استمع إلى الملخص
- "البيدجا" كان شخصية جدلية متورطة في تهريب المهاجرين وانتهاك حقوق الإنسان، وأدرجته الأمم المتحدة ووزارة الخزانة الأميركية على قوائم العقوبات.
- حكومة الوفاق الوطني السابقة ألقت القبض على "البيدجا" في 2020 وأطلقت سراحه في 2021، ثم تم ترقيته إلى رتبة عقيد وتعيينه آمراً للأكاديمية البحرية.
قررت النيابة العامة في ليبيا مساء السبت حبس نائب رئيس جهاز مكافحة التهديدات الأمنية محمد بحرون، على خلفية التحقيق معه بتهمة "التورط" في اغتيال قائد معسكر الأكاديمية البحرية الحربية التابع لرئاسة أركان الجيش عبد الرحمن سالم ميلاد الملقب بـ"البيدجا". جاء الإعلان في بيان لمكتب النائب العام الصديق الصور. والأحد الماضي، اغتال مسلحون مجهولون "البيدجا" عبر وابل من الرصاص بعد اعتراض سيارته بمنطقة جنزور في الضاحية الغربية للعاصمة طرابلس.
وبشأن تطورات القضية، قال بيان مكتب النائب العام، السبت، إن نائب النيابة بمكتبه "تولى استجواب بحرون وأحد معاونيه (لم يكشف اسمه)، وواجههما بالأدلة على ضلوعهما" في اغتيال "البيدجا". وأضاف البيان أنه بعد "فراغ المحقق من تسجيل ردود المتهمَين، انتهى إلى الأمر بحبسهما احتياطياً على ذمة التحقيق"، دون ذكر تفاصيل أخرى.
والخميس الماضي، أعلن مكتب النائب العام، في بيان آخر، أن "وحدة شؤون الضبط القضائي بمكتبه استلمت بحرون، الذي امتثل طوعاً". وبحرون، أحد القادة الأمنيين بمدينة الزاوية (50 كيلومتراً غرب طرابلس)، ويقود فرقة الإسناد الأمني الأولى (قوة شرطية). كما تمت ترقيته العام الماضي لرتبة عقيد وتكليفه بمنصب نائب رئيس جهاز مكافحة التهديدات الأمنية، المنشأ حديثاً (جهاز شرطي).
وعبد الرحمن ميلاد، المعروف في أوساط التشكيلات المسلحة في غرب ليبيا بـ"البيدجا"، هو من أكثر الشخصيات الجدلية بمدينة الزاوية، فرغم توليه العديد من المهام في قيادة مؤسسات أمنية كفرع خفر السواحل الليبي بمدينة الزاوية وغيرها من المهام القيادية بمؤسسات أخرى، اعتبرته تقارير خبراء الأمم المتحدة من أبرز قيادات شبكات تهريب المهاجرين.
ووصف تقرير صادر عن مجلس الأمن حول الشأن الليبي، في منتصف 2018، "البيدجا" بأنه من أخطر قيادات عصابات تهريب المهاجرين ومتورط في انتهاك حقوق الإنسان، ولا سيما تعذيب المهاجرين، وأضافت لجنة العقوبات التابعة للمجلس "البيدجا" لقوائم المعاقبين الدوليين، كما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية في العام نفسه وضعه ضمن قوائم عقوباتها المفروضة على عدد من الشخصيات الليبية بسبب أعمالهم المهددة للسلم والاستقرار في ليبيا.
وألقت حكومة الوفاق الوطني السابقة القبض على "البيدجا" في أكتوبر/ تشرين الأول 2020 بناءً على أمر ضبط وإحضار من جانب مكتب النائب العام للتحقيق معه في ملف تهريب المهاجرين والوقود، فضلاً عن صدور نشرة خاصة من شرطة الإنتربول الدولية بناءً على طلب لجنة العقوبات بمجلس الأمن، وسط ترحيب أممي ودولي. ولكنها عادت وأطلقت سراحه في إبريل/ نيسان 2021 على خلفية التوتر الأمني الكبير بين مليشيات الزاوية الموالية لـ"البيدجا" وقوات وزارة الداخلية في طرابلس، وصدر قرار في الأشهر التالية بترقيته إلى رتبة عقيد وتعيينه آمراً للأكاديمية البحرية الحربية، غرب طرابلس.
(الأناضول، العربي الجديد)