أكد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة عقد اجتماع جامع للفصائل الفلسطينية في الجزائر قبل انعقاد القمة العربية المقبلة، والمقررة في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، لتحقيق المصالحة الوطنية، كما شدد على اكتمال جاهزية الجزائر لانعقاد القمة.
وقال لعمامرة، خلال إشرافه على تنصيب عمار بلاني أميناً عاماً لوزارة الخارجية مساء أمس الخميس، أن "الجزائر ستحتضن اجتماعاً للفصائل الفلسطينية"، مضيفاً أن "هناك جهودا دؤوبة وعملا دبلوماسيا كبيرا، تحت قيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ترمي إلى تعزيز وحدة الصف الفلسطيني من خلال اجتماع سيعقد لاحقاً في الجزائر قبل القمة العربية".
وكانت قيادات فصائل فلسطينية قد أكدت، قبل أيام، لـ"العربي الجديد"، انعقاد ما وصفته بـ"مائدة مستديرة" للفصائل الفلسطينية في الجزائر قبيل القمة العربية، يسبقها حوار ثنائي يجمع بين قيادات بارزة من حركتي فتح وحماس، حول وثيقة الجزائر للوحدة والمصالحة الفلسطينية.
وأبلغ المتحدث باسم حركة فتح في الجزائر يامن قديح "العربي الجديد" أن وفد حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الذي سيزور الجزائر في هذا الإطار يضم "قيادات مرموقة ومهمة، حيث سيترأس الوفد نائب رئيس الحركة محمود العالول، ويضم أيضاً عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح عزام الأحمد، ورئيس المجلس الوطني وعضو اللجنة المركزية لفتح روحي فتوح، ويرجح وصول الوفد في غضون الأسبوع الأول من شهر أكتوبر/تشرين الأول المُقبل".
وفي السياق نفسه، أكد عضو المجلس الوطني الفلسطيني والقيادي في جبهة النضال الشعبي جمال خليل، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه تجرى الآن دعوة حركة حماس وحركة فتح لإقامة الحوار الثنائي بين الطرفين برعاية جزائرية، تعقبها دعوة جميع الفصائل إلى الجزائر للمشاركة في مائدة مستديرة تحظى برعاية من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، استكمالاً للقاءات السابقة في الجزائر، والتي كانت بادرت بها الجزائر في الفترة بين يناير/كانون الأول ومارس/آذار الماضيين، التي استقبلت فيها الجزائر كبار قيادات الفصائل الفلسطينية، الجهاد الإسلامي وفتح وحماس والجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية وجبهة النضال الشعبي وجبهة التحرير الفلسطيني، لجمع وثائق ومقترحات حول مسار المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام الداخلي.
يُذكر أن الرئيس الجزائري كان قد نجح في عقد لقاء مصالحة بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، على هامش الاحتفالات بالذكرى الستين لاستقلال الجزائر.
لعمامرة: الجزائر جاهزة للقمة العربية
وبشأن تحضيرات القمة العربية، أكد وزير الشؤون الخارجية الجزائري أن بلاده مجندة لإنجاح القمة العربية الـ31 المقررة يومي 1 و2 نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2022، من أجل "تسهيل الوصول إلى وحدة عربية تدعم الوحدة الفلسطينية، وتجعل من قمة الجزائر انطلاقة للعمل العربي المشترك، بهدف تعزيز التضامن والتنسيق من أجل السلام الدائم والعادل المبني على إحقاق الشعب الفلسطيني حقوقه غير القابلة للتصرف، ورفع التحديات المطروحة في المجتمعات العربية، من منطلق المصير المشترك والجماعي".
وأعرب لعمامرة عن أمله أن "يتجنّد الجميع، أكثر من أي وقت مضى، لإنجاح انعقاد القمة العربية الـ31 في الجزائر والتحضير لها"، مضيفاً أن الوضع الدولي والإقليمي "يتطلب تعزيز الدبلوماسية متعددة الأطراف في إطار الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، وإحياء وتنشيط حركة عدم الانحياز، وجعل منظمة التعاون الإسلامي تؤدي واجبها كاملاً في توفير التضامن المطلوب بين الشعوب الإسلامية".
وجرى تعيين عمار بلاني أمينا عاما لوزارة الخارجية خلفاً لرشيد شكيب قايد الذي استدعي إلى مهام أخرى. وسيحتفظ بلاني بمنصبه مساعدا لوزير الخارجية مكلفا بقضية الصحراء وبلدان المغرب العربي.