أدانت الكتل البرلمانية الحاكمة في تونس تعمّد كتلة "الدستوري الحر" ورئيسته عبير موسي تعطيل أعمال مجلس الشعب من خلال إثارة الفوضى واعتدائها على نواب من حزبي "النهضة" و"قلب تونس"، بحسب تعبيرهم، مؤكدين توجههم إلى القضاء.
وعمدت كتلة "الدستوري الحر" (المعارضة) إلى التشويش على انطلاق الجلسة العامة، أمس الثلاثاء، من خلال استعمال مكبرات الصوت، ورفع شعارات وصيحات منددة بالنائبة الأولى لرئيس البرلمان سميرة الشواشي ولحزب "النهضة" والائتلاف الحكومي عموماً، على غرار "أنت عار على المرأة التونسية" و"إدانة العنف يا جبانة" و"الشعب جاع جاع والبلاد باش تتباع".
وسبّبت موسي حالة من الفوضى والاحتقان والتشنج، ما دفع إلى رفع الجلسة العامة إثر توعك الحالة الصحية لمقرّر اللجنة المالية عن حزب "النهضة" فيصل دربال.
وحضر تحت قبة البرلمان عدل منفذ (مأمور عدلي) بدعوة من رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي، الذي كلفه معاينة تعطيل أشغال الجلسة العامة من قبل رئيسة حزب "الدستوري الحر" وكتلتها، وذلك بهدف تقديم شكوى ضدها، كما سبق أن قدّم الغنوشي شكوى قضائية ضد موسي، منتصف العام الماضي؛ بسبب اعتصامها داخل قاعة الجلسات وفي مكتب الديوان وتعطيلها الأعمال.
وأكد رئيس كتلة "النهضة" (ائتلاف حكومي) عماد الخميري، أنّ دربال تعرّض لوعكة صحيّة فقد على إثرها الوعي بسبب تعمّد موسي وعضو كتلتها مجدي بوذينة الصراخ قرب أذنه بمكبرات الصوت.
وأدان الخميري، في بيان، ما وصفه بـ"العنف" الذي مارسته كتلة "الدستوري الحر" ورئيسته تجاه الجلسة العامة ورئيسة الجلسة ووزير الاقتصاد والمالية علي الكعلي وعلى مقرر لجنة المالية.
وقال الخميري: "نحمّلها المسؤولية عن كل ما يمكن أن ينجر من خطر صحي على النائب فيصل دربال، وما جرت ممارسته اليوم يفتقد الأخلاق".
من جانبه، استنكر حزب "قلب تونس" (ائتلاف حاكم) في بيان رسمي، ما وصفه بـ"الاعتداء اللفظي السافر الذي تعرّضت له النائبة الأولى لرئيس البرلمان سميرة الشواشي" من خلال "الألفاظ المهينة وأسلوب القذف العنيف والمستفز المُستعمل من قبل عبير موسي".
وأكد "قلب تونس" توجهه للقضاء ضد موسي بسبب "ممارسة العنف لإهانة الشواشي والتحريض ضدّها وتعريض سلامتها الجسدية للخطر"، مندداً "بتعمّد موسي المتواصل والمبرمج لعرقلة أعمال مجلس نواب الشعب، وسعيها الخطير والمستمر عبر استعمال كلّ أنواع التشويش والضجيج لمنع السير العادي لدواليب الدولة وتعطيل مصالح المواطنين وإصرارها على كلّ ما من شأنه التوجيه لحلّ البرلمان وتهديم مكاسب الثورة".
ووصف الحزب ما تقوم به موسي بـ"ترذيل النشاط البرلماني والحياة السياسيّة عامّة، واستخدامها لهذا الأسلوب الرديء كمنهج للعمل السياسي في تضارب لا أخلاقي مع أبسط قواعد الحياة الديمقراطية"، بحسب البيان.
وفي سياق متصل، أدان رئيس كتلة "ائتلاف الكرامة" (ائتلاف حاكم) سيف الدين مخلوف، تعمّد موسي "ترذيل أعمال البرلمان واستهدافه، لخدمة أجندات خارجية تستهدف بدورها الثورة التونسية ومكاسبها"، واصفاً، في منشورات على "فيسبوك"، ما تقوم به موسي بـ"البلطجة السياسية من خلال تعمدها إهانة كلّ من يخالفها الرأي".