قلق جزائري من تزايد الهجمات "الإرهابية" في شمال مالي قرب الحدود

07 مارس 2022
حذّر الجيش الجزائري من الأوضاع في الساحل الأفريقي (Getty)
+ الخط -

عبّرت الحكومة الجزائرية عن قلقها البالغ من تزايد الهجمات "الإرهابية" في منطقتي وسط وشمال مالي تحديدا، على خلفية الهجوم الذي وقع، أول من أمس الجمعة، ضد معسكر للجيش المالي، وسلسلة هجمات في منطقتي غاو وتمبكتو شمالي مالي قرب الحدود الجزائرية.

وأعلنت الخارجية الجزائرية، في بيان اليوم الاثنين، إدانتها هذه الهجمات الجديدة، ووصفتها بأنها"الجرائم التي لا يمكن تبريرها وتستدعي مرة أخرى الحاجة إلى تضافر جهودنا إقليميا ودوليا للقضاء على هذه الآفة، التي تهدد أمن واستقرار وتنمية بلدان منطقة الساحل وكافة دول منطقة القارة الأفريقية".

وكانت الخارجية الجزائرية تعلق على هجوم استهدف معسكرا للقوات المسلحة المالية في منطقة موندورو، بالقرب من الحدود مع بوركينا فاسو، وأسفر عن مقتل 27 عنصرًا وفق ما أعلن الجيش، فيما تمكن من القضاء على 47 إرهابيا.

وتلى هذا الهجوم الإرهابي هجوم ثانٍ، اليوم، على معسكر للجيش المالي في منطقة انتهاقا قرب غاو شمالي مالي، خلف مقتل عسكريين اثنين، فيما تم قتل سبعة من الإرهابيين المهاجمين، كما تم اليوم استهداف قافلة لوجيستية تابعة لقوات الأمم المتحدة "منيسما" عندما كانت تتوجه من مدينة موبتي إلى  مدينة تومبكتو شمالي مالي.

وجددت الحكومة الجزائرية، إثر هذه الهجمات، "عزمها الراسخ والتزامها بمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره"، وأكدت التزامها "بالدعم الكامل لحكومة وشعب مالي الشقيق في الحرب التي يخوضونها ضد الإرهاب".

ويبرز هذا الموقف قلقا جزائريا كبيرا من عودة لافتة لتصاعد العمليات في منطقة شمال مالي، تجري في ظروف ملتبسة تزامنا مع إعلان فرنسا انسحابا تدريجيا من شمال مالي. ويُفسر القلق الجزائري باعتبارين، أحدهما جغرافي لكون منطقة شمال مالي متاخمة للحدود الجزائرية، ما يعني أنها تمثل عمقا أمنيا بالنسبة للجزائر، وأية توترات مسلحة قد تؤثر على أمن المناطق الحدودية الجزائرية؛ فيما يتعلق المعطى الثاني بالبعد السياسي، حيث إن تصاعد العمليات الإرهابية في المنطقة قد يؤشر إلى وجود مساع لتعطيل أي حوار وتفاهمات وقعتها الحركات المسلحة الممثلة للطوارق (يمثلون أغلبية سكان منطقة شمال مالي)، والسلطة الانتقالية الجديدة في باماكو، استكمالا لتنفيذ بنود خطة "سلام الجزائر" التي كانت وقعت عام 2015 بين هذه الحركات والحكومة المركزية.

وكان قائد الجيش الجزائري الفريق سعيد شنقريحة قد عبر من جهته، قبل أسبوعين، خلال لقائه رئيس أركان القوات المسلحة الأنغولية الفريق أول أنطونيو إجيديو دو سوزا سانتوس في الجزائر، عن قلق جزائري مما وصفه "وضع اللاإستقرار الذي تشهده منطقة الساحل والصحراء، وكذا تفاقم التهديد الإرهابي وانتشار خطر التنظيمات ذات الصلة في العديد من دول المنطقة، والذي يؤكد أنه لا بلد في المنطقة في منأى عن التهديد الإرهابي"، وهو ما يفرض بحسبه "زيادة وفعالية أن تحوز دول المنطقة على القدرات العسكرية والفعالية العملياتية اللازمة في مجال مكافحة الإرهاب".

دلالات
المساهمون