عاد الهدوء الكامل لمدينة غريان، غرب طرابلس، صباح اليوم الاثنين، بعدما بسطت قوة تابعة لحكومة الوحدة الوطنية سيطرتها على المدينة.
وكانت المدينة قد شهدت اشتباكات مسلحة، يوم أمس الأحد، لعدة ساعات، بين فصيلين، الأول مكون من عناصر من المدينة، ويعمل تحت مسمى "القوة الأمنية المشتركة" ويتبع لوزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية، والثاني يتبع لـ"جهاز الدعم والاستقرار" التابع للمجلس الرئاسي، ومؤلف من عناصر مسلحة من خارج المدينة.
وبعد نحو ساعة ونصف الساعة من الاشتباكات بين الفصيلين، صباح أمس، تمكنت اتصالات ووساطات اجتماعية من وقف الاشتباكات. إلا أن حكومة الوحدة الوطنية كلفت اللواء 111، التابع لوزارة الدفاع، بالسيطرة على المدينة.
طرد عناصر "القوة المشتركة" من غريان
واشتبكت قوة اللواء إثر وصولها إلى غريان مع "القوة الأمنية المشتركة" لعدة ساعات، قامت خلالها بمحاصرة مقراتها واقتحامها، قبل أن تتمكن من طرد أغلب مسلحيها وقياداتها، فيما أظهرت فيديوهات متداولة قصفاً جوياً نفذته طائرة مسيرة تابعة للحكومة على أحد مقرات "القوة الأمنية المشتركة".
خالد زويط: أسفرت الاشتباكات عن مقتل 7 أشخاص وإصابة 15 آخرين من طرفي القتال
وعن الاضرار البشرية، قال مدير مستشفى غريان خالد زويط، لـ"العربي الجديد"، إن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 7 أشخاص وإصابة 15 آخرين من طرفي القتال.
وأكد شهود عيان في غريان، لـ"العربي الجديد"، عودة الحياة إلى المدينة، وفتح المحال التجارية، فيما ينتظر أن تستأنف المدارس والجامعات الدراسة بعدما تم تعليقها يوم أمس على خلفية الاشتباكات.
تسرب عناصر تابعة لحفتر إلى غريان
وحول أسباب اندلاع الاشتباكات، كشف مصدر أمني تابع لمديرية أمن غريان، لـ"العربي الجديد"، عن تسرب عناصر مسلحة تابعة لقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر إلى المدينة، برفقة عادل دعاب، الموالي لحفتر، الذي قاد مجموعة مسلحة للسيطرة على غريان في بداية عدوان مليشيات حفتر على العاصمة طرابلس في 2019.
دعاب حاول استعادة نفوذه في غريان
وأوضح المصدر أن دعاب تسلل، برفقة عدد من المسلحين، إلى المدينة، بالتنسيق مع أنصاره في "القوة الأمنية المشتركة"، وحاول استعادة نفوذه من خلال أنصاره في "القوة الأمنية"، بالإضافة إلى محاولة حشد الرأي العام لطرد مسلحي "جهاز الدعم والإستقرار" كونهم من خارج المدينة.
وأضاف: "دعاب أبلغ القوى الاجتماعية أنه يرغب في الانضواء تحت سلطة حكومة الوحدة الوطنية، وأنه لم يعد موالياً لقيادة حفتر، لكن رد الحكومة كان حاسماً وسريعاً".
وتابع المصدر أن "القناعة التي سادت في أوساط الحكومة والدوائر التابعة لها في غريان أن حفتر دفع بدعاب للتسرب إلى المدينة وإثارة الفوضى المسلحة فيها، كما حدث في بنغازي خلال عودة المهدي البرغثي إليها، لأن حفتر يعتقد بأن رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة هو الذي دعم عودة البرغثي، ولذا هو يريد القول للدبيبة بأنه قادر على إثارة الفوضى في مناطق سيطرته أيضاً".
وبعد ساعات من ظهور دعاب في غريان، تداولت وسائل إعلام مقربة من حكومة الوحدة الوطنية قراراً أصدره الدبيبة يقضي بتشكيل "غرفة عمليات مشتركة للدفاع عن المنطقة الغربية والجنوب الغربي"، بقوام 28 جهازاً أمنياً من مختلف مدن المنطقة الغربية، وتكليفه بالتوجه على الفور إلى مدينة غريان للسيطرة عليها وعلى المناطق المجاورة لها.
حاول عادل دعاب استعادة نفوذه في غريان من خلال أنصاره في القوة الأمنية
وتزامن قرار الدبيبة مع تكليف وزارة الصحة بالحكومة جهاز الطوارئ والدعم بالتأهب والاستعداد للتوجه إلى غريان لمساندة المستشفيات في ظل الاشتباكات التي تشهدها المدينة. كما دعت الوزارة المراكز الصحية والعاملين الصحيين بغريان لرفع مستوى الجهوزية القصوى، لتقديم خدمات الإسعاف والطوارئ للمصابين.
بروز دعاب في غريان
ودعاب هو أحد القادة العسكريين البارزين في مدينة غريان منذ العام 2011. وبرز بشكل أكبر إثر مشاركته الفاعلة في "عملية فجر ليبيا" التي تم خلالها طرد المجاميع المسلحة الموالية لحفتر في العام 2015، وظل ضمن القوات الموالية لحكومة الوفاق السابقة.
وخلال بدء مليشيات حفتر العدوان على طرابلس في إبريل/نيسان 2019، أعلن دعاب تخليه عن حكومة الوفاق وانضمامه إلى مليشيات حفتر، وفتح أبواب المدينة أمامها حتى سقوطها في يد قوات حكومة الوفاق في يونيو/حزيران 2019، ما أدى إلى فراره مع المسلحين التابعين له إلى شرق البلاد.