قيادي في حماس: رد الحركة على مقترح الصفقة يتضمن إلزام الاحتلال بوقف شامل لإطلاق النار
قال قيادي في حركة حماس، ليل-الثلاثاء-الأربعاء، إنه بعد تسليم الحركة ردها على المقترح المقدم لإبرام صفقة تبادل أسرى مع الاحتلال الإسرائيلي باتت الكرة في ملعب الأخير، فيما أعلن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، أنه تلقّى من الوسيط القطري رد حركة حماس بخصوص صفقة تبادل أسرى ووقف الحرب على غزة وفق اتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه في 28 يناير/ كانون الثاني الماضي في باريس.
وأكد القيادي في الحركة، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، أنّ "رد المقاومة شدد على ضرورة أن يكون هناك إلزام بأن يقود الاتفاق في نهايته إلى وقف شامل لإطلاق النار"، مضيفاً أنّ "الرد يطالب بذلك بوضوح كامل وضرورة وجود آلية للإلزام".
من جانبه، أعلن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، مساء الثلاثاء، أنه تلقّى من الوسيط القطري رد حركة حماس بخصوص صفقة تبادل أسرى ووقف الحرب على غزة وفق اتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه في 28 يناير/ كانون الثاني الماضي في باريس خلال اجتماع شاركت به الولايات المتحدة وقطر ومصر وإسرائيل.
وجاء في تعليق "الموساد": "تم استلام رد حماس من قبل الوسيط القطري، وتتم دراسة تفاصيله بشكل معمق من قبل كافة الأطراف المشاركة في المفاوضات".
في المقابل، نقلت قناة "كان 11" العبرية عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمّهم أنّ "حماس قدّمت قائمة أولية من المطالب، بعضها مقبول لدينا، وبعضها غير قابل للتفاوض. ونحن نعتبر إجابة حماس نقطة انطلاق للمفاوضات التي ستجري بشكل مكثف في الفترة القريبة".
كما نقلت عن مسؤول إسرائيلي لم تسمّه، قوله إن "إسرائيل لن تقبل أي شرط لإنهاء الحرب".
بدوره، نقل موقع "والاه" العبري، عن مصدر مطلع على التفاصيل لم يسمّه أيضاً، أنّ رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، تحدث في وقت سابق من مساء الثلاثاء مع رئيس "الموساد" ديفيد برنيع، وبعد ذلك نقل له الوثيقة مع رد حماس.
وبحسب المصدر ذاته، فإن الوثيقة "مفصّلة جداً"، وتتطرق إلى كل واحد من بنود الاتفاق الإطار الذي تمت صياغته في قمة باريس.
وسلمت حركة حماس، مساء الثلاثاء، ردها حول اتفاق الإطار للوسطاء في كل من دولتي قطر ومصر، وذلك بعد إنجاز التشاور القيادي في الحركة، ومع فصائل المقاومة، بحسب بيان رسمي صادر عن الحركة.
وقالت حماس في بيانها إنها "تعاملت مع المقترح بروح إيجابية، بما يضمن وقف إطلاق النار الشامل والتام، وإنهاء العدوان على شعبنا، وبما يضمن الإغاثة والإيواء والإعمار ورفع الحصار عن قطاع غزة، وإنجاز عملية تبادل للأسرى".
وأثنت الحركة على "أدوار مصر وقطر وكافة الدول التي تسعى إلى وقف العدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني".
وكان رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قد أكد، في مؤتمرصحافي مشترك مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الدوحة، أنّ بلاده تسلّمت رداً من حركة حماس بشأن صفقة تبادل الأسرى وإبرام هدنة في غزة، مشيراً إلى أنه "يتضمن ملاحظات، لكن في مجمله إيجابي".
في الأثناء، ذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ "رد حماس نقله الوسيط القطري إلى الموساد. والمسؤولون المشاركون في المفاوضات يعكفون على تقييم تفاصيله بدقة".
تفاصيل الصفقة بحسب المقترح المقدّم إلى حماس
وفي التفاصيل، كشف موقع "والاه" أنه سيتم في المرحلة الأولى من الصفقة، بحسب المقترح المقدّم إلى حماس، إطلاق سراح حوالي 40 محتجزاً إسرائيلياً، بينهم نساء ورجال تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، ومحتجزين في حالة صحية خطيرة، وذلك مقابل تهدئة لمدة ستة أسابيع وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
وأضاف الموقع أن المقترح يشمل تفاصيل المرحلة الأولى فقط، في حين تم وصف المرحلتين التاليتين بشكل عام فقط، بهدف إجراء محادثات منفصلة حولهما خلال الأسبوع السادس من وقف إطلاق النار.
ونقل عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله: "الهدف هو دخول المرحلة الأولى، مع إبداء موقف بشأن المرحلتين الثانية والثالثة دون تفاصيلهما الكاملة".
وتشمل المرحلة الثانية من الصفقة، وفق ما أورده الموقع الإسرائيلي، إطلاق سراح جنود ومدنيين تقل أعمارهم عن 60 عاماً. وفي المرحلة الثالثة سيتم نقل جثامين محتجزين لدى حماس.
وفي كل واحدة من المراحل، سيتم تحديد آلية مختلفة لعدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل محتجز إسرائيلي.
ولم يتم بعد تحديد مدة الهدنة في المرحلتين الثانية والثالثة، وسيتم تحديدها في المفاوضات، لكن مسؤولين إسرائيليين كباراً قدّروا أنه ستكون هناك أسابيع طويلة من وقف إطلاق النار.
كما كشف إعلام مصري أن القاهرة تسلمت رد حركة حماس على مقترح الهدنة في قطاع غزة وتجري مناقشته.
ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية" الخاصة المقربة من السلطات المصرية عن مصدر مصري مسؤول لم تسمه قوله: "مصر تسلمت رداً من حماس على الإطار المقترح بشأن التهدئة في غزة، وجار مناقشة التفصيلات على كافة الأطراف الفنية"، دون مزيد من التفاصيل.