كمين مخيم جنين: مقتل ضابط إسرائيلي وجرح 16 جندياً

27 يونيو 2024
خلال اقتحام قوات الاحتلال مخيم جنين، 14 ديسمبر 2023 (عصام ريماوي/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل ضابط وإصابة 16 جنديًا خلال عملية عسكرية، نتيجة استهدافهم بعبوة ناسفة قوية، مما أدى إلى إصابات متفاوتة بين الجنود.
- "سرايا القدس- كتيبة جنين" أعلنت عن تفجير عبوات ناسفة في آليات الاحتلال، مؤكدة إصابات مباشرة، في سياق حملة إضافية لاعتقال "مطلوبين" فلسطينيين والبحث عن وسائل قتالية.
- التحقيقات تشير إلى ازدياد استخدام المقاومة الفلسطينية للعبوات الناسفة ضد القوات الإسرائيلية، مع تحذيرات من استمرار العمليات العسكرية واحتمال تصاعد العنف في المنطقة.

قتل قائد فرقة قناصة جراء انفجار عبوة ناسفة قوية جداً بمخيم جنين

انفجرت عبوة بمركبة قبل انفجار عبوة أخرى بقوة راجلة هبت للنجدة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، مقتل ضابط إسرائيلي  من لواء كفير وإصابة 16 جندياً، إثر استهدافهم بعبوة ناسفة، خلال عملية عسكرية الليلة الماضية في مخيم جنين شمال الضفة الغربية. وأكد جيش الاحتلال مقتل قائد فرقة قناصة من جراء انفجار عبوة ناسفة قوية جداً، زُرعت عميقاً في الأرض عند مدخل المخيّم.

وبحسب المعلومات التي أفصح عنها جيش الاحتلال حتى اللحظة إضافة إلى مقتل الضابط، فإن انفجار العبوة الناسفة وعبوة أخرى، أدى إلى إصابة 16 جندياً، وصفت جراح أحدهم بالخطيرة، كما سُجّلت خمس إصابات متوسطة إحداها لضابط. أما بقية الجنود فوصفت إصاباتهم بالطفيفة، من جراء الدخان والشظايا ونقلوا جميعاً إلى المستشفيات الإسرائيلية للعلاج.

واقتحمت قوات الاحتلال مخيم جنين الليلة الماضية، ما أسفر عن وقوع اشتباكات مع المقاومين تخللها تفجير عبوات ناسفة. وقالت "سرايا القدس- كتيبة جنين"، في بيان، إنها فجرت عدداً من العبوات الناسفة المعدة مسبقاً في آليات الاحتلال المقتحمة لمدينة جنين ومخيمها، مؤكدة تحقيق إصابات مباشرة.

تفاصيل كمين مخيم جنين

وأفاد التحقيق الأولي في جيش الاحتلال، بأن قوات كبيرة اقتحمت جنين ومحيطها الليلة الماضية، في إطار حملة إضافية لاعتقال "مطلوبين" فلسطينيين، والبحث عن وسائل قتالية، على غرار عمليات الجيش في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية المحتلة في الأشهر الأخيرة. وبحسب التحقيق، فإن "قوة هندسية مزدوجة تضم جرّافة وجرّافة مجنزرة من طراز D9، فتحت محور التحرك لإحدى القوات، شمال مخيم جنين، للكشف عن عبوات ناسفة. إلا أن اثنتين من العبوات، واللتين زُرعتا على عمق غير معتاد تحت الأرض - على عمق متر ونصف على الأقل - لم يتم اكتشافهما لا من قبل القوة ولا القوات الهندسية"، وأضاف التحقيق: "بعد ذلك، مرت في المكان مركبة مدرعة، تضم الفريق الطبي العسكري، المرافق للعملية، وصعدت على العبوة الناسفة الأولى، ما أدى إلى انفجارها.

الصورة
تضرر مركبة عسكرية إسرائيلية استهدفت في كمين مخيم جنين (إكس)
تضرر مركبة عسكرية إسرائيلية استُهدفت في كمين مخيم جنين (إكس)

وأعلن الجنود الذين كانوا في مركبة الفريق الطبي بأنهم أصيبوا طفيفاً بجراح ومن جراء الدخان، فيما توجّهت إلى المكان قوة أخرى من أجل مساعدتهم وتخليصهم من المكان، ودخلت راجلة إلى النقطة التي يوجدون فيها. وفي هذه الأثناء، وقع انفجار ضخم آخر، على ما يبدو بعد تشغيل العبوة الناسفة الثانية عن بعد من قبل عناصر المقاومة الذين قاموا بتجهيز المنطقة مسبقاً وراقبوها، بحسب التقديرات الإسرائيلية. وتشير تقديرات جيش الاحتلال إلى أن العبوة الناسفة الأخرى زُرعت أيضًا على عمق ومتر ونصف المتر على الأقل في الأرض. وأدى انفجارها إلى مقتل الضابط، رئيس قسم القناصين في الدورية العسكرية، وإصابة جنود آخرين.

اعتماد أكبر على العبوات الناسفة

وسارعت قوات جيش الاحتلال لتقديم العلاج لجميع الجرحى وإنقاذهم، وفي ذات الوقت واصلت مداهمتها وعمليتها العسكرية، بمشاركة مئات الجنود. ووفقاً للجيش الإسرائيلي، عثرت قواته في المكان على أدلة، تشير إلى وجود أساليب مختلفة لتشغيل العبوات الناسفة، منها تشغيل سلكي ولا سلكي. وغادرت كافة القوات المنطقة صباح اليوم "بعد استكمال مهامها". وتتواصل تحقيقات جيش الاحتلال في ملابسات الحادث، ويفحص سلوك قوة الإنقاذ وكيفية تنفيذها عملية تخليص الجنود المصابين من انفجار العبوة الأولى، حيث يوجد إجراء منظّم في مثل هذه الحالات، والذي يشمل "ساحة تفريغ" آمنة، لتجنب الوقوع في فخ حقل عبوات ناسفة.

ولاحظت فرقة الضفة الغربية في جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة، ازدياداً في اعتماد المقاومة الفلسطينية على العبوات الناسفة، من حيث تصنيعها واستخدامها ضد قواته، بحيث تفخخ المحاور والطرق المؤدية إلى مخيمات اللاجئين ومواقع أخرى في الضفة. لذلك، يدّعي جيش الاحتلال، أن نشاطاته في مثل هذه العمليات العسكرية الليلية تركّز على رصد مختبرات المتفجّرات، واعتقال خبراء بتحضير العبوات الناسفة، والوصول إلى المواد المتفجّرة الخام. وحذّرت قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، بأن اليوم الذي ستُستخدم فيه مثل هذه العبوات ضد أهداف إسرائيلية على جانبي الخط الأخضر، ليسا بعيداً.

ولطالما عرفت مدينة جنين ومخيمها بأنها أحد معاقل المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، إذ شهدت المدينة تصاعدًا كبيرًا في المواجهة مع قوات الاحتلال منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تخللتها اشتباكات عنيفة واستهداف الاحتلال بعبوات ناسفة محلية الصنع، مقابل استخدام الاحتلال الإسرائيلي أكثر من مرة الطيران المسيّر في قصف أهداف في المخيم. وخلفت الاشتباكات اليومية مع قوات الاحتلال عددا من الشهداء ودمارًا كبيرًا في البنى التحتية والمنازل، بفعل تعمّد الاحتلال تجريف شوارع المخيم الضيقة بهدف الوصول إلى المناطق التي يستهدفها، وفي سبيل إرهاق المجتمع المحلي الذي يشكل الحاضنة الأبرز للمقاومة.