أفادت القناة (12) الإسرائيلية، اليوم الجمعة، بأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أصدر تعليماته للأجهزة الأمنية الفلسطينية ببدء الانتشار في جنين ابتداء من يوم الأحد، ووبّخ قادتها على فقدان السيطرة في المدينة.
وحذّر عباس، بحسب القناة، رئيس المخابرات الفلسطيني ماجد فرج وقادة الأجهزة الأمنية خلال اجتماع معهم من أنهم في حال لم يعملوا بسرعة فإن حركة "حماس" ستسيطر على جنين، مثلما سيطرت على غزة عام 2007.
ونقلت القناة عن مصدر رفيع في رام الله (لم تسمه) قوله إن عباس وبّخ بشدة قادة الأجهزة الأمنية على فقدان السيطرة في مدينة جنين ومخيّمها، وعدم قدرتهم على حماية اثنين من قادة "فتح"، هما محمود العالول وعزام الأحمد، اللذان طردا من جنازة الشهداء الذين قتلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على جنين.
وبحسب القناة، فإن الاجتماع انتهى إلى الاتفاق على تغيير جذري في عمل الأجهزة الأمنية في جنين، وسط التأكيد على أن ذلك هو شرط أساسي لتلقي أموال المساعدات لإعادة بناء مخيم جنين من الإمارات (15 مليون دولار) ومن الجزائر (30 مليون دولار).
وذكرت القناة أن الصعوبة في تطبيق سياسة السلطة الفلسطينية الجديدة تكمن في الانشقاق الداخلي في حركة "فتح" في جنين، خاصة بين نشطاء التنظيم في جنين والمسلحين في مخيّمها، لذلك طلب عباس إدخال قواته إلى المدينة بدون صدامات.
في غضون ذلك، ذكر الموقع الإلكتروني للقناة نفسها، أن لجان "فتح" الإقليمية عقدت اجتماعات مع ضباط الأمن في السلطة الفلسطينية في الأيام الأخيرة، وطالبتهم بالتحرك الفوري لتدمير البنية التحتية التي تبنيها "حماس" في الضفة الغربية.
وزعم أعضاء هذه اللجان، بحسب الموقع ذاته، أن "حماس" تجهز الأرض للسيطرة على الضفة الغربية بأكملها، و"تضغط على الجمهور لخلق صدام مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة".
محافظ جنين: الإعلام الإسرائيلي "يفتري على تعليمات الرئيس"
في المقابل، قال محافظ جنين، أكرم الرجوب، تعليقا على أمر الرئيس الأجهزة الأمنية بالانتشار في جنين، إن الإعلام الإسرائيلي "يفتري على تعليمات الرئيس" ويحاول الترويج أن السلطة خائفة من سيطرة حركة "حماس" على الضفة الغربية.
وبحسب ما أكده الرجوب، في تصريح لـ"العربي الجديد"، فإن "الرئيس يتابع حالة الأمن في جنين ومهتم بها من أجل تعزيز الأمن وتطبيق النظام، ولكن لا يعني ذلك صحّة ما ورد في الإعلام الإسرائيلي".
ولدى سؤاله حول إن كانت "كتيبة جنين" والفصائل المقاومة مستهدفة في حالة "تعزيز الأمن"، رد الرجوب مستنكرًا: "لم يتحدث أحد عن الكتيبة والمقاومين.. نتحدث عن القانون والنظام ومن يتعدى على الأمن والمسؤولين ومقر المقاطعة سنواجهه.. نقطة وسطر جديد".
وتساءل قائلاً: "هل الإعلام الإسرائيلي أصبح مصدّقًا بالنسبة لنا؟ دعونا من الإعلام الإسرائيلي ولننتبه على تصرفات المستوطنين".