وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، لقاءه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بـ"المثمر"، مشيراً في تدوينة نشرها عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أنه غادر مدينة سوتشي الروسية بعد لقاء مثمر مع بوتين.
وأرفق الرئيس التركي التدوينة بصورة جمعته مع نظيره الروسي. وكان أردوغان قد وصل، الأربعاء، إلى مدينة سوتشي، وعقد مع نظيره الروسي اجتماعًا استغرق نحو ثلاث ساعات.
وانتهى في منتجع سوتشي، المطل على البحر الأسود، جنوب روسيا، لقاء بوتين وأردوغان من دون إدلائهما بأي تصريحات للصحافيين.
وفي معرض إجابته عن سؤال وكالة "تاس" الرسمية الروسية حول المفاوضات، قال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: "انتهت".
واستمر لقاء الرئيسين نحو ثلاث ساعات، وهو أول لقاء علني يعقده بوتين بعد خروجه من العزل الذاتي الذي خضع له، على أثر مخالطته مصابا بفيروس كورونا قبل نحو أسبوعين.
وعند توديعه أردوغان، نصح بوتين نظيره التركي بإعادة تطعيم نفسه بلقاح "سبوتنيك في" الروسي، مستشهدا بتجربته بعدم الإصابة رغم قضائه يوما كاملا مع المصاب. ويُعد لقاء اليوم هو أول لقاء شخصي بين بوتين وأردوغان منذ بدء جائحة كورونا قبل عام ونصف العام.
وقال بوتين في مستهله: "أحياناً، لا تجري المفاوضات بسهولة، ولكنها تنتهي بنتيجة نهائية إيجابية. تعلمت وزاراتنا التوصل إلى حلول وسط تصب في مصلحة البلدين"، مؤكداً التعاون الناجح بين البلدين في الشؤون الدولية. وأضاف: "نتعاون على الخط الدولي بدرجة عالية من النجاح. أقصد سورية، واتصالاتنا، وتنسيق المواقف بشأن ليبيا. ويعمل المركز الروسي التركي لمراقبة وقف إطلاق النار على الحدود بين أذربيجان وأرمينيا بنجاح"، معتبراً أن التعاون بين البلدين يأتي ضماناً للاستقرار.
وقال أردوغان لبوتين في بداية المحادثات "الخطوات التي نخطوها معا في ما يتعلق بسورية لها أهمية كبيرة. والسلام هناك يتوقف على العلاقات التركية الروسية".
وتضمن جدول أعمال المحادثات إمكانية شراء تركيا المزيد من بطاريات الدفاع الصاروخي الروسية إس-400، وهو ما تعارضه واشنطن بشدة.
وفي ما يبدو أنها إشارة إلى الأميركيين، قال أردوغان لبوتين إنه يريد بحث المزيد من التعاون الدفاعي بغض النظر عن الاعتراضات الأميركية. وقال أردوغان لبوتين "في الجمعية العامة للأمم المتحدة وجه لنا الأشخاص المعتادون أسئلة عن قضايا معينة بالتحديد بالطبع".
وأضاف أردوغان "قدمنا لهم الرد اللازم على أي حال. وليس من الممكن بالنسبة لنا أن نتراجع عن الخطوات التي أخذناها. وأنا أؤمن بصفة خاصة أن من الأهمية الكبرى بالنسبة لنا أن نستمر بتقوية العلاقات التركية الروسية كل يوم".
وكانت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، قد اشترت بطاريات الدفاع الصاروخي الروسية إس-400 في 2019، الأمر الذي أدى إلى فرض عقوبات أميركية على صناعاتها الدفاعية وصدور تحذيرات من واشنطن بإجراءات أخرى إذا اشترت المزيد من العتاد الروسي.
وفي الأسبوع الماضي، أشار أردوغان إلى أن تركيا لا تزال تنوي شراء دفعة ثانية من بطاريات إس-400، وقال إنه لا يوجد بلد يمكن أن يملي على أنقره تصرفاتها.
وحسب وكالة رويترز، فإن محادثات الرئيسين تناولت أيضاً الحد من تجدد العنف في شمال غرب سورية وإمكانية التوسع في مبيعات النظم الدفاعية الروسية لأنقرة رغم الاعتراضات الأميركية.
وقال مسؤولون أتراك قبل الاجتماع إن أردوغان سيطالب بوتين بعودة العمل بوقف إطلاق النار المتفق عليه العام الماضي لإنهاء هجوم تشنه روسيا وسورية على مقاتلين تدعمهم تركيا في محافظة إدلب السورية.