تظاهر مئات الأشخاص، مساء السبت، في العاصمة المغربية الرباط، تضامناً مع الفلسطينيين بمناسبة الذكرى 73 للنكبة، بعد 6 أيام من العدوان الإسرائيلي على القدس المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة.
ويُنتظر أن تبلغ فعاليات التضامن أوجها يوم غد الأحد، بتنظيم وقفات تضامنية في مختلف المدن المغربية، وذلك في سياق يوم وطني تضامني مع الشعب الفلسطيني، تحت شعار "كلنا فلسطين".
الوقفة التضامنية، التي دعت إليها "المبادرة المغربية للدعم والنصرة" التابعة لـ"حركة التوحيد والإصلاح"، الذراع الدعوية لحزب "العدالة والتنمية" (قائد الائتلاف الحكومي الحالي)، أمام مقر البرلمان بالعاصمة المغربية، شارك فيها عدد من قياديي الحركة والحزب، من بينهم محمد الحمداوي، ونبيل شبخي، وعبد العالي حامي الدين، بالإضافة إلى خالد السفياني، المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي، وأحمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع مع إسرائيل.
وحمل المتظاهرون أعلاماً فلسطينية ومغربية ولافتات كتب عليها "مغاربة ضد تهويد القدس"، "مغاربة ضد تقسيم الأقصى المبارك"، "مع المقاومة ضد التطبيع".
كما رفعوا شعارات منددة بالتطبيع ومؤيدة للمقاومة الفلسطينية من قبيل: "التطبيع خيانة، المقاومة أمانة"، "لا لا ثم لا للتطبيع والهرولة"، "الشعب يريد تجريم التطبيع"، "فلسطين أبية والصحراء مغربية"، "كلنا فدا فدا لفلسطين الصامدة"، "غزة غزة رمز العزة"، "يا قسام يا حبيب، دمر تل أبيب".
وكان لافتاً سماح قوات الأمن لهم بالاحتجاج، خلافاً لما كان عليه الأمر في وقفات سابقة، إذ تم منع أي تظاهر بدعوى حالة الطوارئ الصحية المفروضة في البلاد لمواجهة تفشي فيروس كورونا.
وقال المنسق الوطني لـ"المبادرة المغربية للدعم والنصرة"، رشيد الفلولي، إنّ الوقفة هي "استنكار وإدانة لهمجية العدوان الصهيوني، ونصرة واستمرار لدعم المقاومة الفلسطينية لمواجهة العدو الصهيوني، كما أنها صرخة ضد التخاذل والصمت المريب لما يسمى بالمجتمع الدولي، وكذلك إدانة في وجه الأنظمة التي طبعت مع الصهاينة".
واعتبر الفلولي أنّ "الوقفة التضامنية دعوة من الشعب المغربي إلى وقف كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، والتراجع عن كل الإجراءات في هذا الصدد، لأن فيها تشجيعا لهضم المزيد من حقوق الشعب الفلسطيني"، مضيفاً، في كلمة له: "مستعدون للتضحية بدمائنا من أجل قضية الصحراء المغربية، ولا حاجة لنا للصهاينة لتقديم خدماتهم".
وبينما تظاهر، أمس الجمعة، المئات من المصلين في 20 مدينة مغربية "لشجب العدوان الصهيوني ودعماً لأهل المقاومة في غزة المحاصرة وكل أبطال فلسطين"، وفق ما أفادت "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" المقربة من "جماعة العدل والإحسان" الإسلامية المعارضة، يُنتظر أن تعرف مختلف المدن المغربية، يوم غدٍ الأحد، تنظيم وقفات تضامنية دعت إليها "الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع"، تندرج في سياق يوم وطني تضامني مع الشعب الفلسطيني، تحت شعار "كلنا فلسطين".
وأعلنت الهيئة، في بيان وصلت "العربي الجديد" نسخة منه، أن من المرتقب أن تستجيب 30 مدينة لندائها لدعم فلسطين وضد التطبيع، وبمشاركة أكثر من 15 هيئة مغربية مجتمعية سياسية ودعوية وحقوقية ونقابية وجمعوية، للتعبير عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني.
وأكدت الجبهة أن الشعب الفلسطيني المقاوم يخوض ملحمة أخرى ضمن مسار كفاحه التاريخي، من أجل حقوقه المشروعة المتمثلة بالأساس في تحرير وطنه من الاستعمار الصهيوني وعودة اللاجئين إلى ديارهم، التي طُردوا منها منذ أيام النكبة، وبناء الدولة الديمقراطية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس.
في السياق ذاته، دعت حركة "التوحيد والإصلاح" إلى تنظيم مسيرة وطنية شعبية يعبّر من خلالها الشعب المغربي عن مواقفه التاريخية الراسخة، الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، والرافضة للاحتلال الصهيوني وكافة أشكال التطبيع معه.
ووجهت الحركة نداء إلى كافة الهيئات الشعبية المناصرة لقضية فلسطين والرافضة للتطبيع والمناهضة لكافة أشكاله، إلى التعاون والتنسيق من أجل توحيد الجهود للقيام بكافة الأنشطة والفعاليات الداعمة لهبّة الشعب الفلسطيني والمقاوِمة للتطبيع.
وتوازياً مع الفعاليات التضامنية، وقّع أكثر من 250 شخصية علمية وفكرية وثقافية وفنية وأكاديمية مغربية، نداءً تضامنيا مع المرابطين في المسجد الأقصى، مؤكدين على أن "خط المقاومة هو هويتنا في الوجود، وهو الذي يعيد بناء الحقيقة الضائعة من جديد، وبدونه يظل عالمنا مليئا بالالتباسات وغارقا في التضليل الاستعماري "للدولة الصهيونية".
وقال الموقعون على النداء الحامل عنوان "نداء أهل العلم والثقافة والفن في المغرب": "نحن النخبة العلمية والفكرية والثقافية والأكاديمية في المغرب الأقصى، نعلن تصدينا لكل الهمجية الإسرائيلية ضد أهلنا في فلسطين، كل فلسطين، همجية عنصرية مقيتة طاولت المقدس والبشر والشجر والحجر، كما نعلن فضحنا للمعتقدات الأسطورية الصهيونية ولآلتها العسكرية الوحشية وما تفعله باسم السلام المزعوم من تقتيل وتشريد لشعب عن أرضه".
وكانت الخارجية المغربية قد أعلنت، أمس الجمعة، عن إرسال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزّة تتألّف من أربعين طنّاً من المواد الغذائية والأدوية المخصّصة لعلاج الحالات الطارئة والأغطية.
وقالت وزارة الخارجية المغربية، في بيان لها، إنّ هذه المساعدات، التي سيتمّ نقلها بطائرات عسكرية بأمر من الملك محمد السادس، هي "جزء من دعم المملكة المستمرّ للقضية الفلسطينية العادلة"، مجددة "إدانة المملكة العنف المرتكب في الأراضي الفلسطينية المحتلّة".
وعبرت الوزارة عن التزام المغرب "بتحقيق الحلّ القائم على الدولتين، من خلال إنشاء دولة فلسطينية داخل حدود 4 حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".