عمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، إلى وضع حواجز على الطرقات بين القرى والبلدات في الجولان السوري المحتل بهدف منع السكان من التجمع والوصول إلى أراضيهم الزراعية للاحتجاج على عمليات الاستيلاء على الأراضي وبناء مشروع توربينات هوائية عملاقة فوقها.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ جيش الاحتلال، بالتزامن مع محاولة الأهالي الاحتشاد من أجل التظاهر ضد مشروع التوربينات الهوائية على أراضي الجولان المحتل، وضع حواجز ودوريات على الطرق الواصلة بين القرى والبلدات بهدف تفريق المتظاهرين ومنع وصولهم.
وذكرت المصادر أنّ الاحتلال الإسرائيلي ينفذ مشروع بناء توربينات توليد الطاقة الكهربائية على مساحات من الأراضي في بلدات مجدل شمس وسحيتا وبقعاثا ومسعدة، الأمر الذي يثير غضب الأهالي نتيجة خطورة إقامة تلك التوربينات في المنطقة على السكان وعلى الأراضي الزراعية.
وبحسب المصادر ذاتها، فإنّ جيش الاحتلال داهم المنطقة، منذ الصباح الباكر، بهدف منع السكان من الوصول إلى أراضيهم، الأمر الذي أثار غضب الأهالي حيث دعوا إلى التجمع والتظاهر ضد الاحتلال الذي يسعى إلى سلب مصدر رزقهم وسلب أرضهم.
وكانت "اللجنة الإسرائيلية الوطنية للتخطيط والبنى التحتية" في حكومة الاحتلال قد صدّقت، في 9 سبتمبر/ أيلول 2019، بأغلبية أعضائها على مشروع "توربينات الرياح"، وفي 12 يناير/ كانون الثاني 2020 أقرته اللجنة الوزارية لقضايا التخطيط المشروع، وباتت له صفة القرار الحكومي في 30 من الشهر نفسه.
وهذا المشروع أوكل إلى لشركة الإسرائيلية "إنرجكس" للطاقة البديلة بتنفيذه، وهو مكوّن من 32 توربينة، ارتفاع الواحدة منها 220 متراً، ويعد حجمها الأكبر بين التوربينات المستخدمة في العالم حتى الآن.
وكانت العديد من المنظمات الحقوقية قد أدانت تنفيذ المشروع الإسرائيلي على أرض الجولان السوري المحتل، وبخاصة الأراضي التي تنتج التفاح والكرز.
ويعد المشروع خطراً وجودياً على سكان الجولان السوري، ويهدف إلى ترسيخ الاحتلال الاقتصادي للجولان على نحو مخالف لحق الانتفاع المنصوص عليه في المادة الـ55 من اتفاقية لاهاي الرابعة المتعلقة بقواعد وأعراف الحرب البرية لعام 1907.
وأكد بيان صادر، في إبريل/ نيسان الماضي، عن منظمات حقوقية عديدة أن لهذا المشروع آثاراً خطيرة ومدمرة على الجولان المحتل، وسيفضي إلى تدمير جزء هام من اقتصاده الزراعي التقليدي المتمثل بزراعة الأشجار، وخاصة التفاح والكرز، إضافة إلى خطره على صحة سكانه جراء الضجيج والموجات تحت الصوتية والوميض، وما يسببه من اضطرابات سمعية.
وبحسب البيان، ستؤدي إقامة هذا المشروع إلى عرقلة التوسع العمراني لثلاث قرى سورية محتلة من أصل خمس قرى بقيت في الجولان بعد احتلاله في 1967، هي مجدل شمس ومسعدة وبقعاثا، ما يفاقم أزمة السكن الخانقة التي يواجهها سكان هذه القرى، إضافة إلى تشويه المشهد الطبيعي للجولان المحتل، وتعريض الحياة البرية للخطر.