مخاوف من استهداف اليمين المتطرف المزيد من المساجد في بريطانيا

02 اغسطس 2024
خلال تصدي الشرطة لمتظاهرين في ساوث بورت، 30 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تصاعد العنف واستهداف المساجد**: شهدت بريطانيا تصاعدًا في أعمال العنف من قبل أنصار اليمين المتطرف بعد حادثة الطعن في ساوث بورت، حيث استغلوا الأخبار الكاذبة لتنظيم مظاهرات عنيفة استهدفت مسجدين. تعهد رئيس الحكومة كير ستارمر بملاحقة مثيري الشغب.

- **استجابة المجتمع والشرطة**: تعاون السكان المحليون لإصلاح التخريب، وكثفت الشرطة دورياتها واعتقلت سبعة أشخاص. أعلن ستارمر عن إنشاء وحدة جديدة في الشرطة لتتبع مثيري الشغب.

- **دعوات للتصدي لليمين المتطرف**: عبرت قيادات المجتمع المسلم عن قلقها ودعت لتكثيف الحماية حول المساجد. دعت مؤسسات وحركات سياسية إلى تنظيم مظاهرات ضد الفاشية واليمين المتطرف في مدن مختلفة.

تتخوف العديد من الجهات في بريطانيا من استمرار استهداف أنصار اليمين المتطرف للمساجد خلال الأيام القادمة، بعد حادثة الطعن في ساوث بورت، شمال غربي البلاد، التي استغلها للخروج في مظاهرات تخللتها أعمال عنف واستهداف مسجدين، بعد تداول أخبار كاذبة عن أن القاتل مسلم. واستدعت أعمال العنف الكشف عن اسم وهوية القاتل القاصر الذي عُرض أمام محكمة ليفربول القريبة من ساوث بورت، أمس الخميس، في الوقت الذي توعّد فيه رئيس الحكومة البريطانيّة كير ستارمر، بعد اجتماعه مع قادة الشرطة، بملاحقة مثيري الشغب، متعهدًا بعدم السماح لانهيار القانون في الشوارع.

ويحشد أنصار اليمين المتطرف، وعلى رأسهم رابطة الدفاع الإنجليزيّة، لخروج مزيد من المظاهرات خلال الأيام القليلة القادمة، على خلفية مقتل ثلاثة أطفال، بعد مظاهرة نظموها في بلدة ساوث بورت، مساء الثلاثاء، واعتدوا خلالها على عشرات من عناصر الشرطة واستهدفوا مسجد البلدة. وليلة الأربعاء، خرج أنصار اليمين المتطرف في مدن أخرى، واستهدفوا مسجدًا في بلدة هارتلبول في الشمال الشرقي من بريطانيا. وأدانت الاعتداءات العديد من الجهات السياسيّة، كما تعاون السكان المحليون في ساوث بورت وهارتلبول لإصلاح التخريب الذي حصل.

وعبّر العديد من قيادات المجتمع المسلم في بريطانيا عن قلقهم جراء استهداف المساجد واستغلال هذه الحادثة من طرف عناصر اليمين المتطرف، في حين خرجت دعوات إلى قوات الشرطة من أجل تكثيف الدوريات خارج المساجد وأماكن إقامة طالبي اللجوء، وسط خطط لتنظيم ما لا يقل عن 19 مظاهرة لليمين المتطرف في جميع أنحاء بريطانيا في الأيام المقبلة.

وقالت شركة "موسك سيكيوريتي" (أمن المسجد)، وهي شركة تقدم المشورة للقادة الدينيين بشأن الحماية، إنها تلقت استفسارات من أكثر من 100 مسجد يطلبون المساعدة في الأيام الأخيرة. وقال مدير الشركة، شوكت واريتش، في حديث لصحيفة "ذا غارديان"، إن توصيات الشركة المتعلقة بالأمن عبر الإنترنت جرى تنزيلها "بالمئات" نتيجة "للرواية الكاذبة المناهضة للمسلمين التي يتم ترويجها في أعقاب جرائم القتل في ساوث بورت". وأشارت تقارير إلى قيام عدد من المساجد بإلغاء الأحداث المخططة مسبقًا هذا الأسبوع بسبب المخاوف الأمنية.

ويدعو أنصار اليمين المتطرف إلى الخروج في مظاهرات والتجمعات تحت شعار "كفى" و"حماية أطفالنا" و"لا للاجئين"، وهي الشعارات نفسها التي استخدمها المتظاهرون خارج داونينغ ستريت، حيث مقر رئيس الوزراء، مساء الأربعاء، حيث شهدت المنطقة مواجهات مع الشرطة أدت إلى اعتقال أكثر من 110 أشخاص بعد استهداف المتظاهرين لعناصر الشرطة بعنف.

تأهب أمني

وقالت شرطة جنوب يوركشاير اليوم الجمعة إنها "على علم باحتجاج مخطط له في روثرهام هذا الأسبوع"، وأنه قد يكون هناك "وجود متزايد للشرطة في جميع أنحاء المقاطعة". وأضافت: "سيهدف ضباطنا إلى منع الجريمة والفوضى، حيثما أمكن ذلك. حيثما يحدث ذلك، فسنقدم استجابة فعالة وقانونية ومتناسبة". أمّا شرطة أيرلندا الشمالية فقالت اليوم إنها على علم بدعوات "لإغلاق الطرق باستخدام النساء والأطفال" ولإقامة مسيرة إلى مركز إسلامي في بلفاست يوم السبت. وأعلنت الشرطة في ميرسيسايد أنها اعتقلت سبعة أشخاص على صلة بالاضطراب العنيف في ساوث بورت مساء الثلاثاء، ومن المقرر إجراء المزيد من الاعتقالات خلال الأسابيع المقبلة.

وأعلن رئيس الحكومة كير ستارمر يوم أمس في مؤتمر صحافي بعد اجتماعه مع قادة الشرطة في لندن إقامة وحدة جديدة في جهاز الشرطة لتتبع مثيري الشغب والاضطرابات العنيفة. وأشار إلى أن هذا يشمل نشرًا أوسع لتكنولوجيا التعرف إلى الوجه وأوامر السلوك الإجرامي. وقالت المتحدثة باسم حزب الخضر لشؤون الشرطة والأمن الداخلي، أماندا أونويميني، اليوم، ردًّا على ما جاء في المؤتمر الصحافي لستارمر: "إننا جميعًا لدينا الحق في الشعور بالأمان في شوارعنا ومنازلنا وأماكن عبادتنا، ومن الصواب تمامًا أن يأخذ رئيس الوزراء على محمل الجد العنف العنصري المروع الذي شهدناه في جميع أنحاء البلاد في الأيام الأخيرة".

لكنها أضافت: "دعونا نكون واضحين.. هذه ليست مشكلة يمكننا الخروج منها. بدلاً من ذلك، نحتاج إلى النظر في الأسباب الجذرية للعنصريّة وكراهية الإسلام والعنف، ومعالجة التطرف من مصادره باستخدام نهج مترابط عبر الخدمات العامة". وأكدت أونويميني الحاجة إلى أن "يتدخل قادتنا المنتخبون ويدينوا العنصرية وكراهية الإسلام أينما ظهرت، وليس فقط عندما تشتعل أعمال شغب، سواء في مجتمعاتنا أو في وسائل الإعلام أو في مجلسي البرلمان".

أمّا عمدة مدينة ليفربول، ستيف روثرام، فقال صباح اليوم في عبر قناة "آي تي في"، إن زعيم حزب "الإصلاح" نايجل فاراج (يميني متطرف) كان يمنح "الشرعية" لمثيري الشغب العنيفين و"يبرر أفعالهم". كما اعتبر أنه "يحاول مرة أخرى توجيه الشرطة والقانون والنظام".

في المقابل، صدرت العديد من الدعوات إلى الخروج في مظاهرات ضد الفاشية واليمين المتطرف، من مؤسسات وحركات سياسيّة بريطانيّة تحت شعار "أوقفوا اليمين المتطرف"، ردًّا على تحركات أنصاره واعتداءاتهم. ومن المتوقع أن تخرج مسيرات يوم السبت في كل من مدن ليفربول، وكارديف، وليدز، ومانشستر، وبرستول. كما يتوقع أن تخرج مسيرات أخرى في مدن مختلفة الأسبوع المقبل.