مبادرة عراقية جديدة لحل الخلافات وتشكيل "حكومة فاعلة"

18 نوفمبر 2021
شهد العراق اليوم طرح مبادرة جديدة لتشكيل حكومة فاعلة وقادرة على حفظ المصالح العليا (Getty)
+ الخط -

شهد العراق اليوم الخميس، طرح مبادرة جديدة لتشكيل حكومة فاعلة وقادرة على حفظ المصالح العليا للبلاد، وذلك بعد يومين على تقديم زعيم تيار "الحكمة" عمار الحكيم مبادرة للخروج من الأزمة الحالية، التي تعاني منها البلاد منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات التي جرت الشهر الماضي.

وقالت رئاسة الجمهورية في بيان إن الرئيس العراقي برهم صالح عقد اجتماعاً مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ورئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، موضحة أن الاجتماع ناقش مستجدات الأوضاع السياسية في البلاد، والخلافات بشأن نتائج الانتخابات الأخيرة.

وأوضح البيان أن المجتمعين أكدوا "ضرورة تعزيز الأمن والاستقرار في البلاد، وتعزيز السلم الأهلي والمجتمعي، وتوحيد الصفوف والحوار والتلاقي، وحماية المسار الديمقراطي، والالتزام بالسياقات القانونية والدستورية، وتعاضد الجهود من أجل تلبية تطلعات المواطنين وتحسين الأوضاع المعيشيّة والخدمية".

وشددوا على "أهمية حسم الشكاوى والطعون الانتخابية وفق القانون، واعتبار ذلك أساساً في معالجة المسائل المتعلقة بالانتخابات، مع تأكيد أعلى درجات الحرص والمهنية والحيادية في حسمها، وبما يعزز الثقة في العملية الانتخابية وأن تكون مخرجات الانتخابات قانونية ودستورية".

وتابع البيان "كما تداول المجتمعون مبادرة تطرح على القوى الوطنية بناءً على وثيقة تتضمن مبادئ أساسية لحل الأزمة الراهنة والانطلاق نحو الاستحقاقات الوطنية التي تنتظر البلاد، بتشكيل حكومة فاعلة تحمي المصالح العليا للبلد وتستجيب للتحديات والاستحقاقات الوطنية، وتلبي الحياة الحرة الكريمة للمواطنين وتُعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية".

وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ"العربي الجديد"، أن المجتمعين سيبدؤون بإجراء حوارات سريعة مع القوى السياسية لإقناعها بالجلوس على طاولة الحوار، لتلافي أي تصعيد يمكن أن يحدث من قبل المعترضين على العملية الانتخابية بعد مصادقة المحكمة الاتحادية على النتائج.

وأشارت المصادر إلى أن الجهود "ستركز على تقريب وجهات النظر بين المختلفين، والعمل على تلافي آثار الخلافات على النتائج التي أربكت المشهد السياسي والأمني خلال الأسابيع الماضية"، لافتة إلى أن المحاولات تنصب على ضرورة تشكيل حكومة قائمة على تفاهمات بين أغلب القوى التي حصدت مقاعد برلمانية في الانتخابات.

وأول من أمس الثلاثاء، طرح عمار الحكيم مبادرة للخروج من الأزمة السياسية التي أعقبت الإعلان عن نتائج الانتخابات.

وقال الحكيم، في كلمة خلال "منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط"، الذي عقد في محافظة دهوك في إقليم كردستان العراق، قبل يومين، إنّ المبادرة تهدف إلى جمع القوى الفائزة والمعترضة على طاولة النقاش، مبيّناً أنّ "المبادرة يجب أن تشمل المتقبل للنتائج والمعترض عليها، وأن تشارك فيها جميع القوى، سواء كانت الكبيرة أو الناشئة أو المستقلة".

مبادرة الحكيم حظيت بمباركة قوى "الإطار التنسيقي" الذي يضم تحالفات وأحزابا رافضة لنتائج الانتخابات العراقية، إلا أنها رفضت من قبل أطراف سياسية أخرى.

الصدر يدعو لحل الفصائل المسلحة والخاسرين إلى مراجعة أنفسهم

في أول ظهور له منذ عدة أسابيع، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اليوم الخميس، القوى السياسية الخاسرة في الانتخابات البرلمانية التي جرت في العاشر من الشهر الماضي إلى ما وصفه "مراجعة أنفسهم من أجل إعادة ثقة الشعب بهم مستقبلا، داعيا إلى الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، وحل الفصائل المسلحة غير المنضبطة وتسليم أسلحتها للدولة.

ويأتي خطاب الصدر بالتزامن مع تسريبات بشأن عقد القوى الخاسرة بالانتخابات اجتماعا جديدا، وسط حديث عن مبادرة جديدة للرئيس العراقي تهدف لإيجاد مخرج للأزمة السياسية الحالية.

وقال الصدر، في كلمة له، إن الخسارة في الانتخابات يجب ألا تؤدي إلى تدمير العملية السياسية، مجددا تمسكه بتشكيل حكومة أغلبية، بغض النظر عن آراء الآخرين. 

ولفت إلى أن "الانتخابات المبكرة التي جرت في العراق كانت نزيهة بشهادة العالم"، داعياً الراغبين بالمشاركة في الحكومة إلى محاسبة المنتمين لهم ممن لديهم شبهات فساد. وتابع أن "الشعب يتطلع لإعلان نتائج الانتخابات وتشكيل الحكومة سريعاً"، مشدداً على ضرورة حل الفصائل المسلحة وتسليم سلاحها إلى "الحشد الشعبي". ودعا إلى "تصفية الحشد الشعبي من العناصر غير المنضبطة"، مبيناً أن التيار أمام خيارين، إما تشكيل حكومة وطنية، أو الذهاب إلى المعارضة الوطنية. 

وجاءت كلمة الصدر بعد نحو ساعتين على اجتماع ضم رئيس الجمهورية برهم صالح، ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ورئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، أطلق مبادرة لتشكيل حكومة فاعلة قادرة على تحقيق المصالح العليا للبلاد. 

وقالت رئاسة الجمهورية، في بيان، إن الاجتماع ناقش مستجدات الأوضاع السياسية في البلاد، والخلافات بشأن نتائج الانتخابات الأخيرة. وأشار البيان إلى أن المجتمعين أكدوا "ضرورة تعزيز الأمن والاستقرار في البلاد، وتعزيز السلم الأهلي والمجتمعي، وتوحيد الصفوف والحوار والتلاقي، وحماية المسار الديمقراطي، والالتزام بالسياقات القانونية والدستورية، وتعاضد الجهود من أجل تلبية تطلعات المواطنين وتحسين الأوضاع المعيشيّة والخدمية".  

وتابع البيان "كما تداول المجتمعون مبادرة تطرح على القوى الوطنية، بناءً على وثيقة تتضمن مبادئ أساسية لحل الأزمة الراهنة والانطلاق نحو الاستحقاقات الوطنية التي تنتظر البلاد، بتشكيل حكومة فاعلة تحمي المصالح العليا للبلد وتستجيب للتحديات والاستحقاقات الوطنية، وتلبي الحياة الحرة الكريمة للمواطنين وتُعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية". 

وقالت الرئاسة العراقية، في بيان منفصل، إن رئيس الجمهورية برهم صالح التقى ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، موضحة أن اللقاء تضمن تأكيد حماية الاستقرار، ودعم جهود العراق في تعزيز أمنه واستقراره، وتمتين أوضاعه الاقتصادية وجهود التنمية، إلى جانب بحث ملف الانتخابات والنظر في الطعون والشكاوى الانتخابية المكفولة التي تقرها اللوائح القانونية والانتخابية، وحسمها وفق السياقات القضائية والمهنية وبشفافية عالية لتعزيز الثقة في العملية الانتخابية.

المساهمون