مجلس النواب الليبي يرفض اتهامات سودانية لحفتر بدعم حميدتي

21 يونيو 2024
عناصر من قوات الدعم السريع في غرب الخرطوم، 22 يونيو 2019 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مجلس النواب الليبي يرفض اتهامات مندوب السودان لمليشيات حفتر بالتدخل في الصراع السوداني، مؤكدًا على استغرابه لزج اسم ليبيا في الصراع ودعوته للحوار.
- المجلس يشير إلى تصديق ليبيا على القوانين الانتخابية لتشكيل حكومة جديدة موحدة، معبرًا عن استغرابه لعدم فهم الحالة الليبية من بعض الأطراف الدولية.
- مندوب السودان ينفي دعم مليشيات حفتر لقوات الدعم السريع، بينما تؤكد الحكومة المكلفة من مجلس النواب وقيادة حفتر على نأي ليبيا بنفسها عن التدخل في شؤون السودان.

عبّر مجلس النواب الليبي عن رفضه لاتهام المندوب السوداني لدى الأمم المتحدة مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بالتدخل في الصراع القائم في السودان. جاء ذلك في بيان لمجلس النواب، مساء اليوم الجمعة، تعليقا على جلسة مجلس الأمن التي عقدها بشأن ليبيا مساء الأربعاء الماضي، وقدمت خلالها القائمة بأعمال رئيس البعثة الأممية لدى ليبيا ستيفاني خوري إحاطة حول مستجدات الوضع الليبي.

وأبدى مجلس النواب في بيانه استغرابه "عدم فهم الحالة الليبية لدى بعض الأطراف الدولية التي لا ترى إلا مصالحها الضيقة"، مضيفا بالقول إنه "بعد تكليف ثمانية مبعوثين أمميين دوليين إلى ليبيا دون الوصول إلى أي خريطة تخرج البلاد من أزمتها رغم أن مجلس النواب قد صادق على القوانين الانتخابية وفق مخرجات لجنة (6+6) التي نصت صراحة على تشكيل حكومة جديدة واحدة للإشراف على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية خلال 240 يوما من منحها الثقة".

كما عبر مجلس النواب عن "استغرابه" ما جاء في مداخلة مندوب السودان لدى الأمم المتحدة على إحاطة خوري "الذي زج باسم ليبيا في الصراع المسلح بين الأشقاء السودانيين في الوقت الذي فتحت فيه ليبيا رغم أوضاعها الصعبة ذراعيها للإخوة الأشقاء السودانيين". وإذ أكد مجلس النواب رفضه لـ"هذه الاتهامات الباطلة"، دعا "السودانيين إلى إعلاء صوت العقل"، مبديا استعداده لـ"فتح حوار بينهم في ليبيا حقنا للدماء والإصلاح بين الإخوة الأشقاء".

وكان مندوب السودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس قد اتهم مليشيات حفتر بدعم قوات الدعم السريع التابعة لمحمد حمدان دقلو (حميدتي)، معتبرا ذلك تدخلاً وتأجيجاً للصراع القائم في السودان. وذكر إدريس، في مداخلة عقب إحاطة خوري أمام مجلس الأمن بشأن ليبيا مساء الأربعاء الماضي، أن مليشيا سبل السلام التابعة لحفتر والمسيطرة على مدينة الكفرة، الحدودية مع السودان، نقلت دعما لوجستيا من الذخائر وقذائف الهاون لقوات الدعم السريع التابعة لحميدتي من مخازن ذخيرة اللواء 106 الذي يقوده خالد حفتر.

وكان رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب أسامة حماد قد أعرب عن استغرابه هذه التصريحات التي أدلى بها المندوب السوداني وأكد رفضه لها، واصفا إياها بـ"التصريحات المغلوطة والاتهامات الباطلة". كما أكد حماد نأي ليبيا بنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية في السودان أو غيره من البلدان، مؤكدًا أن الصراع القائم في السودان "شأن داخلي"، وأن حكومته قدمت مساعدات طبية وغذائية طارئة لأكثر من 400 ألف نازح سوداني لجأوا إلى ليبيا. وبالإضافة إلى الحدود المشتركة مع السودان، يعاني جنوب ليبيا من فراغ أمني كبير ومن غياب سيطرة المؤسسات الرسمية وخدماتها. واستغلت العديد من الحركات الأفريقية المسلحة هذا الفراغ للتوزع فيه بحثاً عن نقاط تمركز تنطلق منها لمعارضة السلطات الرسمية في بلدانها، ومنها أعداد غير معروفة من مسلحي "الجنجويد" الذين انبثقت عنهم قوات الدعم السريع.

قيادة حفتر تنفي تقديم أي دعم لقوات الدعم السريع

وسبق أن نفت قيادة حفتر تقديمها أي دعم لقوات الدعم السريع على خلفية تداول وسائل إعلام دولية أنباء بشأن نقلها عتاداً ومعدات عسكرية جواً إلى المناطق القريبة من الحدود مع السودان لدعم قوات حميدتي. وكان "العربي الجديد" قد كشف في 20 إبريل/ نيسان 2023 عن تسيير رحلتين جويتين محملتين بعتاد عسكري من قاعدة الخروبة المحاذية لمعسكر حفتر في الرجمة إلى قاعدة الجفرة، أهم قواعد حفتر في وسط جنوب البلاد، قبل أن تتوجه إلى مطار الكفرة، قرب الحدود مع السودان.

ويتركز وجود "الجنجويد" في الجنوب الليبي منذ أعوام بصفة حلفاء لحفتر، وانضموا للقتال في حروبه العديدة، ولا سيما في هجومه على العاصمة طرابلس في 2019 و2020، بالإضافة إلى تأمين مواقعه العسكرية والحيوية في الجنوب الشرقي للبلاد. وفي فبراير/ شباط الماضي استقبل رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، بمقره الحكومي في العاصمة طرابلس، رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، قبل أن يستقبل في الشهر ذاته حميدتي، بهدف السعي للتوسط بينهما، حيث اعتبر الدبيبة أن عمق العلاقات بين البلدين "يحتم على ليبيا تقديم المساندة في الظروف الحالية"، مشددا على ضرورة "إنهاء الحرب والصراع والوصول إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة"، إلا أن تلك المساعي لم يجر فيها أي تقدم بعد الزيارتين.

المساهمون