لا تزال أصداء قمة زعماء الدول الضامنة لمسار "أستانة" حول سورية، التي عقدت في طهران الثلاثاء الماضي، مستمرة في إيران، التي تحرص على تعداد "مكاسبها" من القمة في ملفات أخرى غير الملف السوري.
ووصفت صحيفة "إيران" الرسمية، في مقال بقلم مستشار الوفد الإيراني بالمفاوضات النووية محمد مرندي، القمة الثلاثية حول سورية في طهران بأنها "اجتماع ناجح"، يأتي بعد أيام من "زيارة فاشلة" للرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة.
وأضافت أن "مكاسب ثلاثية وثنائية" كانت نتيجة اجتماع "أستانة" في طهران، قائلة إن المكسب الأول هو "إفشال" الجهود الأميركية والأوروبية في عزل إيران، خصوصًا في محاولتها التأثير على العلاقات الإيرانية الروسية بعد التركيز عليها.
وفي السياق، أشار مرندي في مقاله إلى اتفاقيات وصفقات أبرمت خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران، الثلاثاء الماضي، منها الاستثمار الروسي بقيمة 40 مليار دولار في الصناعات النفطية والغازية الإيرانية، فضلا عن افتتاح ممر شمال ـ جنوب الذي يربط روسيا والدول المحيطة بها بالمحيط الهندي عبر الأراضي الإيرانية.
والمكسب الثاني الذي حققته طهران باستضافتها قمة "أستانة" مرتبط بالمفاوضات النووية، حسب مستشار الوفد الإيراني بهذه المفاوضات. ورأى مرندي أن عقد القمة أثناء المفاوضات النووية غير المباشرة المستمرة بين طهران وواشنطن "ليس فقط يعزز موقع البلاد بين المفاوضين، بل إنه يظهر للغربيين أن ضغوطهم القصوى لن تحقق نتيجة".
وأضاف أنه "في الظروف الراهنة، يتعرض الغربيون لمزيد من الضغوط لقبول شروط إيران المنطقية لإحياء الاتفاق النووي.
وعن المكسب الثالث، قال مرندي في مقاله بصحيفة "إيران" الرسمية، إن القمة "ستغير التوازن في المنطقة لمصلحة إيران من جراء تحسن علاقاتها مع الشركاء غير الغربيين، وعلى ضوء الضعف الذي تواجهه أميركا وحلف شمالي الأطلسي بسبب حروبهما المستمرة و.... وأزمات أميركا وأوروبا الاقتصادية ومسألة أوكرانيا".
وتابع أن ذلك سيحمّل الغرب المزيد من التكاليف وسيعزز موقف إيران وحلفائها.
وحول سورية التي انعقد الاجتماع الثلاثي في طهران حولها، قال مرندي إن إيران وروسيا بذلتا جهودا في الاجتماع لثني الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن "إنهاء الاحتلال" في سورية، وعن دعم المجموعات التي وصفها بأنها "تكفيرية"، حسب قوله.
كما أكد المقال أن إيران وروسيا بصدد "تغيير السياسة الخارجية والإقليمية لتركيا؛ فأردوغان بحاجة ماسة إلى نفط وغاز هذين البلدين الجارين (إيران وروسيا)"، مشيرا إلى أنه "مضطر لأخذ التوصيات الداعية إلى السلام بشكل جاد في الظروف الاقتصادية الراهنة (في تركيا) والمشاكل الناجمة عن نقص الوقود".
وفي الوقت نفسه، شكك مرندي أن يتراجع الرئيس التركي أمام إيران وروسية بـ"سهولة"، قائلا إن تنازله أمام سورية "سيكلفه". وعليه، أكد أنه "من الصعب أن نكون متفائلين بشأن موافقة أردوغان على الحلول الإيرانية والروسية" بشأن سورية.
والأربعاء الماضي، بعد يوم من قمة طهران حول سورية، عبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في مؤتمر صحافي مع وزير خارجية النظام السوري، فيصل مقداد، عن قلق بلاده من احتمال قيام تركيا بهجوم عسكري على الأراضي السورية.
وأعرب أمير عبد اللهيان عن أمله في أن يهتم المسؤولون الأتراك "بالتوصيات التي أكدتها الدول المشاركة في الاجتماع"، في إشارة إلى القمة الثلاثية السابعة لزعماء الدول الضامنة لمسار أستانة.