اعتقلت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، اليوم الخميس، مجموعة من الناشطين في الحراك المدني ضدها بريف دير الزور الشرقي بعد رفضهم الخضوع لطلبها بالكف عن التظاهر ضد سياسات المليشيات في المناطق العربية شمال وشرقي سورية، في حين دعا ناشطون إلى ثورة ضدها في المنطقة.
وقال الناشط أبو محمد الجزراوي، لـ"العربي الجديد"، إن قوات أمنية تابعة لـ"قسد" دهمت اليوم منازل في بلدة أبوحمام بريف دير الزور، واعتقلت ناشطين، وحطمت أثاث منازلهم، وسرقت القيم من محتوياتها، ونقلت المعتقلين إلى مكان مجهول.
وأكد الناشط على أن سبب الاعتقال هو مشاركة هؤلاء الناشطين في المظاهرات السلمية ضد الفساد في إدارات "قسد" وسياستها المتبعة في المناطق العربية، وبخاصة في ريف دير الزور.
وأوضح أن من المعتقلين حازم العلاوي، وجويد الكسار، وعبد الرحمن الفراتي، ومحمد الإبراهيم الحسوني، المعروف بالفني، وأنه "من المرجح أن تلفق "قسد" للناشطين تهما، منها التعاون مع "داعش" و"الجيش الوطني" و"النظام السوري"".
بدورها، أصدرت "تنسيقية الشعيطات" بيانا أكدت فيه عملية الاعتقال بعد خروج مظاهرات سلمية لأبناء قبائل الشعيطات للمطالبة بحقوقها المسلوبة.
وشدد البيان على أنه وبالرغم من الالتزام بسلمية المظاهرات، "قامت عصابات قسد فجر اليوم بتنفيذ حملة اعتقالات طاولت 4 أشخاص ممن شاركوا في الاحتجاجات السلمية".
وأضاف البيان أن "قسد" دهمت "بيوت بعض الأشخاص الآخرين ولم يجدوهم في بيوتهم وقاموا بتكسير بعض حاجيات البيوت، وتمت سرقة مصاغ ذهبي وأموال أثناء تفتيش المنازل".
وقالت التنسيقية في بيانها: "نُحمّل قوات التحالف الدولي مسؤولية هذه الاعتقالات والتصعيد الذي سيتبعها في حال لم يتم الإفراج عن المعتقلين قبل مساء اليوم"، مضيفة: "بتصرفات قسد هذه أرسلت قوات التحالف الدولي رسائل على أنها طرف لا يبحث عن الشراكة مع أبناء المنطقة، ولا ينظر لهم كشركاء، بل يريدهم أتباعا لقسد، علماً أنه كان هناك تواصل عبر أكثر من طرف لترتيب لقاء مع قوات التحالف الدولي لمناقشة المطالب، وطلبت قوات التحالف سابقاً تأجيل الاحتجاجات قليلاً لترتيب لقاء، وهو ما حدث فعلاً، حيث قمنا بتأجيل الاحتجاجات قرابة أسبوع من يوم الأربعاء الماضي حتى يوم البارحة، لنُفاجأ بحملة دهم واعتقالات استهدفتنا".
وحمّلت التنسيقية مسؤولية المداهمات لكل من "أبو حتيشة وأبو الحارث غرانيج" مؤكدة على أنه ستتم ملاحقتهم عشائرياً "لأنهم هم من قاموا بالمداهمات".
ودعت التنسيقية إلى "انتفاضة شاملة تبدأ عصر اليوم الساعة 2:30 في مفرق القهاوي"، وحذرت عناصر قسد من الحضور إلى مكان المظاهرة أو التواجد قربه، وطالبت أبناء الشعيطات المنتمين لـ"قسد" بـ"ألا يكونوا أداة بيد كوادر قنديل ضدنا".
ويذكر أن الشهور الأخير شهدت ارتفاعا في حدة التوتر بين "قسد" والقبائل والعشائر العربية على خلفية استبداد المليشيات بالسلطة في المنطقة، وتحكمها بجميع مقدراتها، وحرمان أهالي المنطقة من الخدمات الصحية والمعيشية.