ما حدود التصعيد بين تركيا و"قسد" شمال شرقي سورية؟

23 ابريل 2022
كثفت القوات التركية منذ بداية الشهر الحالي عمليات اغتيال قادة "قسد" (Getty)
+ الخط -

ارتفعت وتيرة التصعيد المتبادل بشكل لافت، خلال الأيام الماضية، بين القوات التركية المتمركزة في شمال سورية و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، وسط سقوط قتلى وجرحى بين الطرفين واتهامات لأنقرة بالتهيئة لعملية عسكرية واسعة في المنطقة.

وكثفت القوات التركية، منذ بداية الشهر الحالي، عمليات اغتيال قادة "قسد" عبر طائرات مسيرة، وبلغت ذروة الاغتيالات، الأسبوع الماضي، مع أكثر من أربع عمليات، تنوعت أماكنها وكان أبرزها اغتيال الرئيسة المشتركة لمكتب الدفاع في إقليم الفرات روناهي محمد.

وقُتل، يوم أمس الجمعة، جندي تركي بقصف صاروخي على مدينة مارع بمحافظة حلب شمالي سورية أدى لاحتراق مدرعة تركية. وتزامن هذا التصعيد مع قصف مدفعي وصاروخي استهدف مناطق التماس بين الطرفين في ريفي الحسكة والرقة وحلب.

واليوم السبت، اتهم قائد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) مظلوم عبدي، في تغريدة على "تويتر"، تركيا بتهديد الأمن والسّلام في شمال شرق سورية وإعاقة العمليات المناهضة لتنظيم "داعش".

وحول نتائج التصعيد الأخير ومآلاته، قال الباحث بالشأن التركي والعلاقات الدولية، طه عودة أوغلو، إنّ تركيا يبدو أنها وضعت عدداً من الأهداف هذه المرة في قتالها مع "المنظمات الإرهابية" في العراق وسورية، فبعد أيام من العمليات العسكرية التركية في شمال العراق صعّدت تركيا من هجومها على قوات "قسد" بعد استهداف الأخيرة الجيش التركي.

وأضاف، في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، أنّ "تركيا تهدف من تزامن عملياتها في العراق وسورية، إلى قطع الامتدادات الجغرافية لهذه المليشيات التي شكلت قلقاً كبيراً لتركيا خلال العامين الماضيين من خلال استهدافها بين الحين والآخر للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، فضلاً عن وضع نهاية للحلم الكردي بتشكيل كيان كردي على حدودها".

واعتبر أوغلو أنّ التحركات التركية الحالية "تشير إلى أنّ أنقرة تسابق الزمن لتطهير حدودها في العراق وسورية مستغلة الظروف الإقليمية الراهنة وانشغال روسيا بحربها مع أوكرانيا".

وبموازاة هذه التحركات، استبعد الخبير شنّ عملية عسكرية تركية كبيرة في سورية، وقال إنّ هذه العمليات "تسعى لزيادة الضغوط على قوات قسد، وحشرها في الزاوية وتضييق الخناق عليها".

وكانت تركيا قد أطلقت عملية عسكرية متوازية في شمال العراق ضد حزب "العمال الكردستاني" حملت اسم "مخلب القفل"، وقال وزير الدفاع خلوصي أكار إنّ هدف العملية هو "منع الهجمات الإرهابية على شعبنا وقوات أمننا من شمالي العراق، وضمان أمن حدودنا". 

المساهمون