انطلقت في لاهاي في هولندا، اليوم الخميس، مداولات محكمة العدل الدولية في الطلب الذي تقدمت به جنوب أفريقيا لإقامة دعوى ضد الاحتلال الإسرائيلي بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث شهد محيط المحكمة حضور عدد من المتظاهرين.
ورصدت كاميرا "العربي الجديد" حضور المئات من المتظاهرين الذين رددوا شعارات تدعو إلى محاكمة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه في غزة.
واحتشد المئات من المتظاهرين الداعمين للقضية الفلسطينية ولمسعى جنوب أفريقيا في ملاحقة إسرائيل أمام مدخل محكمة العدل الدولية. وحدّد عناصر الشرطة الهولندية أماكن وقوف المتظاهرين لمنع حدوث أي اشتباكات مع بعض الأشخاص الذين حضروا أمام المحكمة للتعبير عن دعمهم للاحتلال الإسرائيلي.
وأفاد مراسل "العربي الجديد" بأن الشرطة أبعدت المتظاهرين عن مدخل محكمة العدل الدولية، ورغم الطقس البارد جداً، سُجل حضور المزيد من المتظاهرين، وقُدّر عددهم بالآلاف، للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في اللحظة التاريخية، حسب عدد من الخبراء.
وهذه أول مرة في التاريخ تمثل فيها إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، في انتظار القرار الذي ستتخذه بخصوص ما ارتكبه الاحتلال الإسرائيلي في غزة. وتنظر جلسة المحكمة اليوم وغداً في أمر واحد، وهو بند وقف القتال في غزة.
وأنهى الفريق القانوني لجنوب أفريقيا مرافعته بمطالبة محكمة العدل الدولية بفرض تدابير مؤقتة، بما في ذلك إصدار أمر لإسرائيل بتعليق العمليات العسكرية فوراً في غزة، ودعوة إسرائيل إلى معاقبة كل من يحرّض أو يدعو إلى ارتكاب إبادة جماعية في غزة.
وقال سفير جنوب أفريقيا في هولندا، فوسي ماندونسيلا، إن على إسرائيل أن تتجنب أي أفعال تحرم الفلسطينيين الحصول على الماء والغذاء والدواء، وطالبها بالكفّ عن قتل الفلسطينيين وإلحاق أيّ أذى جسدي أو نفسي بهم.
ومن المتوقع أن يصدر قرار بشأن الإجراءات العاجلة في وقت لاحق من هذا الشهر. ولن تصدر المحكمة حكمها في الوقت الراهن، إذ قد تستغرق هذه الإجراءات مدة.
وتحدث وزير العدل الجنوب أفريقي رونالد لامولا عن أن تدمير حياة الفلسطينيين لم يبدأ في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بل منذ عام 1948، مشيراً إلى أن جنوب أفريقيا ستقدم أدلة على شروع إسرائيل في ارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة.
بدورها، عرضت محامية الادعاء عن جنوب أفريقيا، المحامية عديلة هاسيم، في مرافعتها، أفعال الإبادة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه المتواصل على قطاع غزّة، والتي ترقى إلى جرائم إبادة وتخالف المادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها. والفعل الأول هو القتل الجماعي، والثاني هو التسبب بالأذى، أما الفعل الثالث فهو فرض ظروف هدفها تحقيق الدمار، مشيرة إلى أن إسرائيل تحقق ذلك بعدّة أساليب، في مقدّمتها النقل القسري للفلسطينيين.
أمّا محامي الادعاء لجنوب أفريقيا، تمبيكا نجكوكايتوبي، فتطرّق إلى نيّات الإبادة لدى إسرائيل، مستشهدًا بتصريحات المسؤولين الإسرائيليين، وفي مقدّمتهم الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ.