كوري بوش.. نائبة خسرت مقعدها في الكونغرس من أجل فلسطين

09 اغسطس 2024
النائبة الأميركية كوري بوش أمام الكونغرس، 7 ديسمبر 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- كوري بوش، عضو مجلس النواب الأميركي، انتقدت سياسات إسرائيل ووصفتها بعملية تطهير عرقي في غزة، مما أدى لخسارتها في الانتخابات التمهيدية أمام ويسلي بيل المدعوم من لوبي مؤيد لإسرائيل.
- بوش، عضو في المجموعة التقدمية SQUAD، دافعت عن حقوق الفلسطينيين ووصفت إسرائيل بدولة فصل عنصري، وشاركت في مؤتمرات صحافية للمطالبة بوقف إطلاق النار ودعم الأبرياء في غزة.
- في ديسمبر 2024، دعت بوش لوقف القتل والمجاعة في فلسطين، وانتقدت دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، مؤكدة استمرار دعمها لفلسطين وتعهدت بمواصلة العمل لخدمة مواطني دائرتها.

في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عقب اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كانت كوري بوش، عضو مجلس النواب الأميركي، واحدة من أوائل من تحدثوا، في وقت مبكر، ضد سياسات الإبادة الجماعية، قائلةً إن إسرائيل ترتكب "عملية تطهير عرقي في غزة"، دون أن تضع تصريحاتها ضمن حسابات المنطق والخسارة، منحازةً منذ البداية إلى ما يمليه عليها ضميرها دون أي تفكير في العواقب الشخصية.

وخسرت كوري بوش، يوم الثلاثاء، مقعدها في مجلس النواب في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في سانت لويس بولاية ميزوري، أمام ويسلي بيل، الذي كان مدعوماً من قبل مجموعة كبيرة منحازة لإسرائيل. واحتفلت مجموعة الضغط الإسرائيلية الأميركية التي تدعم إسرائيل (أيباك)، بدورها الكبير الذي بذلته من أجل المساعدة في التأكد من عدم نجاحها في هذه الانتخابات بالمقاطعة الديمقراطية، ونشرت على صفحتها أن "دعم إسرائيل سياسة جيدة". وأنفقت "أيباك" نحو 8.5 ملايين دولار لتشويه صورة كوري بوش. وتساهم التبرعات والأموال بشكل كبير في التأثير على الانتخابات الأميركية. وكان السباق هو ثاني أكثر انتخابات تمهيدية لمجلس النواب في تاريخ الولايات المتحدة إنفاقاً، حيث جاء في المرتبة الثانية بعد المنافسة التي جرت في وقت سابق من هذا العام على مقعد النائب جمال بومان في منطقة برونكس، وفقاً لمجموعة "إي دي إيمباكت". وكانت "أيباك" قد استهدفت أيضاً بومان في نيويورك، وتسببت أيضاً في خسارته الانتخابات الأولية.

وكوري بوش (48 سنة)، الممرضة والناشطة، هي عضو المجموعة التقدمية التي يطلق عليها اسم SQUAD، وهي تضم مجموعة تمثل التنوع الديمغرافي لجيل سياسي صغير في السن، يتبنى سياسات تقدمية تصطدم أحياناً حتى مع قادة الحزب الديمقراطي. وعلى مدار بضعة أشهر، كانت كوري بوش مدافعة عن حقوق الإنسان ولا سيما عن الفلسطينيين، وتعتبر إسرائيل دولة فصل عنصري وتطالب بمحاسبتها على "جرائم الحرب" التي ترتكبها بحق المدنيين في غزة. 

وشاركت بوش بشكل دائم في مؤتمرات صحافية عقدها أعضاء بالكونغرس، بحضور رشيدة طليب وآخرين، للمطالبة بوقف إطلاق النار، ورغم تسرب بعض الأعضاء واحداً بعد آخر بفعل ضغوط اللوبي الإسرائيلي، إلا أنها كانت الوحيدة الحريصة في جميع المؤتمرات على الوجود من أجل الأبرياء والأطفال والنساء والمدنيين في غزة، وعلى دعم طليب، وضبطتها الكاميرات أكثر من مرة وهي تبكي خلال حديثها عن أطفال فلسطين.

بوش وطليب خلال وقفة أمام الكونغرس للمطالبة بإنهاء حرب غزة، 7 ديسمبر 2023 (Getty)

وفي أحد المؤتمرات في ديسمبر/ كانون الأول 2024، قالت إنه يجب أن نعمل بشكل جماعي لوقف القتل ووقف المجاعة وتشريد الفلسطينيين وإنهاء التواطؤ في جرائم الحرب. وأضافت: "إنسانيتنا تحتاج إلى وقف إطلاق النار"، وشدّدت على أنه "لا يمكن أن نكون صامتين". وفي مارس/ آذار الماضي، قالت في مؤتمر صحافي أمام الكونغرس إن الولايات المتحدة لديها التزام أخلاقي باستخدام قوتها لوقف خطط الحكومة الإسرائيلية للهجوم على رفح، حيث طُلب من أكثر من مليون فلسطيني البحث عن ملجأ، رغم أن رفح هي آخر ما تبقى في غزة، وفيها نحو 1.5 مليون نازح فلسطيني، ووجهت انتقادات إلى الولايات المتحدة لدعمها إسرائيل، وشرحت أنه رغم الإشارة إلى رفح على أنها منطقة آمنة، إلا أنها ليست آمنة على الإطلاق، حيث لا توجد "أماكن كافية للنوم، وتنام العائلات في حظائر الدجاج أو أي مكان آخر، بالإضافة لانتشار مجاعة هناك، وعدم وجود أطباء وما يكفي من إمدادات طبية، مع تدمير كل شيء".

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

وأشارت كوري بوش إلى تحول "مدينة غزة إلى أنقاض تحتها جثث مكدسة"، وشددت على أنّ وقف إطلاق النار الفوري والدائم "هو الطريقة التي يمكننا من خلالها تزويد الأطفال والمدنيين الآخرين في غزة بالمساعدات الإنسانية الضخمة التي هم في أمسّ الحاجة إليها"، وأضافت أنه "بينما يقوم الجيش الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة بتدمير المنطقة ويخطط لاحتلالها فإنه ليس هناك ضمان نهائي بأنه سيسمح لأي شخص بالعودة". وشاركت أيضاً في دعم طلاب الجامعات المتظاهرين الذين قررت جامعاتهم فصلهم ومعاقبتهم على تظاهرهم واعتصامهم من أجل غزة، وتحدثت في مؤتمر صحافي بحضور ممثلين لهم أمام الكونغرس لدعمهم.

هكذا نجحت "أيباك" في إزاحة كوري بوش

لم يدرك الناخبون، وهم يشاهدون الدعاية السلبية ضد كوري بوش، أنّ كل هذا الهجوم ضد عضو الكونغرس التقدمية بسبب موقفها من إسرائيل، وحللت صحيفة "بوليتيكو" كيف نجح اللوبي الإسرائيلي في مهاجمة كوري بوش دون استخدام كلمة إسرائيل على الإطلاق. وقالت الصحيفة إنه قبل سبعة أيام من الانتخابات، كانت النائبة تجري مكالمة عبر تطبيق زووم مع الصحافيين والناخبين، للدفاع عن نفسها ضد "الأكاذيب والمعلومات المضللة"، وكانت المكالمة حول سبب تصويتها ضد مشروع قانون البنية التحتية الذي نجح الديمقراطيون في تمريره بالكونغرس باتفاق جمهوري، وأقره الرئيس جو بايدن، ويعد واحداً من أكبر إنجازاته.

وفي جميع أنحاء الدائرة الأولى للكونغرس في ميزوري، كان الناخبون يتلقون بشكل يومي رسائل بريدية وإعلانات تصف كوري بوش بأنها عضو غير فعال، وأنها صوتت بـ"لا" على بنود أجندة بايدن الرئيسية. ووصفت الصحيفة هذه الهجمات بأنها كانت "مدمرة للغاية" لدرجة أن المرشحة كانت تقضي معظم الساعات في المرحلة الأخيرة من الانتخابات التمهيدية للدفاع عن نفسها ولماذا صوتت بـ"لا" في مجلس النواب، وذلك بدلاً من شرح الإنجازات التي قامت بها وأهدافها وخططها.

النائبة الأميركية كوري بوش خلال خطاب لها في 6 أغسطس 2024 (Getty)
بوش خلال خطاب لها في 6 أغسطس 2024 (Getty)

وأوضحت الصحيفة أن عدم ذكر إسرائيل كان واضحاً في الرسائل البريدية والإعلانات الصادرة عن مشروع الديمقراطية المتحدة، الذراع الانتخابية للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية، التي دعمت منافسها بمبلغ تجاوز 8.5 مليارات.

وعقب خسارتها، أكدت كوري بوش استمرار دعمها لفلسطين، وشددت على مواصلتها العمل من أجل خدمة مواطني دائرتها سواء كانت في مجلس النواب أم لا، وأكدت أنه لا يزال لديها الكثير لتقدمه، وتعهدت عقب خسارتها بأنها ستتعقب اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، واعتبرت أن خسارتها لن تؤدي إلا إلى إزالة بعض "القيود"، وقالت: "الآن يجب أن يخافوا مني، إنهم على وشك ان يروا كوري الأخرى، الجانب الآخر مني"، وهتفت قائلة: "أيباك.. أنا قادمة لهدم مملكتكم".

المساهمون