ما هي الأسلحة الكيميائية وما حالات حظرها؟

13 ابريل 2022
استخدمت روسيا وحليفها النظام السوري السلاح الكيميائي في السابق (Getty)
+ الخط -

عبّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن قلقه من أن تستخدم روسيا أسلحة كيميائية  في الحرب، وورد تقرير غير مؤكد عن استخدامها في مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية المحاصرة.

في المقابل، أعلنت روسيا، اليوم الأربعاء، إنّ مزاعم الولايات المتحدة وأوكرانيا بأنها قد تستخدم أسلحة كيميائية في أوكرانيا، ما هي إلا "معلومات مضللة"؛ لأنّ موسكو دمرت آخر مخزوناتها الكيميائية في عام 2017.

وإنتاج الأسلحة الكيميائية واستخدامها وتخزينها محظور بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية المبرمة عام 1997 والتي وقعتها جميع الدول ما عدا مصر وكوريا الشمالية وجنوب السودان. أما إسرائيل، فقد وقّعتها لكنها لم تصدق عليها.

وتشرف على الاتفاقية منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، والتي بوسعها تحديد ما إذا كانت مواد كيميائية سامة قد استخدمت كأسلحة، كما تحدد منذ منتصف 2018 من يفعل ذلك في سورية.

وبموجب المعاهدة، يحظر استخدام أخطر المواد السامة "المدرجة في الجداول" وسالفاتها. ويشمل ذلك غاز السارين وغاز الأعصاب في.إكس وهو من فئة الفوسفور العضوي وغاز نوفيتشوك الذي طوره السوفييت، بالإضافة إلى مادة الريسين السامة وغازات الخردل الكبريتية التي تسبب التقرح.

وتعرّف المنظمة مصطلح "المادة الكيميائية السامة" بأنه "أي مادة كيميائية يمكن من خلال مفعولها الكيميائي أن تُحدث وفاة أو عجزا مؤقتا أو أضرارا دائمة للإنسان أو الحيوان". ويمكن أيضا لمادة كيميائية غير خاضعة للرقابة مثل الكلور أن تصبح سلاحا كيميائيا إذا استخدمت في صراع.

وعلى الرغم من تنديد جماعات حقوق الإنسان به، فإن الفوسفور الأبيض ليس محظورا بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، وكذلك الذخائر العنقودية المدرجة في معاهدة دولية منفصلة.

 

استخدامات سابقة للأسلحة الكيميائية

استُخدم غاز خردل الكبريت لأول مرة على نطاق واسع في مدينة إيبر في بلجيكا خلال الحرب العالمية الأولى، عندما لاقى حوالي 90 ألف شخص حتفهم بسبب التعرض لأسلحة كيميائية.

وقُتل آلاف الأكراد، من بينهم الكثير من النساء والأطفال، في هجوم كيميائي واسع النطاق على حلبجة في مارس/آذار 1988 في أثناء الحرب العراقية الإيرانية.

وفي عام 1995، أطلقت طائفة في اليابان غاز السارين في مترو أنفاق طوكيو، مما أسفر عن مقتل 13 شخصا ومرض الآلاف.

وبعد عقود من قلة استخدامها، كانت براميل الكلور المتفجرة والسارين من الأسلحة التي ظهرت في ساحة المعركة خلال الحرب السورية، مما أسفر عن سقوط آلاف بين قتيل ومصاب. وهناك ما يقرب من 150 حالة قيد التحقيق من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وتم تأكيد استخدام أسلحة محظورة في 20 حالة.

وتبين أن قوات النظام السوري المدعومة من روسيا استخدمت أسلحة كيميائية  خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد كامل، كما استعان بها مقاتلو تنظيم "داعش" وإن كان بدرجة أقل.

وتنفي روسيا والنظام السوري استخدام أسلحة كيميائية ويلقيان باللوم على فصائل المعارضة المسلحة والمعارضين السياسيين، ويدعيان أنه تم تلفيق الهجمات لإدانتهما.

وكان أكبر هجوم منفرد في سورية قد وقع في أغسطس/آب 2013 في الغوطة بضواحي دمشق، عندما قُتل المئات في هجوم بغاز السارين، والذي ألقت الحكومات الغربية باللوم فيه على قوات النظام السوري.

واتهمت دول في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية روسيا في هجومين بغاز الأعصاب نوفيتشوك، أحدهما على ضابط المخابرات العسكرية الروسية السابق سيرجي سكريبال وابنته في بريطانيا في مارس/آذار 2018، والآخر على أليكسي نافالني، أحد منتقدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في سيبيريا في أغسطس/آب 2020.

وفي إبريل/نيسان 2021، جردت الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سورية من حق التصويت، بعدما تبين أن قواتها استخدمت غازات سامة مرارا وتكرارا خلال الحرب. ولم تكن دمشق قد أبلغت عن عدة مواد محظورة عثر عليها المفتشون.

أوكرانيا

صرّحت كييف، الثلاثاء، بانها تتحرى أمر تقارير تفيد بأن القوات الروسية استخدمت أسلحة كيميائية في مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة.

وكانت أوكرانيا قد أبدت من قبل مخاوف من احتمال استخدام القوات الروسية مواد كيميائية محظورة، كما عبّرت الولايات المتحدة عن نفس القلق. ولم تقدم أي منهما أدلة تدعم هذه المخاوف.

ودمرت روسيا رسميا أطنانا من الأسلحة الكيميائية التي أبلغت بها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. لكن موسكو اشتبكت مرارا مع الحكومات الغربية التي حمّلتها مسؤولية الهجومين على سكريبال ونافالني.

وفي أكتوبر/تشرين الأول، دعا 45 من أعضاء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية روسيا إلى توضيح دورها المزعوم في تسميم نافالني، وهو ما نفت موسكو أيضا ضلوعها فيه.

وأُضيف غاز نوفيتشوك، الذي تم تطويره في سبعينيات القرن الماضي بالاتحاد السوفييتي، إلى قائمة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في يوليو/تموز 2020.

 

(رويترز)