"قسد" تعلن قتل 6 من عناصر "الجيش الوطني" في عملية مباغتة

09 اغسطس 2023
بررت "قسد" العملية بالانتقام لمقتل عناصر لها في قصف مسيّرة تركية (أسوشييتد برس/أرشيف)
+ الخط -

قالت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في بيان لها، اليوم الأربعاء، إنها نفذت "عملية انتقامية" ضد فصائل الجيش الوطني السوري، المدعوم تركياً، رداً على مواصلة "الجيش الوطني" هجماته على مناطق سيطرتها.

وقال البيان إنه رداً على تلك الهجمات، نفذت "قسد" في 07 أغسطس/آب الجاري "عملية مباغتة لأحد مواقع الجيش الوطني في قرية عريشة" بين منطقتي رأس العين وتل تمر، زاعماً أن العملية أدت إلى "مقتل 6 مرتزقة"، وسقوط قتيل من مجلس تمر العسكري.

وبحسب ما نقله البيان، فإن العملية جاءت "انتقاماً" لمقتل عناصر من "قسد"، في 3 أغسطس/آب، جراء قصف طيران تركي مسيّر.

وقصفت طائرة مسيّرة، في الثالث من الشهر الجاري، سيارة عسكرية تتبع لـ"قسد" بصواريخ موجهة على الطريق الواصل بين ناحية القحطانية وناحية الجوادية، شرقيّ مدينة القامشلي في ريف محافظة الحسكة الشمالي، ما أوقع قتلى وجرحى، بعيد يومين من تكبّد "قسد" خسائر بالأرواح، بعد قصف على موقع لها في قرية التروازية شرقيّ ناحية عين عيسى، في ريف محافظة الرقة الشمالي.

ومساء أمس الثلاثاء، قتل وجرح مدنيون، بينهم أطفال، جراء قصف طاول قرية تخضع لسيطرة "قسد" في ريف الرقة الشمالي، شماليّ سورية.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن امرأة وطفلين قتلوا، وجرح ثلاثة آخرون من عائلة واحدة جراء سقوط قذيفة مجهولة المصدر على منزلهم في قرية الشركة في ناحية عين عيسى، في ريف الرقة الشمالي الخاضع لسيطرة "قسد".

وذكرت المصادر أن قصفاً متبادلاً واستهدافات بالرشاشات الثقيلة والمدفعية بين "قسد" والجيش التركي، المساند لـ"الجيش الوطني" على محاور قرى وبلدات، دادا عبدال، وأم الكيف، وبوبي، والأسدية، والمشيرفة، وتل شنان بناحية تل تمر، وتل الورد، وخربة الشعير شمال غربيّ الحسكة، فيما استهدفت طائرة مسيّرة موقعاً في قرية تل اللبن، لم تتبين حجم الخسائر الناجمة عنه.

وتشهد خطوط التماس بين "قسد" ومناطق النفوذ التركي، شماليّ سورية، تصعيداً متفاوتاً منذ نهاية الأسبوع الماضي، إذ شهدت المنطقة هجوماً من "قسد" أوقع خسائر بشرية في صفوف "الجيش الوطني"، قابله الأخير بقصف مدفعي مدعوم جواً من الجيش التركي.

مقتل قائد في الأمن العسكري في درعا

وفي محافظة درعا في الجنوب السوري، لقي القيادي في "الأمن العسكري" مصطفى قاسم المسالمة، الملقب بـ"الكسم"، والمدرج على قوائم العقوبات الغربية، حتفه اليوم الأربعاء، في انفجار عبوة ناسفة في منطقة الشيّاح بدرعا البلد.

وأكد "تجمع أحرار حوران" أن مصطفى قاسم المسالمة قتل، الأربعاء، مع آخرين، إثر استهدافهم بعبوة ناسفة في منطقة الشيّاح بحي درعا البلد في مدينة درعا، مشيراً إلى أن الانفجار أدى إلى مقتل مراسل قناة "سما" الموالية للنظام فراس الأحمد، ومصور قناة "الإخبارية" التابعة للنظام أحمد المسالمة، ومرافق الكسم المدعو محمد رضوان المسالمة، أحد منفذي عمليات الاغتيال في مدينة درعا لصالح فرع الأمن العسكري.

وبحسب الناطق الرسمي باسم التجمع أيمن أبو نقطة، أدى الانفجار إلى مقتل عنصرين من فرع الأمن العسكري، ما يعني توجيه "ضربة كبيرة" لهذا الجهاز، الذي يُعَدّ "الأكثر فتكاً بالسوريين قبل الثورة وفي أثنائها".

وتابع أبو نقطة، في حديث مع "العربي الجديد"، أن هذا الجهاز "خسر أكثر الأشخاص تشبيحاً وخدمة له في محافظة درعا بهذه الضربة"، مستبعداً فرضية تخلص النظام من الكسم.

وأضاف: "النظام لم يكن ليستغني عن الكسم وفراس الأحمد على الإطلاق، فهما كانا الأكثر ولاءً له في محافظة درعا، ويؤديان أدواراً قذرة لصالحه". 

من جانبه، أكد تلفزيون النظام مقتل مصوره أحمد المسالمة، ومراسل قناة "سما" الموالية، فراس الأحمد، وعنصرين من القوات المسلحة بـ"عبوة زرعها إرهابيون على طريق عودتهم في الشياح بريف درعا بعد إحباط عملية تهريب مخدرات".

إلى ذلك، بيّن الناشط الإعلامي يوسف المصلح، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "مقتل الكسم يعني خلاص درعا من أهم مرتكبي الانتهاكات بحق المدنيين"، مشيراًَ إلى أن القتيل "نفذ ومجموعته عمليات اغتيال ومداهمات واعتقالات لصالح جهاز الأمن العسكري". وأضاف: "كان يشارك في كل الحملات العسكرية، فضلاً عن ترويج المخدرات محلياً وتهريبها عبر الحدود".

 والكسم (30 عاماً) مدرج منذ مارس/آذار الفائت في قوائم عقوبات غربية لدوره في تهريب المخدرات إلى الأردن، وكان من مقاتلي الجيش السوري الحر قبل التحاقه بالأجهزة الأمنية التابعة للنظام في عام 2018، بعد استعادة الأخير السيطرة في جنوب سورية، بموجب اتفاقات تسوية مع فصائل المعارضة السورية برعاية روسية.

ووفق مصادر محلية، فإن الكسم "كان يعمل مع ضباط في جهاز الأمن العسكري في تهريب المخدرات والسلاح إلى الأردن"، مشيرة إلى أنه السبب في اعتقال أو اغتيال عديد من قادة فصائل المعارضة السورية، بعد التحاقه بهذا الجهاز. 

وأكدت المصادر أن الكسم "ضالع أيضاً بجرائم قتل بحق مدنيين تحت التعذيب"، مشيرة إلى أنه تعرّض منذ سيطرة النظام السوري على محافظة درعا في يوليو/ تموز 2018 لمحاولات اغتيال من مجموعات محلية، رداً على الانتهاكات التي ترتكبها المليشيا التابعة له بحق المدنيين، وآخرها في منطقة الشيّاح قبل أيام.

ضحايا بقصف للنظام على إدلب وانفجار في البادية

في سياق آخر، قُتل مدني وجُرح طفل اليوم الأربعاء، جراء قصف من قوات النظام السوري على ريف حلب الغربي شمال البلاد في تصعيد جديد ضد المنطقة.

وقال الناشط مصطفى المحمد لـ"العربي الجديد"، إن مدنياً قُتل وأُصيب طفل بجروح جراء قصف مدفعي من قوات النظام السوري على قرية تديل في ريف حلب الغربي الخاضع لـ"هيئة تحرير الشام"، مشيراً إلى أن القصف طاول محاور كفرنوران، والعصعوص، وكفرتعال في ريف حلب الغربي، مؤدياً إلى أضرار مادية في الأراضي الزراعية.

وطاول القصف أيضاً محوري الفطيرة وفليفل في ريف إدلب الجنوبي، ومناطق في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، من دون تسجيل خسائر بشرية.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أيضاً إن قوات النظام أطلقت صاروخاً حرارياً موجهاً استهدف جراراً زراعياً في قرية الشيخ حسن على طريق بداما البرناص في ريف إدلب الغربي، ما أدى إلى أضرار مادية في الجرار ومنزل كان بالقرب منه.

إلى ذلك، قال إعلام النظام إن مدنياً قضى اليوم جراء انفجار عبوة ناسفة من مخلفات المسلحين بسيارته أثناء نقله الماء والأغنام شرق منطقة تل صفر، في البادية الشمالية الشرقية لمحافظة السويداء، جنوب شرقي البلاد.

وفي الشأن، أفاد موقع "السويداء 24" بأن هذه الحادثة هي الثانية خلال العام الحالي، وسبقها مقتل أخوين من أهالي المنطقة مطلع هذا العام في بادية السويداء إثر انفجار مماثل. وأضافت: "ليس معروفاً إن كان اللغم الذي انفجر بالضحية حديث العهد أو قديما، فالمنطقة التي حصل فيها الانفجار كانت تتواجد فيها نقطة متقدمة للجيش السوري، وانسحبت هذه النقطة قبل حوالي سنتين".

المساهمون