مازن الجعبري، المختص في شؤون القدس، إن "المحكمة الإسرائيلية لن تنصف العائلات الفلسطينية إذا ما اتخذت قرارا، لأنها لا تريد نقاش موضوع الملكية والاتفاقية التي تمت بين الأردن ووكالة الأمم المتحدة والسكان قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، وبالتالي إذا لم يتم تأجيل اتخاذ القرار اليوم، كما هو متوقع، لأسباب سياسية، فالأوضاع سوف تتفاقم، لكون القضية سياسية وليست قضائية".

المساهمون