لجنة تحقيق إسرائيلية: حزب الله وراء انفجار صور عام 1982

26 يونيو 2024
جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة صيدا، يونيو 1982 (برين كولتون/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في 11 نوفمبر 1982، وقع انفجار في صور اللبنانية أودى بحياة 76 جندياً إسرائيلياً و15 معتقلاً لبنانياً، وخلصت لجنة التحقيق العسكرية الإسرائيلية إلى أن حزب الله نفذ العملية، مما يعد أول عمل استشهادي للحزب.
- النتائج التي توصلت إليها اللجنة، والتي تناقض الادعاءات السابقة بأن الانفجار كان بسبب غاز، ستُقدم إلى الحكومة الإسرائيلية وعائلات الضحايا، مما يكشف عن محاولات سابقة للتستر على الحقيقة.
- تم كشف محاولات التستر على المعلومات المتعلقة بالانفجار، بما في ذلك من قبل بنيامين نتنياهو، لكن رئيس الشاباك رونين بار قرر فحص الأدلة مجدداً، مما أدى إلى تأكيد النتائج السابقة وترقب عائلات الضحايا للعدالة.

كشفت صحيفة يديعوت أحرنوت، اليوم الأربعاء، بأن لجنة التحقيق العسكرية الخاصة التي شكلت قبل نحو عام، خلصت إلى أن انفجار المبنى الذي وقع في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 1982 في مدينة صور اللبنانية وأدى إلى مقتل 76 جندياً إسرائيلياً بالإضافة إلى 15 معتقلاً لبنانياً، كانوا محتجزين داخل المبنى، وفق المعطيات الإسرائيلية، "نجم عن عملية نفذها حزب الله وليس عن انفجار غاز كما زعمت الأجهزة الإسرائيلية حتى اليوم"، ما كان أول عملية استشهادية نفذها حزب الله منذ انطلاق عمله العسكري.

ووقع في ذلك اليوم انفجار هائل في المبنى الذي اتخذه جيش الاحتلال، مقراً له في صور، وضم المقرات الإقليمية لحرس الحدود الإسرائيلي والشرطة العسكرية وجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، لينهار دفعة واحدة على من فيه، فيما تم تخليص 24 مصاباً من بين الأنقاض. وبحسب الصحيفة العبرية فإن اللجنة ستقدّم نتائجها "المثيرة"، إلى رؤساء الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية في المؤسسة الأمنية، وإلى الحكومة الاسرائيلية، وبعد ذلك إلى عائلات جنود الاحتلال القتلى، بعد انتهائها من عملية كتابة التقرير.

وكانت المواد المتوفّرة قد حُوّلت إلى فريق فحص وتم تقييمها مسبقاً في جهاز الشاباك من أجل التحقيق في القضية، وبناء على نتائج الفحص الأولي أقيمت لجنة التحقيق العسكرية. وذكرت الصحيفة بأن الفريق الذي أنجز المهمة تبنى النتائج التي خلصت إليها تحقيقات سابقة نُشرت في صحيفة يديعوت أحرنوت على مر سنوات ماضية، ادّعت بأن انفجار صور لم ينجم بسبب بالونات غاز في المطبخ، ولكن كانت هذه حجة من أجل التستر على الإخفاق الإسرائيلي، وحقيقة أن "ما حدث كان العملية الانتحارية الأولى لحزب الله خارج إيران".

تستر على معلومات حول انفجار صور

ونقلت الصحيفة اليوم عن مسؤولين في الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية، اطّلعوا على المواد، بأن التحقيق يشمل مواد مثيرة، ليس فقط بما يتعلق بسبب الانفجار، وإنما أيضا بمحاولات التستر على المعلومات. ولفتت إلى أنه حتى بعد الفحص الداخلي الذي قام به جهاز الشاباك، والتوصل إلى استنتاج بأن الحديث عن عملية،  دحضت سلسلة طويلة من رؤساء "الشاباك"، ورؤساء هيئة الأركان، والمفوضين العامين للشرطة، ووزراء الأمن، ورؤساء الحكومة، على مر السنوات الماضية، الأدلة، وآخرهم رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو، الذي كتب لعائلات الجنود القتلى عام 2021، أن فحصاً أجراه، أظهر أنه لا يوجد أساس للادعاءات بوجود  كذب وتستر بشأن حقيقة ما جرى، مضيفاً رأيه بأن الحديث يدور عن خلل في بالونات الغاز.

وكان أول من قرر كسر هذه القاعدة، رئيس جهاز الشاباك الحالي رونين بار، بعد نحو أربعة عقود على انفجار صور. وبخلاف من سبقوه في المنصب، قرر تعيين فريق فحص داخلي للنظر في الأدلة، ووصل الفريق خلال فترة قصيرة إلى نتيجة أن التحقيقات التي نشرتها الصحيفة كانت دقيقة بدرجة عالية جداً، وعليه شكلت لجنة التحقيق التي فحصت الحادثة. ونقلت الصحيفة عن ابنة أحد جرحى الجيش في ذلك الانفجار، وتدعى أوداليا ألبو شفيتسر، أنه "لا زال مبكراً الاحتفال، لأنه لا وجود بعد لتقرير رسمي حول نتائج عمل اللجنة والتي ننتظرها منذ نحو عام وسط توتر صعب".

وأضافت: "على الرغم من مرور 42 سنة، إلا أنهم جميعاً في المؤسسة الأمنية يعلمون تماماً الحقيقة، وأن الكارثة كانت عبارة عن عملية وليست حادثة، فيما تم وضع الأمر تحت السجادة، ما شكّل مساً خطيراً بذكرى القتلى والعائلات الثكلى. والآن آن الأوان لكي تتحقق العدالة وتخرج إلى النور. ويؤسفني أن والد توفي عام 2021 ولم يحظ بهذه اللحظة".

المساهمون