"قسد" تبدأ فك الحصار عن النظام السوري في الحسكة

02 فبراير 2021
النظام السوري رضخ لشروط "قسد" (فرانس برس)
+ الخط -

بدأت مليشيات "قسد" بعد ظهر اليوم الثلاثاء، بفك الحصار المفروض على مناطق النظام السوري في مدينتي القامشلي والحسكة شمال شرقي سورية، بعد التوصل إلى اتفاق يقضي بفك الحصار المتبادل من الطرفين.

وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن "قسد" بدأت بإزالة الحواجز من الطرقات المؤدية إلى المربع الأمني في مدينة القامشلي والمربع الأمني في مدينة الحسكة، حيث بدأت حركة المارة بالعودة إلى حالها الطبيعي كما كانت قبل فرض الحصار على المنطقتين.

وذكرت المصادر أن "قسد" سمحت للمدنيين والموظفين بالعبور، وعادت حركة دخول المواد التموينية والغذائية إلى الأحياء الواقعة ضمن سيطرة النظام، وذلك بعد التوصل إلى اتفاق يقضي بفك الحصار المتبادل بين "قسد" والنظام في كل من الحسكة وحلب.

وبحسب المصادر فإن "قسد" أفرجت عن عدد من عناصر النظام في مدينة القامشلي كانت قد اعتقلتهم في وقت سابق خلال التوتر بين الطرفين.

ومن المفترض بحسب المصادر، أن يقوم النظام السوري اليوم بفك حصاره عن منطقة تل رفعت في ريف حلب وعن أحياء الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب، والتي تخضع لسيطرة "قسد".

وكان مصدر خاص مقرب من "قسد" قد قال في حديث مع "العربي الجديد" إن النظام توصل إلى اتفاق غير معلن مع "قسد"، ينصّ على أن يبدأ الطرفان اليوم الثلاثاء أو غداً الأربعاء بفك الحصار المفروض في القامشلي والحسكة وحلب من كلا الجانبين.

وجاءت تلك التطورات مع انتشار أنباء غير مؤكدة تتحدث عن وصول قوات داعمة للنظام إلى مطار القامشلي، هدفها دعم النظام في معركة محتملة مع مليشيات "قسد" في حال فشل المفاوضات بين الطرفين، والتي ترعاها روسيا.

وقالت مصادر "العربي الجديد"، إنّ النظام ومواليه نشروا في القامشلي أنباء وإشاعات بأنّ النظام استقدم مقاتلين من مرتزقة "فاغنر" الروسية، وبدأ أيضاً بتشكيل مليشيات جديدة في الحسكة تحت مسمى "قوات تحرير الجزيرة"، بهدف محاربة "قوات سورية الديمقراطية".

وأضافت المصادر أنّ نشر تلك الأنباء يجري بالتنسيق بين النظام وبعض الشيوخ المؤيدين له بالمنطقة.

وكانت روسيا قد عززت، في وقت سابق، قواتها في مطار القامشلي، وتلك القوات وسعت من حجم القاعدة الروسية في المطار، فضلاً عن أنّ القاعدة الروسية كانت المستضيف الأبرز لجولات التفاوض بين "قسد" والنظام في المنطقة.

وتقول المصادر إنّ الطرفين في الوقت الحالي لا يمكنهما الدخول في معركة عسكرية، كون النظام يعتمد بشكل كبير على إمدادات النفط القادمة من مناطق "قسد"، في حين أنّ مناطق "قسد" تتلقى المقابل المالي من مناطق النظام. كما أن النظام يخشى مواجهة الرد الأميركي، حيث تعد واشنطن "قسد" حليفة لها.

وتضم "قسد" في صفوفها مليشيات من مختلف القوميات في المنطقة، وتتحكم في قرارها مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية الجناح العسكري لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي"، المصنف من قبل تركيا منظمة "إرهابية".

ورغم العقوبات الأميركية المفروضة على النظام السوري، إلا أنّ "قسد" تعد مزوداً رئيسياً للنظام بالنفط، كما أنّ مساحات واسعة من أراضي السلة الغذائية في شمال وشرق سورية تخضع لسيطرة "قسد"، وخاصة تلك التي تزرع بمحصول القمح.

وشهدت العلاقة بين الطرفين، خلال السنوات الماضية، حالات من التوتر والهدوء ومفاوضات حول إدخال "قسد" ضمن جيش النظام، ومنحها الحكم الذاتي في شمال شرقي سورية، إلا أن تلك المفاوضات لم تأتِ بجديد.

إلى ذلك، سيّرت القوات الروسية دورية مع قوات النظام السوري في مناطق سيطرة "قسد" بناحية عين عيسى شمال غربي محافظة الرقة، وجالت الدورية بحسب مصادر "العربي الجديد" في عدة قرى على الطريق الدولي حلب الحسكة.

وكانت القوات الروسية قد سيّرت الأسبوع الجاري دورية مشتركة مع القوات التركية في مناطق سيطرة "قسد" أيضاً بناحية عين العرب في ريف حلب الشمالي الشرقي المتاخم لريف الرقة الشمالي الغربي.

طائرة روسية تقصف مناطق سكنية في إدلب شمالي سورية

استهدفت طائرة حربية روسية، مساء اليوم الثلاثاء، مناطق سكنية في ريف محافظة إدلب، شمال غربي سورية، في عودة للقصف الجوي على المحافظة الخاضعة لاتفاق وقف إطلاق نار روسي - تركي.

وقال الناشط مصطفى محمد لـ"العربي الجديد" إن طائرة حربية روسية استهدفت منطقة الشيخ بحر شمالي مدينة إدلب، ومحيط بلدة قورقانيا شمال غربيها بعدة ضربات.

وأوضح أن القصف لم يسفر عن خسائر بشرية، لكنّه أسفر عن نزوح عائلات من المناطق التي تم استهدافها نحو مدينة إدلب وإلى الشريط الحدودي مع تركيا.

وفي ذات السياق، أُصيب طفلان بجراح نتيجة استهداف قوات النظام بصاروخ حراري سيارة مدنية في قرية الزيادية بريف جسر الشغور، غربي المحافظة.

وفي ريف مدينة حلب، قُتل شخص وأُصيب أربعة آخرون نتيجة انفجار عبوة ناسفة في منطقة الصناعة في مدينة الباب بريف المدينة الشرقي. ويأتي هذا التفجير ضمن سلسلة تفجيرات ضربت المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني في ريف حلب، وأسفرت عن مقتل وجرح عشرات المدنيين.

وفي ريف محافظة دير الزور، أعلنت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) اعتقال شخص يتبع لتنظيم "داعش" الإرهابي، خلال عملية إنزال بالتعاون مع قوات تابعة للتحالف الدولي في بلدة الطيانة شرقي المحافظة.

إلى ذلك، استهدفت فصائل الجيش الوطني بقذائف المدفعية مواقع لـ"قسد" في قرية صيدا ومحيط بلدة عين عيسى شمالي الرقة، كما طاول القصف الطريق الدولي حلب - الحسكة (إم 4) ولم يسفر عن خسائر بشرية.

وفي ريف دير الزور، قالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن قوات التحالف الدولي اعتقلت شخصاً بعد تنفيذ إنزال جوي فوق منزله الكائن في بلدة الطيانة، فيما لم تعرف الأسباب وراء الاعتقال، مرجحة وجود معلومات لدى التحالف عن انتماء الشخص لتنظيم "داعش".

وكان التحالف الدولي قد نفذ أمس وأول أمس عمليتي إنزال في بلدة الباغوز وبلدة البصيرة في ريف دير الزور الشرقي أيضاً، واعتقل خلالها مجموعة من الأشخاص بتهمة الانتساب لتنظيم "داعش".

المساهمون