قالت شعبة الإعلام الحربي التابعة لقيادة مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، اليوم الأربعاء، إن نجله صدام يشرف على "الترتيبات" الخاصة "لمشروع تعبوي للقوات البرية بالذخيرة الحية" سينطلق "الأيام المقبلة في مدينة سرت" وسط شمال ليبيا.
وفيما وصفت الشعبة صدام بــ"آمر عمليات القوات البرية"، قالت إنه وقف "على جاهزية الضباط والجنود، وأشرف على الترتيبات والتجهيزات العسكرية واللوجستية في مواقع المشروع التعبوي قبل انطلاقه بمدينة سرت".
ويأتي هذا الاستعداد في الوقت الذي تناقلت وسائل اعلام ليبية أنباءً عن استعداد قيادة حفتر لإجراء استعراض عسكري كبير بعدة مواقع عسكرية في منطقتي سرت، وسط شمال البلاد، والجفرة، وسط الجنوب.
وفيما لم ترشح الكثير من التفاصيل عن العرض العسكري، إلا أن مصادر أمنية من مدينة سرت كشفت في حديث لـ"العربي الجديد" عن "مشاركة ثلاث مليشيات تابعة لحفتر بالعرض العسكري المرتقب، وهي لواء طارق بن زياد الذي يقوده صدام، واللواء 106 الذي يقوده خالد حفتر، واللواء 128 الذي يقوده حسن الزادمة"، مؤكدين بدء توافد أرتال العربات والمعدات العسكرية التابعة لحفتر على قاعدة القرضابية بمدينة سرت منذ الـ28 من يناير/ كانون الثاني الماضي.
وكانت قناة فبراير الفضائية، المقربة من حكومة الوحدة الوطنية، قد نشرت فيديو على صفحاتها الرسمية يوم 13 من فبراير الجاري، يظهر رتلاً عسكرياً قالت إنه "تابع لمليشيات حفتر يتجه نحو مدينة سرت".
وفي الحادي عشر من ذات الشهر نشرت قناة فبراير فيديو يظهر عدداً من الدبابات، وقالت إنها لقطات للحظة وصول "عدد من الدبابات الروسية T72 إلى مقر مليشيا طارق بن زياد التابعة لصدام حفتر عبر ميناء طبرق قادمة من روسيا".
وتحتفظ موسكو بوجود عسكري في ليبيا منذ مشاركتها في دعم عدوان حفتر على العاصمة طرابلس عامي 2019 و 2020، عبر مجموعة "فاغنر" التي تتخذ من قاعدة القرضابية بمدينة سرت، وقاعدة الجفرة، مقارّ رئيسية لها.
ومنذ أغسطس/ آب الماضي، زار نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بك يفكيروف ، بنغازي أربع مرات والتقى خلالها حفتر، وسط حديث متزايد عن رغبة روسيا في بناء "الفيلق الروسي الأفريقي"، واتخاذها ليبيا قاعدة انطلاق لها نحو عدد من الدول الأفريقية التي تحتفظ بوجود عسكري فيها.
كذلك زار حفتر موسكو نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، والتقى وزير الدفاع الروسي سيرغي لافروف، فيما كشفت مصادر ليبية لــ"العربي الجديد" في تصريحات سابقة، النقاب عن سعي حفتر لتوقيع اتفاق دفاع مشترك مع موسكو، يتحصل بموجبه على تقنيات ومعدات عسكرية حديثة، من بينها طائرات مسيّرة، مقابل حصول موسكو على مواقع عسكرية لتعزيز وجودها العسكري في ليبيا.
وفي ظل تنامي القلق الأوروبي الأميركي من التوغل الروسي في ليبيا، كشفت صحيفة التايمز البريطانية، نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي، عن قلق أوروبي حيال خطط روسيا لبناء قاعدة نووية في ليبيا عبر نشر غواصات نووية في ميناء بحري شرقي ليبيا، مشيرة إلى موانئ ليبية أخرى من المحتمل أن تستخدمها روسيا، مثل موانئ سرت ورأس لانوف، وسط شمال البلاد.